أرواح الأبرياء بلا ثمن على طريق المنيا الزراعى

لم يتبدل الحال كثيراً قبل الثورة، وبعد الثورة فى النهاية الأبرياء يحصدون تقاعس الحكومات بتوفير الحياة الآمنة لجميع المواطنين، بالفعل لا تزال المنيا تسجل أعلى محافظات مصر فى حوادث الطرق التى تحصد أرواح الأبرياء والسبب شبكة طرق متهالكة ووعود تتبخر يوما تلو الآخر.

فلا يزال أهالى المنيا يمسون ويصبحون على سرينات سيارات الاسعاف التى تنقل أحياء وأمواتاً مصابين وجثثاً من طرق المحافظة ليستمر هذا الكابوس المسمى بحوادث الطرق والذى يحصد أرواح الألاف من أبناء المنيا دون أدنى اهتمام من الدولة ليكشف أسباب تعطل ازدواج طريق الموت مصر أسوان الزراعى سابقاً.
بعد كل حادث هناك سيناريو معتاد يحفظه الاهالى عن ظهر قلب حيث يقوم المحافظ بزيارة المرضى وتلتقط الكاميرات الصور والفيديوهات كتعبير عن اهتمام المسئولين بالمحافظة عن حادث خطير ومروع، ويتم صرف تعويضات عاجلة هزيلة دون أن يبحث هؤلاء المسئولون عن أسباب هذه الحوادث والتى من أهمها عدم تنفيذ مشروع ازدواج الطريق الزراعى والذى بدأ العمل به منذ عام 2009  بعد حادث أتوبيس مغاغة والتى راح ضحيته 67 قتيلا واصابة 10 آخرين، ولم ينته حتى الآن فى الوصلة ما بين قرية ملاطية بمغاغة شمالا ومدينة المنيا بطول 77 كيلو مترا، كل عام تجد  نغمة واحدة  يتغنى بها المسئولون انتهاء ازدواج الزراعى هذا العام ويمر العام تلو الآخر والطريق محلك سر.ويقول محمد شوقى سائق ان طريق مصر أسوان الزراعى يشهد كثافات مرورية عالية من السيارات الميكروباص والأجرة بسبب توقف حركة القطارات وقيام تلك السيارات بمسابقة الزمن للحصول على دور ولا يستوعب مساحة الطريق هذه الكثافة المرورية.

ويضيف أشرف حمدى موظف أن هناك بعض أجزاء من الطريق تم الانتهاء من ازدواجها والبعض الآخر لم ينته العمل به ويقوم سائقو السيارات بالمرور فى الاتجاهين بنفس العشوائية سيارات تسير عكس الأخرى دون أى علامات إرشادية وهو ما ينذر بكارثة أخرى أيضا.

يشير أشرف إلى أن حوادث الطرق تزيد فى فصل الشتاء بسبب الضغط المرورى على الطريق الزراعى خاصة مع موسم حصاد المحاصيل الشتوية التى تشتهر بها المنيا مثل البطاطس والتى ستبدأ خلال أيام قليلة مما ينذر بكارثة جديدة.

وينتقد شريف إبراهيم مهندس إدارة المرور ومسئولى المحافظة لتقاعسهم عن حل أزمة حوادث الطرق والتى يروح ضحيتها العديد من الأرواح البريئة تحت مسمى نزيف الأسفلت وتبخر وعود المسئولين التى تطالعنا كل عام بالانتهاء من الازدواج هذا العام.

أضاف أن هناك مناطق معينة معروفة يتم تكرار الحوادث عليها وخاصة فى الواصلة ما بين المنيا ومركز سمالوط مثل المنطقة أمام قرية البرجاية أو أمام قرية الشعرواية وبين قريتى صفط اللبن وأطسا.

وتقول أسماء محمدى  طالبة، إن جميع المناطق التى تم الانتهاء منها فى ازدواج الطريق لعدم الانتهاء من المشروع تشهد تعديات عليها من قبل الأهالى فتجد من أقام خيمة وعلق عليها لافتة بانها كافيتريا على الطريق لتقديم مشروبات ومأكولات والآخر قام بوضع طوب وحجارة على نهر الطريق حتى يمنع بعض السيارات التى تستغل تشغيل المرور فى السير عليه.

أما بشرى حنا سائق فيؤكد أن مشكلة الطريق الزراعى أيضا هى كثرة المطبات العشوائية فيوجد أكثر من 125 مطبا صناعيا بالطريق الزراعى القاهرة ـ أسوان بنطاق محافظة المنيا من مدينة مغاغة وحتى ديرمواس هذه المطبات لا يوجد لها أى علامات ارشادية و لا يتم طلاؤها  باللون الفسفورى خاصة عند القيادة بالليل مما قد تؤدى لفقد العشرات لأرواحهم لأنها تتسبب فى انقلاب السيارات المسرعة فى حال عدم رؤيتها المطب.

كان طريق الصعيد الزراعى القاهرة اسوان امام قرية البرجاية التابعة لمركز المنيا قد شهد حاث تصادم سيارتى ميكروباص، و اسفر عن مصرع 5 أشخاص واصابة 21 بينهم 5 أطفال، تم نقل الجثث والمصابين للمستشفى.