الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مرشد «المحظورة» يهوى الغناء..وقابلته من منطلق «اعرف عدوك»




حوار – عمر علم الدين
ما مستقبل الإخوان؟ سؤال لايشغل السياسيين المصريين والعرب  فحسب وإنما أيضا رجل الشارع الذى تابع صعود الجماعة الاكثر تنظيما على الساحة  الى رأس السلطة فى مصر  ثم سقوطها السريع اثر احداث 30 يونيو التى اعقبت عاماً يمكن وصفه بـ «عام الحلم» قياسا على تاريخ الجماعة... خلال 85 عاما هو عمرالحركة  معظمه قضته فى صدامات وصراعات وانقلابات مع انظمة الحكم المتعاقبة فى مصر ... اصطدمت بالملك فاروق فى نهاية عهده  وتصارعت مع عبدالناصر فى وقت مبكر ثم اصطدمت مع حليفها أنور السادات قبل ان تدخل فى سباق طويل لتكسير العظام مع نظام مبارك خاصة فى  اعوامه الاخيرة.

وبعد انتهاء عام الحلم  الذى وجدت الجماعة نفسها فيه  تنتقل فى لحظة من ارض الاضطهاد والسجون الى مقاعد الامر والنهى والحكم.. تعيش الجماعة  الآن مرحلة لم تمر  بعثرة  مثلها فى تاريخها.

 الآن السؤال الذى اصبح ملحا ما مستقبل الإخوان فى مصر ومدى تأثير سقوطهم على مستقبل التيار الاسلامى...ومن هنا كانت سلسلة هذه الحوارات مع رموز الفكر ورجال السياسة والقانون والحقوقيين ونخبة من الاعلاميين والرياضيين  والفنانين المهمومين بقضايا الوطن لقراءة الماضى وتوضيح الحاضر واستشراف المستقبل. 
 
يعد أشرف عبد الغفور نقيب الفنانين من القلائل الذين تعاملوا مع الإخوان فى اكثر من موقف اثناء تواجدهم فى السلطة..ورغم ان الرجل استطاع أن يختار  الأدوار التى تناسبه وتوج ذلك بالأعمال الجادة التاريخية والدينية الناطقة باللغة العربية الفصحى مما ضمن له مكانة متميزة تتسم بالثراء الفنى والمستوى الراقى  وهى ظاهرة لم يفعلها إلا القليلون من نجوم الفن، إلا أنه لم يستطع اختيار مواقف يجمع عليها الفنانون فى عهد الإخوان فقد ذهب لزيارة مرشد الإخوان مما جعله يتعرض لهجوم كبير من داخل أروقة نقابته ومن زملائه الفنانين ومن غيرهم وشارك فى لجنة اعداد الدستور فى عهد الاخوان الا انه انسحب بعد هجوم ضار لحقه ولحق اللجنة وفى هذا الحوار تحدث عبد الغفور عن الفن فى زمن الإخوان والفرق بين لجنة إعداد الدستور ولجنة الخمسين لتعديله  بالإضافة إلى كواليس زيارته لمحمد بديع مرشد الإخوان كما طرح خلال الحوار تصوره حول مستقبل الإخوان فى مصر بالإضافة إلى عدد من الاسئلة الشائكة وإلى نص الحوار:
■ فى البداية كيف ترى الوضع الراهن فى مصر؟

- المرحلة الانتقالية التى نعيشها منذ 12 فبراير2011 حدث فيها تضاريس  لم تكن متوقعة لأننا كنا بصدد مرحلة انتقالية غير محددة الزمن أو الحجم لكن كنا نتوقع ان تستمر فى خط واحد لكن ما حدث هو المفاجئ بأن تغير هذا المسار لأى مرحلة انتقالية فى أى دولة يحدث لها ثورة مثلما حدث فى مصر لكن المسألة كان  لها ظروف أخرى غير محسوبة  وغير متوقعة وفى ظل الأحداث اكتشفنا بأن المسألة بدأت قبل 12 فبراير وأن الذى حدث منذ 25 يناير وهو إسقاط نظام قائم منذ ثلاثين عاما، كانت له ترتيبات أخرى وكواليس أخرى ومخططات أخرى  ولم يكن لدى غالبية الشعب المصرى أى فكرة عنها حتى المشتغلين بالنواحى السياسية بقدر ما والذى يعرف يجب أن يكون متبحرا فى المنظمة العالمية للاخوان لكى يكونوا مسايرين لما يحدث من هذه الجماعة المنتشرة فى اكثر من 86 دولة وما يحدث من مخططات وتحالفات مع جهات أخرى وما هى الاهداف والمخططات.. كنا نتخيل بأن ما بعد الثورة سيكون حلاً واجابة لمطالب الثورة وليس ما حدث بأن يدخل من يجنى مصالح ليس له علاقة بالثورة فنحن امام مرحلة انتقالية غير متوقعة وغير محسوبة  وكلها مفاجآت. 
 
