الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

معاش الفنان التشكيلى 100 جنيه شهريا ويصرف مجمعا كل 3 أشهر





يظل الفنان التشكيلى أو النحات يبدع وينتج أعمالا فنية لها قيمة حتى بعد تخطى الفنان الـ60 عاما ليس للابداع سن تقاعد ومعاش، انما فى ظل المشهد الحالى الذى تعرضت له مصر بعد ثورتين متتاليتين، ماذا يفعل هؤلاء كبار السن فليس لهم مورد إلا مبيعات أعمالهم الفنية، لايوجد مقتنى للأعمال فنية، ولا يوجد تسويق للفن على مدار آخر سنتين ونصف السنة، حين يتوجه الفنان إلى نقابة الفنانين التشكيليين فيجد أن معاشه 100 جنيه شهريا، ولا يقبضه إلا مجمعة كل ثلاثة أشهر 300 جنيه، فهل يمكن أن يعيش المواطن المصرى البسيط بمائة جنية شهريا! فما بالك بالفنان الذى مازال بأعماقه الكثير يمكن أن يقدمه للفن من خلال معارضه.

حول هذه القضية تحاورنا مع مجموعة من الفنانين التشكيليين حول رأيهم ومقترحاتهم، وسألنا نقيب الفنانين التشكيليين ووكيل النقابة عن أسباب انخفاض معاش الفنان لهذا المبلغ فى هذا التحقيق.
الفنان التشكيلى صبرى منصور: معاش الفنان من النقاية معاش هزيل لا يليق بقيمة الفن والفنان، وهذا يرجع لضعف دخل النقابة الذى يعود بدوره إلى عدة أسباب منها: عدم تسديد الفنان اشتراك عضوية فى النقابة، وعدم الالتزام بتسديد نسبه الـ 2% التى تمثل الإعفاء الضريبى للفنان، التى يشترط أن يسددها للنقابة على مبيعات أعماله الفنية.
من جانب آخر على النقابة تقديم أفكار جديدة ومشاريع لزيادة الدعم المادى لصالح صندوق المعاشات، أسوة بباقى النقابات المهنية، والمطلوب من أعضاء النقابة تقديم أفكار ومقترحات فى هذا المجال.
الفنان التشكيلى سمير فؤاد: قبل مطالبة النقابة بأى زيادة فى المعاش لا بد من أن نتناقش حول موارد النقابة المؤسفة، نظرا لتقاعس النقابة فى تحصيل نسبه الـ2% من الفنانين، ولأن تنفيذ القانون وتطبيقه سوف يدر دخلا ماديا للنقابة يخدم صندوق المعاشات، ودور النقابة فى تشجيع المؤسسات والشركات والهيئات على اقتناء الأعمال الفنية بشكل يساهم فى زيادة الجانب المادى، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون للنقابة خطة وآليات جديدة للتسويق.
ومن جانب الفنانين فإن عليهم مسئولية تجاه النقابة، فيمكن للفنانين الكبار الذين تسوق أعمالهم وغير المحتاجين للمعاش أن يتبرعوا به للنقابة للصالح زملائهم من الفنانين، وهذا سلوك إنسانى وواجب على الفنان أن يقدمه حتى دون أن يطلب منه، بمعنى إعادة توزيع المعاشات بنوع من العدالة الاجتماعية، لأن بكل أسف الفنان التشكيلى سواء على المعاش أو لم يصل الستين أصبح تحت خط الفقر.
الدكتور عادل ثابت: كان المعاش 50 جنيها ثم أصبح 75 جنيها ثم 100 جنيه، وقد نحصل على الـ 100 جنيه وقد تتأخر شهور، فماذا يفعل من ينتظرها، قيمة المعاش مخجلة جدا، كثيرا ما طالبنا النقابة بتفعيل القانون وتطبيقه وهو تحصيل نسبة الـ2% من الفنانين على مبيعاتهم الفنية، لكن النقابة لا تلتزم بتفعيل القانون، النقابة نائمة، ولا جدية ولا نية ولا حماس للتجديد والتغير، ولم تقدم أى شىء للفنان، وبالتالى يبتعد عنها ويتجاهلها، أين تسويق أعمال الفنانين؟ وأين التواصل مع مؤسسات الدولة والجهات المهتمة بالفن التشكيلى؟ وأين المعارض الدورية لصالح صندوق المعاشات؟ لو قلنا إن فى النقابة رصيد متراكم سابق من الفساد، فقد حان وقد التغيير، ومن يتصدى للعمل النقابى فعليه أن يعمل دون أن يشتكى من تراكمات سابقه، وفى النهاية على النقابة القيام بمسئولياتها تجاه الفنان.
