الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تواجه الزحف الإسرائيلى والمد الإيرانى فى إفريقيا والخارجية: تقارب ملحوظ مع دول الحوض قريباً




تقرير - حمادة الكحلى

ربما هى المرة الأولى التى يزور فيها وفد حكومى مصرى دول حوض النيل مستهدفاً بالدرجة الأولى طرح خدمات على هذه الدول الشقيقة.. فى هذا السياق كلّف الرئيس عدلى منصور وفدا حكوميا من ثلاثة وزراء بالقيام بجولة بدول حوض النيل، حيث ترأس هذا الوفد وزير الخارجية نبيل فهمى وضم فى عضويته كلا من أيمن أبوحديد وزير الزراعة وكذلك إبراهيم محلب وزير الإسكان.
من جانبه قال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية لـ«روزاليوسف» أن الفترة القريبة المقبلة ستشهد مزيدا من التقارب الملحوظ بين مصر ودول حوض النيل، مشيرًا إلى أنه تقرر عقد الاجتماع الثلاثى لوزراء المياه فى مصر والسودان وإثيوبيا خلال الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل، لمناقشة آليات الحد من الآثار السلبية لسد النهضة الإثيوبى على الدول الثلاث.
وأضاف أن مصر لن يقتصر اتصالاتها بالأشقاء الأفارقة على قضية المياه بل هناك علاقات أخرى مهمة للغاية تتعلق بدور مصر التاريخى فى تنمية هذه الدول والمشاركة بفاعلية فى ذلك، وهو ما اتضح من خلال الوفد الحكومى الذى زار كلا من أوغندا وبوروندى والكونغو الديمقراطية، حيث ركزت الجولة على التعاون فى مجالات التنمية الزراعية والسمكية بالإضافة إلى قيام شركة المقاولون العرب بتنفيذ مشروع لإمداد القرى المحرومة من مياه الشرب فى الكونغو الديمقراطية.
من جانبه قال مصدر دبلوماسى ذو صلة بالملف الإفريقى بوزارة الخارجية إنه من الظلم أن نحمل وزارة الخارجية مسئولية هذا الملف المهم والحساس، خصوصا أن العلاقات المصرية بدول حوض النيل تأثرت بسبب الأنظمة التى حكمت مصر على مر الفترات السابقة.
ولفت إلى أن المكاتب العسكرية المصرية الموجودة فى الدول الافريقية كثيرا ما تكون طوق النجاه للإبقاء على العلاقات المصرية بتلك الدول نظرا للروابط التى تربط بين قادة جيوش هذه الدول والقادة العسكريين المصريين.
وأوضح أن مصر لديها أذرع كثيرة ومهمة للتأثير فى إفريقيا ولكنها غير مستغلة بالشكل الأمثل ومن بين هذه الأذرع شركة المقاولون العرب التى تستثمر بملايين الدولارات فى كل دول القارة إلا قليل.
وطالب المصدر الدبلوماسى بإعادة النظر فى العلاقات المصرية - الإفريقية، ومجابهة التواجد الإسرائيلى الطبيعى الذى يملأ الفراغ الذى تركته مصر فى محيطها الإفريقى لسنوات.
وأضاف أن هناك أخطارا أخرى تواجه مصر فى دول الحوض بخلاف التواجد الإسرائيلى وهو الخطر الشيعى حيث إن سفاراتنا خلال الأعوام الماضية حذرت من خطورته على النفوذ المصرى فى القارة وكذلك تأثيره على الطبيعة الديموجرافية فى القارة، ولفت إلى أن مصر قللت من تواجد بعثاتها الأزهرية فى الدول الإفريقية رغم التحذيرات المستمرة من هذه الأخطار.
ورداً على سؤال حول وجود اشتباك بين الخارجية وجهاز المخابرات فى التعامل مع الواقع الإفريقى قال المصدر: «لسنا فى سباق على تحمل الملفات ولكن هناك تنسيقا بين أجهزة الدولة المختلفة ولا يمكن لدولة أن تستقيم سياستها الخارجية إلا بتعاون جميع أجهزتها والعمل فى إطار منظم يضم مؤسسة الرئاسة ومجلس الأمن القومى ووزارتى الدفاع والخارجية».
وحول ما يتردد بشأن عرض قطر على دول حوض النيل تمويل سدود جديدة على النهر قال المصدر المسئول: «لم يتضح لنا أى معلومات صحيحة وموثقة عن هذا الأمر وبالطبع لدينا الحق فى أن نتحرى تلك المعلومات وإذا ثبتت سيكون ردنا قاسيا ولن نقبل ان تتجاوز قطر حدودها، ونحن نتصور ان قطر دولة عربية تعى جيداً أن النيل خط أحمر لا تقوى على تجاوزه».
من جانبه قال السفير أحمد حجاج رئيس الجمعية المصرية - الإفريقية أن جولة الوفد الحكومى المصرى بدول الحوض تأتى فى إطار سعى الدولة لتغيير المفهوم المصرى السائد لدى دول الحوض التى عانت من تجاهل الحكومات المصرية على مدار الثلاثين عاما الماضية، ولفت إلى أن تشكيل الوفد أعطى انطباعاً جيداً ورسالة على ان المقصود من الزيارة هو بحث التعاون لا أى شىء آخر.
ورداً على سؤال حول عدم زيارة إثيوبيا قال السفير حجاج أنه ليس شرطا أن يزور إثيوبيا كل وفد متوجه إلى دول الحوض.. لدينا علاقات قوية وهامة ومؤثرة مع باقى دول الحوص ونستطيع أن نتجاوز كل الخلافات مع هذه الدول.
وحول التأثير الإسرائيلى على ملف المياه قال حجاج إن مصر لا تستطيع أن تمنع أى من دول الحوض فى أن تقيم علاقات مع أى دولة فى العالم بما فى ذلك إسرائيل ولكننا نستطيع ان نكون أكثر تواجداً وتأثيراً كما كانت مصر فى السابق، وأيضا يجب ألا نتجاهل هذه العلاقات مع إسرائيل.