 ■  كيف ترى تحركات الإخوان فى المشهد الآن؟

- منظمة الإخوان ليست فى مصر فقط لكنها عالمية ومنتشرة وفى بعض الدول حدث لها تشققات وتصدعات لكن أكبر شرخ أصابها هو ما حدث فى مصر بعد حكم الاثنى عشر شهراً وما اعقبه من انكشاف للضباب للمتوهمين فى ما حدث.. الإخوان فى مصر الآن ينقرضون وهناك رفض لهم والذين يتسمون  بالعنف والإرهاب هذا شق من الإخوان سينتهى أما الشق الآخر الذى ليس له علاقة بهذا الجانب التخطيطى وله فكر دعوى وليس سياسياً فمن الممكن أن يستمر لأنه من الواضح أنه لن تقام أحزاب فى مصر على مرجعية دينية إطلاقا لأن كل الشعب ينادى بذلك
 
 ■ هم يقولون ان احزابنا  مدنية لكن على أساس دينى فهل توافقاً على استمرارها؟

- لا، لأن ذلك أصبح فى حكم المستحيل فى مصر لأن هناك توافقا بعدم قيام أحزاب على اساس دينى رغم الاختلاف فى بعض البنود فى الدستور لكن يوجد جمعيات دعوية ليس لها علاقة بالسياسة.
 
■ ما مستقبل الجماعات المنشقة عن جماعة الإخوان؟

- إذا كانوا يعتنقون فكراً دعوياً دينياً معيناً فلينشئوا جمعية دعوية واذا كانوا يريدون السياسة فليتعاملوا بمعطيات السياسة وألا تكون لهم علاقة بالدين.
 
■ كلامك يشير إلى حزب الحرية والعدالة؟

- حزب الحرية والعدالة منبثق من الجماعة المحظورة والذى يريد انشاء حزب جديد يجب ألا يخلط بين الدين والسياسة ولا يتحرك سياسيا بشعارات دينية فهذا أصبح فى مصر مرفوضاً تماما ولذلك مطلوب حل كل الاحزاب القائمة علي أساس مرجعية دينية.
 
■ وكيف ترى حزب النور فى المشهد؟

- حزب النور ما زال حتى الآن به انشقاقات ووجهات نظر متعددة وآراء متباينة ونقرأ الآن فى مانشيتات الاخبار بأنهم كانوا متورطين وليسوا أبرياء وبأن بهم جزءاً ضالعاً وكل هذا سينكشف فى الفترة القادمة وعلى حزب النور ان يقيم حزب سياسياً ويكون له مقوماته وممارساته ومفاهيمه لكن هذه الممارسات التى عانينا منها فى مصر انتهى أمرها.
 
■ هل ترى ان الاحزاب الاخرى المحسوبة على التيار الاسلامي  لها مستقبل؟

- كل هذه الاحزاب فى بطاقة واحدة لأنهم قائمون على اساس مرجعية دينية.
 
■ ما أسباب سقوط الإخوان؟

- من وجهة نظرى هى عدم الحب والانتماء لمصرفرغم أنهم يسعون منذ 85 عاما لما وصلوا اليه فى 30 يونيو 2012 وهو حكم هذه البلاد واتضح بأن كل هذه التخطيطات ليس فى صالح الوطن وعدم السعى لتحقيق مطالب الشعب من عيش وحرية وعدالة اجتماعية بل كانوا يسيرون فى طريق الهدم ولو كان الشعب رأى منهم اى انجاز لكان صبر عليهم وساعدهم فى التنمية والتقدم لكن هؤلاء لم يسعوا إلا إلى مصالحهم الشخصية فقط. 
 