دكتور طاهر عبدالعظيم يتحدث عن حلول وأفكار لزيادة دخل النقابة قائلا: قاعة النقابة من أهم قاعات العرض، فمكانها أفضل من قاعات عرض كانت تحت الحصار وتتعرض لإغلاق طوال أوقات الثورات، ومع ذلك تقدم الفن بشكل منتظم، فيجب أن يتم الاستفادة من قاعة عرض النقابة، حتى لا يعتبرها الفنانون قاعة بلا رواد سوى يوم الافتتاح فقط، بالإضافة إلى تحصيل نسبة للنقابة مساهمة فى دعم الصندوق، وإذا كانت كل منظمومة النقابات بحاجة لإعادة صياغة، فعلى النقابة تقدم خطة وبرامج عملية وإيجابية يشارك فيها أعضاؤها، وتتواصل أكثر مع مؤسسات الدولة بهدف لفتح باب الاقتناء للفنانين، لتستفيد النقابة من نسبة الـ2% إعفاء للفنان من الضرائب مقابل تسديدها للنقابة، فهذه خدمة من النقابة للفنان وليس عقوبة يهرب منها، لكن للأسف بعض الجهات تتعامل مع الفنانين دون أن تمر على النقابة (الجهة الشرعية) التى تحمى حقوق الفنان، كما أن الأعضاء الذين لا يسددون اشتراك عضوية النقابة بالتأكيد يضرون بالنقابة ماديا، كما يمكن أن تطرح النقابة مهرجانات وبيناليات دولية تساهم فى الانتعاش الفنى والمادى.
وعلى الجانب الآخر يرد نقيب الفنانين التشكيليين دكتور حمدى أبو المعاطى قائلا: حين رشحت نفسى لمنصب نقيب طرحت فى برنامجى زيادة معاش الفنان 10% كل عام ولكنى صدمت بعد استلام المنصب أن المعاش ارتفع مرتين بدون «خبير اكتوارى» وهو خبير يقوم بعمل دراسة لتحديد قيمة معاش الفنان بحسب ما لدى النقابة من موارد مادية، وهذا تم فى الفترتين الذى تولى فيهما الفنان مصطفى حسين منصب النقيب، حين قام برفع المعاش من 50 إلى 70 جنيها ثم إلى 100 جنيه، بحسب دراسة الخبير الذى قدمها لى كان يجب أن يتم تخفيض المعاش إلى 60 جنيها ورغم ذلك لم أقم بتخفيض المعاش بل تركته كما هو، وبدأت فى التفكير والتخطيط لزيادة الدعم لصندوق المعاش، الذى يتحمل نحو 2 مليون جنيه سنويا معاشات.
تقدمت بعدة طلبات لزيادة المعاشات ودعم الصندوق أثناء تولى حكومة الجنزورى، فى الوقت الذى قدمت فيه الحكومة دعما لنقابة الصحفيين 40 مليون جنيه منها 10 ملايين للمعاشات، و30 مليونا لدعم أعضاء النقابة، لكن لم يتم صرف أى دعم لنقابة التشكيليين، استمرت محاولاتى مع اتحاد النقابات لدعم الصندوق، فى عام 2012 فى لقاء رسمى أكثر من مرة مع رئيس الوزراء هشام قنديل لدعم النقابة، لكنه أبلغنى أنه يجب موافقة وزير المالية، ولا بد من عمل دراسة لكل نقابة على حده لتحديد موقفها، وطبعا لم يتم أى شيء وأبلغونى أن الميزانية لا تسمح وإلى اليوم لم يفتح ملف النقابات والدعم.
وعند الحديث عن المشاكل التى تواجه النقابة سنجدها كالتالي: الاشتراكات - لدينا 6000 عضو لم يسددوا الاشتراكات بعضهم لم يسدد من فترة تمتد من 5 سنين إلى 20 سنة، ورغم أن لائحة النقابة تقضى بفصل من لم يسدد لمدة عام بعد إخطاره 3 مرات، فإننى لم أفصل أى فنان من العضوية.
ثانيا: هناك توريث المعاش لأسرة الفنان ومدة التوريث أربع سنوات فقط، وهو قرار من مجلس النقابة فى السابق ومازال يطبق وهذا يحمل النقابة عبئا، المعاش يصل الفنان كل 3 أشهر 300 جنيه بشكل منتظم، وإذا حدث تأخير فهذا نظرا لإجازات فى الدولة أو أحداث وليس تأخير من النقابة مثل إجازات العيد، ولا أنسى شكر الفنانين المحترمين الذين جاءوا وقدموا تنازلا بالفعل عن معاشهم لزملائهم وهذا شعور فنان راق.
