الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
العدالة.. العادلة!
كتب

العدالة.. العادلة!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 14 - 03 - 2011


السجن للصوص والإنصاف للأبرياء


(1)


- لا وقت لتصفية الحسابات، ولا لتوزيع الاتهامات الطائشة دون سند أو دليل، ولا لتقسيم الوطن إلي «خونة» و«ثوار»، لا وقت للبطولات الإعلامية حتي لا تحترق بقية الوطن.


- من سرق مليمًا يجب أن يحاكم، ومن أثري علي حساب الشعب يجب أن يسترد الشعب أمواله، ومن أفسد وسرق ونهب وزيف وزوّر وامتلك دون وجه حق يجب أن ينال عقابه الرادع.
- القانون يجب أن يلاحق الفاسدين أينما كانوا حتي يسود العدل، ولا تنتشر شريعة الغاب، فلو دارت عجلة الاتهامات غير الموثقة فسوف يصبح كالمقصلة التي لن ينجو منها حتي من يديرونها.
(2)
- في مصر أجهزة رقابية نزيهة مثل الرقابة الإدارية وإدارة الكسب غير المشروع ونيابة الأموال العامة والجهاز المركزي للمحاسبات.. ولديها تقارير ومعلومات عن «دبة النملة».
- هذه الأجهزة تستطيع أن تخرج الملفات التي في خزائنها وأن تقدم الفاسدين للمحاكمة العادلة، بما لديها من أدلة ومستندات حتي تحمي الأبرياء من الرذاذ الذي يتطاير في كل اتجاه.
- هذه الأجهزة هي ذراع المجتمع الطويلة في ضرب الفساد والفاسدين، صحيح أنه تم تعطيل عملها في سنوات سابقة، ولكنها ظلت تعمل في صمت ولم تتوقف متابعاتها لحظة واحدة.
(3)
- في مصر نائب عام ونيابة عمومية مشهود له ولها بالكفاءة والنزاهة والدفاع عن المصلحة العامة للمجتمع ويجب أن نساعد هذه الجهة القضائية الشريفة في أداء عملها.
- الاتهامات التي تصدر عن النائب العام بعد التحقيقات التي يجريها يجب أن تنشر بمساحات ضخمة وأن تتناولها أجهزة الإعلام بالشرح والتحليل لإشاعة روح العدالة الناجزة.
- النيابة العمومية تعمل ليل نهار لإنجاز ما لديها من بلاغات وملفات وتحقيقات ويجب منحها الفرصة كاملة لتنقية مصر من الفساد والفاسدين بالقانون، وليس بالشبهات.
(4)
- لا وقت لتصفية الحسابات، ويجب أن تكون مصلحة الوطن هي الرسالة الأولي والأخيرة، والهدف الذي يعلو فوق كل الأهداف، والغاية النبيلة التي نضعها تاجاً فوق الرءوس.
- نعم لقد انهار النظام وسقط وتهاوي ولكن مصر لا يجب أن تنهار أبداً.. مصر الدولة والشعب والإقليم.. والثلاثة تواجهها أخطار جسيمة.
- الدولة يجب أن تقف علي قدميها وتستعيد عافيتها الاقتصادية، لتستطيع تلبية سقف الاحتياجات المشروعة للمواطنين الذي يرتفع يوما بعد يوم.
(5)
- عودة الهدوء والاستقرار هي سلاح مصر لتنفيذ مطالب ثورة الشباب المشروعة والمنطقية، والتي يمكن أن تخطو بالبلاد خطوات واسعة إلي الأمام.
- لا يسعد شباب الثورة ولا أي مصري أن ينتشر بعض اللصوص والبلطجية وقطاع الطرق، ليسرقوا الشقق ويقيموا فيها بالقوة أو أن يحرقوا المصانع التي تفتح بيوت الناس.
- لا يسعد أحد أن تسود الإضرابات والاعتصامات وتتوقف عجلة الإنتاج وأن تختلط المطالب المشروعة بغير المشروعة إلي هذا الحد الذي نشهده الآن.
(6)
- من حق جميع العاملين أن ينالوا حقوقهم المشروعة وأن تسود العدالة المطلقة، لأن ما بعد 25 يناير ليس مثل ما قبله والعجلة لن تعود أبداً إلي الوراء.
- ليس وقت تصفية حسابات ولا تحقيق مكاسب ومنافع خاصة ولا تحقيق بطولات إعلامية أو التسلق علي أكتاف الآخرين.. هذا فقط وقت لم شمل البلاد لنواجه الخطر.
- لا داعي لنشر روح اليأس والإحباط، وأن يتم تصوير كل المصريين وكأنهم حرامية ولصوص، صحيح أن الثورة كشفت فساداً هائلاً ولكن محاربته، واستعادة أموال الشعب هي الأهم.
(7)
- جيش مصر العظيم الذي يقود هذه المرحلة الأكثر خطورة في تاريخ الوطن ليس لديه عصا سحرية يشق بها بحر الفساد ويطهر البلد من الفاسدين بين يوم وليلة.
- لكن أبناءه الشرفاء يعملون ليل نهار لتسليم السلطة إلي الشعب خلال ستة شهور من خلال انتخابات حرة ونزيهة بمعني الكلمة وتريح ضمائر الناس.
- ساعدوا هؤلاء الرجال الشرفاء علي استكمال المهمة المقدسة لإنقاذ الوطن واستعادة روحه واستقراره حتي ينطلق ويسترد المكانة التي يستحقها.


[email protected]