■ هل سقوط الاخوان سيؤثر على مستقبل التيار الاسلامى فى مصر؟

- بالتأكيد.. خاصة بعد ظهور الجانب المسلح الذى يعمل بمخططات سياسية وهو أقرب إلى الإرهاب وبأفكار خارجية ويسعى للتحالف مع الغرب واحداث فوضى وبالتأكيد هذا التصدع العنيف الذى حدث للإخوان فى مصر والذى أحدث شرخاً عميقاً فى هذه المنظمة على مستوى العالم.. ومن الواضح  أن الذى حدث كان رد فعله على ه-ذه الجماعة ومخططاتها وتحالفاتها فى الخارج صعب اصابها  بالفزع  وانهيار مخطط كان على وشك التحقيق.
 
■ هل تعتقد بأن الجماعة ستعاود النهوض من جديد؟

- اعتقد لا لأنهم سيجدون مقاومة شعبية لأنهم منذ زمن كانت صراعاتهم مع  السلطة ولكن بعد عام حكمهم أصبح صراعهم مع الشعب المصرى وليس السلطة فإذا تغيرت السلطة فلن يتغير الشعب ولن ينسى ما حدث.
 
■ لماذا دعمهم الناس وأوصلوهم إلى السلطة فى عدة استحقاقات ديمقراطية؟

- الشعب المصرى يتحرك حسب الواقع الذى يعيشه فعلى سبيل المثال الشعب فى يونيو 1967 بعد تنحى جمال عبد الناصر خرج الشعب ليعيد عبد الناصر ولم يكن الدافع من ذلك شخص عبد الناصر وخاصة انه المتسبب فى النكسة العسكرية للبلاد بل لأنه سيعتبر المنقذ الوحيد لهم.
فنحن كنا فى حكم ظالم ومستبد منذ ثلاثين عاما فكان يتسم بالصبغة العسكرية فليس هناك خيار آخر ألا رفض الحكم العسكرى حتى لمن أوحى إليه لأشخاص يمكن الاعتماد عليهم والشعب يهمه فى الدرجة الأولى أنه يكون أمنا فى كل أمور حياته ولذلك صوتوا للإخوان علي انهم بديل يحقق طموحاتهم ولكن الآن هذه الحقائق لأغلبية الناس انكشفت واعتقد ان الشعب لن يخدع ثانية  وسيظهر ذلك فى الانتخابات القادمة وخاصة فى  نتيجة  التيار الإسلامى.
 
■ هل تحتاج الجماعة مراجعة وتعديلا أم تغييرا شاملا فى الأفكار؟

- بالنسبة للفكر نحن نتحدث على نوعين نوع منهم يجنح إلى الإرهاب والمخططات السياسية والمصالح الخاصة وهذا يحتاج مراجعة وسينتهى إذا استمر على ما يعتقده أم الشق الآخر هذا دعوى فاذا  كان سوى فلن  يرفضه أحد.
 
■ هل تأخر حل الجماعة؟

- الحكم صدر لكن الدولة لم تقم بتنفيذه، وليس من الضرورى مصادرة ممتلكات الجماعة لكن الأهم هو مراقبته لا تسمح بالانفلات لأن عندما يكون لديهم ستون مدرسة وفيها جيل ينشأ بفكرهم هذا خطر على الدولة.
 
■ كيف ترى علاقة الدولة مع الإخوان؟

- الجانب السوى عليه أن يراجع نفسه ويجب أن يفهم أنه فى دولة قانون ويلتزم بما تسنه من أحكام فاذا ارادالعمل بالدعوة  يجب ان ينشأ جمعية دعوية يطلب ذلك لكن بمواصفات ويجب مراقبته وكل الجمعيات الأخرى حتى نتجنب التمويل الخارجى.
 
■ هل من الوارد مستقبلا حدوث صفقات بين الدولة الإخوان؟

- لا اعتقد ذلك ،ومن يقوم بذلك فإنه سيكون ضد هذا الوطن.
 
■ هل ترى ان المصالحة الوطنية واجبة الآن؟

- هذا سوال مهم؟ اعتقد أننا لانحتاج إلى مصالحة فأنا اقسم الإخوان إلى قسمين كما قلت لك.. من يستخدم العنف لاتتم المصالحة معه وإنما يطبق عليه القانون ومن يتراجع ويعمل وفق قوانين الدولة ومعطيات السياسة فهذا مواطن ولا يحتاج إلى مصالحة وعليه أن يتصالح مع نفسه وليس مع الدولة وله أن ينشئ جمعية يمارس بها الدعوة إن اراد وفقا للقوانين وهنا لانحتاج إلي المصالحة.
 
