الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جريمة.. هدم قصر «مكرم عبيد» رائد «الوحدة الوطنية»




مكرم باشا عبيد رائد الوحدة الوطنية فى مصر ووزير ماليتها الاسبق فى حكومة النحاس باشا وأحد أبرز أبناء محافظة قنا ونجومها اللامعين لم يبق من تاريخ الرجل الا ذكراه العطرة ومجموعة من القصور ذات الطابع الاثرى والمعمارى ومنها قصر مجاور لمديرية أمن قنا يقف شاهدا على رمز الوطنية المصرية فى أجل معانيها هذا القصر يتعرض مؤخرا للاغتيال والحرق من قبل مجموعة من الاشخاص قاموا بشرائه من مالكه "ثابت ابراهيم عطية فلسطين "بعد تهجير طلاب مدرسة "سيدى عمر" الابتدائية بحجة أنه على وشك الانهيار.

كان القصر حتى وقت قريب يستخدم كمدرسة وتم اخلاؤه بعدما تم تقديم تقرير هندسى من قسم التخطيط والمتابعة والمبانى بمديرية التربية والتعليم يفيد أن مبنى القصر آيل للسقوط.
وقام المالك باستلام المبنى واغلاقه بالجنازير والسلاسل ويوم 21يناير الماضى تقدم عدد من الاشخاص بطلب لرئيس القطاع المركزى لهيئة الاثار الاسلامية لشراء القصر.
وأفاد كرئيس القطاع أن القصر لايخضع لقانون حماية الاثار مما سهل مسعاهم فى شراء المبنى علما بأن عدم التسجيل لايعنى الهدم والبناء بالقصر الا بالرجوع للجهات المختصة وذلك كما ورد بالنص فى رد رئيس قطاع الاثار المركزية ولكن فجأة بدأ تساقط أجزاء من سقف المبنى وتبين أنها محاولة ذكية من مالكى القصر الجدد للتخلص من المبنى بالحفر والتنقيب داخله والعبث بأثاثه حتى ينهار ويقومون بالبناء على أرض القصر.
وأمام هذه المحاولة سارع مجلس مدينة قنا الذى رفض منحهم قرار ازالة المبنى بإبلاغ مديرية الأمن بما يحدث داخل من محاولة هدم مبنى القصر فانتقلت الشرطة الى موقع القصر وتمكنت من وقف العمل داخله وتحرير محضر ضدهم هذه المحاولة الاولى كانت لطمس معالم هذا القصر الذى كان يستقبل داخله مكرم عبيد باشا الوزراء والاعيان وزعماء الامة آنذاك فضلا حرمان مدينة قنا من مبنى يتمتع بطراز معمارى فريد رسومات فنية جميلة رسمها أمهر الفنانين الأجانب.
محاولات هدم المبنى لم تتوقف فى سبيل بناء برج سكنى يحقق مكاسب مالية طائلة خاصة أن القصر يقع فى منطقة حيوية فخلال أيام عيد الأضحى تم أستغلال الاجازة الرسمية واشتعلت النيران فى أحد أجزاء القصر حيث تسلل مجهولون من أحد الشوارع الجانبية وتمكنوا من اشعال النيران داخله ولكن نجحت أجهزة الامن فى السيطرة على الحريق بعد أن التهمت النيران عدداً من الابواب المزخرفة بالقصر.
وانتقل فريق المعمل الجنائى بمديرية أمن قنا الى مكان القصر وتفقد مكان الحريق حيث عثر على جراكن من البنزين وبعض المواد القابلة للاشتعال ودلت المعاينة الاولية لفريق البحث الجنائى برئاسة محمد عثمان رئيس المباحث على وجود شبهة جنائية فى الحريق.
من جانبه أمر اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا بتشديد الحراسة بمحيط القصر مؤكدا على أنه لايقبل باى محاولات لتشويه وسرقة المبانى التاريخية.
وعلمت «روزاليوسف» أن عملية البيع والشراء تمت فى عهد اللواء عادل لبيب محافظ قنا الاسبق حيث قام 6 من الاشخاص بشراء القصر الذى تبلغ مساحته 2500 متر مربع بمبلغ 14 مليون جنيه.
وأشارت بعض المصادر الى أن وراء حرق قصر مكرم عبيد ضابط سابق بالشرطة حصل على 3 ملايين جنيه من مالكى القصر مشيرا الى أن الايام القادمة سوف تكشف عن تورط شخصيات أخرى شاركت فى تمرير عملية هدم المبنى.
وقال ريمون صادق عبيد من أحفاد عائلة مكرم عبيد بقنا ان القصر قيمة تاريخية ورمز أثرى نظرا لمرور اكثر من مائة عام على بنائه فهو يدخل فى تعداد المبانى الاثرية والتاريخية الا انهم لايملكون أن يقدموا شىء لان القصر تم بيعه أكثر من مرة منذ فترة اربعينيات القرن الماضى وعلى الدولة أن تقوم بدورها تجاه المخربين الذين يريدون هدم وطمس المعالم الحضارية.
أما الباحث الاثرى محمد مصطفى فأنتقد الدور الرقابى المتقاعس لوزارة الدولة لشئون الاثار فى حماية هذه المبانى التراثية التى تعبر عن حقبة تاريخية مهمة فى الدولة المصرية وأن هناك محاولات عديدة تجاه تلك القصور من أجل هدمها وتحويلها الى مشروعات من قبل رجال أعمال.
وأضاف مصطفى أن "مكرم عبيد" رمز من رموز الوحدة الوطنية وأحد مفكرى الاقباط فى حقبة الخمسينيات مطالبا أجهزة الدولة بالكشف عن منفذى عمليات الهدم وطمس المعالم التاريخية وضرورة أن تكشف جهات التحقيق عن وهيتهم.
يذكر أن هناك مجموعة من قصور "مكرم باشا عبيد" تعرض للحرائق فى الفترة السابقة ومحاولات لهدمها من قبل بعض التيارات الدينية المتشددة فى محاولة منهم لطمس تاريخ المفكر القبطى مكرم عبيد.