ثالثاً: النقابة تعلم كل من قام بمعارض وباع أعماله الفنية وأرسلنا خطابات كثيرة لكل من لم يسدد نسبة الـ 2% للنقابة وهذه الخطابات تكلف النقابة لكن بكل أسف البعض لم يستجب للنقابة والبعض حضر وتعاون مع النقابة لصالح كبار السن من زملائه الفنانين، ولو التزم الفنانون بتقديم النسبة سوف يرتفع المعاش 10% كل عام وربما أكثر.
رابعاً: سوف نقوم بتطبيق الضبطية القضائية على كل من يمارس المهنة دون تصريح وموافقة من النقابة، ووافق على هذا وزير الثقافة، وننتظر موافقة وزير العدل لتطبقها بشكل رسمى، فلابد أن يحصل أى ممارس للمهنة على تصريح، وسوف نعطى له عضوية منتسب.
خامساً: هذ العام فرضنا رسوما رمزية على من يدخل حديقة النقابة من غير الأعضاء لوضع هذه الرسوم فى صندوق المعاشات وقيمة الدخول أصبحت 3 جنيهات.
سادساً: سوف يبدأ العمل بالبوابة الالكترونية للنقابة وسوف تكون فيها بورصة للفن التشكيلى لطرح أعمال الفنانين للبيع.
سابعاً: ستقوم النقابة بتوثيق وتوصيف الأعمال الفنية للفنانين بمقابل مادى.
ثامناً: تم عمل برنامج لدورات تدريبية للشباب وطلاب القدرات وإعطاء المتدرب شهادة بعد الدورة من النقابة.
تاسعاً: نحن منتظرون موافقة المجلس الأعلى للجامعات لوضع (طابع النقابة) على استمارات البكالوريوس لخريجى كليات الفنون ويوزع معها استمارة اشتراك العضوية بالنقابة، وأيضا وضع «طابع النقابة» على استمارات طالب القدرات فى الثانوية الذى يؤدى اختبار القدرات بالكلية.
عاشراً: سوف أسافر إلى الكويت بعد أيام لحضور «مؤتمر اتحاد نقابات التشكيليين العرب» لدراسة دعم النقابات على مستوى العالم العربى لصالح الفنان وسوف أحضر معى مقترحات قابلة للتنفيذ وجاهزة وهو مشروع مراسم فنان مقيم و20 قاعة عرض جاهزة فى أماكن سياحية سوف تجلب لنا السياحة التشكيلية والتواصل ودعما لصندوق النقابة.
الدكتور سيد قنديل عميد كلية الفنون الجميلة ووكيل نقابة الفنانين التشكيليين: رغم ظروف الارتباك والتغيير التى تشهدها الدول، لن نتنصل من مسئوليتنا فى النقابة بسبب هذه الظروف، لا بد أن يعلم الفنانون أننا نعمل لصالح الفنان ولن نرضى أبدا أن يكون معاش الفنان 100 جنيه، إنما صندوق المعاشات به مشكلة منذ فترة مصطفى حسين فقد اراد ان يقدم للفنان خدمة برفع المعاش من 50 جنيها إلى 100 وبالفعل رفعها دون دراسة خبير، بالإضافة إلى توريث المعاش لمدة أربع سنوات يعد استنزاف للنقابة، نحن نعانى فى النقابة قلة الموارد وقلة المعارض عدم دفع الفنانين الاشتراكات وعدم تسديد النسبة الـ 2% للنقابة كلها مشاكل تراكمت عدم تعاون الفنانين مع النقابة وابتعادهم عنها ومطالبتهم للنقابه بالتقديم الجديد فهل تقدم النقابة الجديد بدون مشاركة الفنان ومقترحاته الايجابية نحن فنانون والعمل النقابى عمل جماعى ليس فرديا، وندعو الفنانين إلى التعامل مع النقابة بشكل مختلف وتغيير فى مفاهيمه عن النقابة ودائما ما ننتظر من الجميع مساهمات فكرية ومقترحات، ولا ننسى أيضا حركة بيع الأعمال الفنية خلال الفترة الماضية جعلت ان المطلوب منهم التسديد ربما يكونوا عددا محدودا، ومع الأسف لا استجابة من الفنانين، على الفنان التزام بواجباته قبل المطالبة بحقوق، ونستعد للدورات التدريبية وورش العمل بمقابل رمزى لصالح الصندوق وغيرها نحن لسنا صامتين أمام مشكلات الفنان دائما نسعى لكل ما يحقق عائدا للفنان ونعمل لمصلحته.