■ كيف تقيم الأداء الاعلامى عقب ثورة 25 يناير؟

- الاعلام به تيارات كثيرة والذى يغلف المسألة ليس حب الوطن وما نستقبله من خلال بعض الفضائيات فهو يشكل افكارنا ويسيطر على العقل والمحرك الأول له هو المال بعمل اثارة للناس حتى يزيد من كثافة نسب المشاهدة وهى تحتاج إلى سيطرة  وهذه فى منتهى الصعوبة لان العالم الآن لا يقبل السيطرة حتى على الادوات المستخدمة  وذلك بفضل التكنولوجيا والتى دائما ما تستخدم ضد الانسانية على الرغم من أن مخترعها يهدف خدمة البشرية وبالتالى الاعلام يحتاج مراجعة.
 
■ هل تعتقد بأن الجماعة ستقوم بمراجعة الذات؟

- لا اعتقد ذلك، لأنها جماعة منظمة فى العالم كله ولها اطماع ومخططات فى بلدان كثيرة وليس فى مصر فقط وتسعى للمصالح السياسية والاقتصادية فقط.
 
■ هل العيب  لدى الاخوان فى التطبيق أم الفكرة نفسها؟

- العيب فى الفكرة نفسها لأن التطبيق هو تطبيق الفكر فإذا كانوا فشلوا فى التطبيق وفكرهم حسن ولصالح البلد اعتقد بأن الشعب سيتحملهم ولم تكون العبرة بالزمن بل بالافكار الخطأ وهى السبب فى كل ما حدث.
 
■ هل الجماعة المحرك لما يحدث فى سيناء؟       

- الذى يحدث فى سيناء مرتبط ارتباطاً جذرياً بالمخطط وأن تأخذ  حماس جزءاً من سيناء، وبدون شك أثر ذلك على فلسطين لكن  لن تؤثر على القضية الفلسطينية لانها معلقة فى رقبة الشعب المصرى منذ منتصف القرن الماضى ولم يقم أحد بالتضحية فى الأرواح أو الاقتصاد غير مصر، وحماس ليست هى كل فلسطين وبالتالى لن تؤثر على القضية الفلسطينية ولا على طبيعة العلاقة بين الشعبين.
 
■ ما الذى جعل المصريين ينزلون الشوارع مرة أخرى كما فى 30 يونيو؟

- الخداع والجنوح عن المسار الذى اختاره الشعب.
 
■ ما النسبة التى تتوقع ان يحصدها الإخوان فى الانتخابات القادمة؟

- ذلك سيعتمد هل الانتخابات فردية ام قوائم، إذا كانت فردية فلن يحصلوا على شئ أما القائمة فستزداد ولكن ليست بنفس الكثافة واعتقد نسبة الفردى لا تزيد على 5% اما القوائم فهذه النسبة الخطر فمن الممكن ان تكون 25% أو 30%.
 
■ ومن سيحصل على النسبة التى يفقدها الإخوان؟

- البديل لا يمكن حصرهم.. لأنه يوجد أحزاب متعددة وإذا أردنا الاختيار للحزب القوى فنحن لا نجده لأن كل الاحزاب الموجودة على الساحة معظمها واهية.
 
■ ما علاقة الإخوان بالفن؟

- ليس لهم أى علاقة لا بالفن ولا بأى شىء مثل التعليم أو الصحة ولم يستطيعوا فعل شىء للفن والفنانين والدليل عدم صدور أى قرار يخص الفن وكنا على تنبه تام لهم من أول لحظة وكنا متصدين لهم منذ البداية.
 
■ ماذا عن هجوم بعض رموز التيار الإسلامى على عدد من  الفنانين؟

- هذه مسائل فردية وحدثت قبل عصر الإخوان ومن الممكن ان تحدث فى اى وقت فنحن نتحدث عن قوانين دولة.
 
■ كانوا يقولون إن لديهم  الفن الهادف فما رأيك؟

- كان من الممكن أن يقدموا فناً من وجهة نظرهم فكانوا دائما ما يقولون بأنكم تقدمون فناً ونحن سنقدم شكلاً آخر للفن ولن نقوم بمنعهم طالما لا يتدخلون فى التقاليد الفنية والمهنية وارادوا أن يعرضوا فناً على الناس فالفن ليس به اجبار بل اختيار بارادة حرة ولن تكون لهم المقدرة على السيطرة على ما يريده الناس واذا كان لهم نوع معين من الفن وله استجابة من الناس فذلك جيد ولن يضر الفن فى شئ.
 
■ هل تتفق مع وجهة النظر بأن الالفاظ الخارجة كانت مبالغاً فيها فى أعمال رمضان العام الماضى نكاية فى الإخوان؟

- لا اعتقد ذلك، لأن المؤلف الذى قام بكتابة بعض الالفاظ التى ازعجت بعض الناس لم يكن  يكتبها عمدا ضد الإخوان لكن الذى كتب هذه الالفاظ من وجهة نظره بأن مستوى الالفاظ الشعبية فى الوقت الحالى كان كذلك وهذه وجهة نظر من الممكن ان تناقش حتى لو المستوى اللغوى انحدر ليس من المفروض أن ننساق وراء هذا الانحدار بالعكس المفروض أن نقوم هذا الانحدار ونرتقى باللفظ وعدم القول بإن ذلك اصبح لفظ الشارع فالفن ليس نقل مساؤى الواقع بل نقل المساؤى بهدف الترقية ولست منحازاً بأنه مرتبط بالإخوان.
 
■ أعود بعد سقوط الإخوان لأسال لماذا  جلست مع مرشد الإخوان؟

- هذا اللقاء تم فى 3 يناير 2012 ولم يكن أحد منهم فى السلطة لكن كان يوجد بشاير وايحاءات بأنهم سيتملكون السلطة وأردت أن اعرف من هؤلاء تفكيرهم وآراءهم ومن المفترض أن نحاول التعرف على عدونا حتى نستطيع المقاومة والتصدى لهم فكان اللقاء من منطلق استشراف ما هو قادم والحوار لم يخرج عن تساؤلات ما رؤيتكم فى القادم وماذا ستفعلون؟ واتذكر مقولة «انتم تفعلون ما تريدون ونحن أيضا سنفعل ما نريده» وقابلت المرشد لانه هو المسئول عن الجماعة وتحركاتها فى الوقت الراهن وكانت المقابلة بناء عرض من طرف وسيط  ووافقنا على المقابلة.
 
■ أثناء اللقاء هل عرض عليك افكارهم لإقامة فن هادف؟

- لم يتطرق الموضوع إلى ذلك لأنه ليس هناك مجال للدخول فى تفاصيل فكنا نتحدث عن رؤية عامة وخطوط عريضة فعندما قال بأنه سيقدم فنا من وجهة نظره فهذا ليس غريباً عليهم لأن منهم شباب يقومون بفرق مسرحية حتى المرشد نفسه كان يهوى الغناء.
 
■ شاركت فى عضوية لجنة اعداد الدستور فى عهد الإخوان ما الفرق بينها  وبين  لجنة الخمسين لتعديل الدستور؟

- كنت عضواً فى اللجنة الأولى والثانية  لإعداد الدستور فى عهد الإخوان وذهبت إلي لجان الاستماع فى لجنة الخمسين فالفرق بينهما فى التوجه، فاللجنة كانت فى تكوينها الأول والثانى منحازة لفكر الإخوان اما لجنة الخمسين فهي متوافقة ومتآلفة ومتنوعة وليست بالضرورة ان تمثل كل اطياف الشعب لأن عددهم خمسون فقط لكن الفكر مختلف فالتوجه بأنهم يضعون دستوراً لصالح المواطن المصرى اما تاسيسية الاخوان فكانت تضعه لصالح الاخوان ولذلك.
انسحبت من اللجنة الأولى قبل 24 ساعة لكن فى الثانية لم انسحب بسرعة لانى كنت اسعى لتحقيق حق الملكية الفكرية وعندما لم اجده لم استمر وما زلت انادى به حتى الآن واخيرا فى لجنة الاستماع الأخيرة فى مجلس الشورى.
 
■ لماذا كان الإخوان يرفضون  قبول المادة التى عرضتها؟

- كانت اجابتهم بأنها ستجر مشاكل اقتصادية جسيمة وخاصة فى الأدوية لأن الأدوية بها علامات تجعلهم ينفقون أموالاً طائلة لكن هذا مبرر غير قانونى وغير منطقى ولا يتماشى مع اقامة دولة قانون لأن دولة القانون تتطلب التفاعل مع العالم وإعطاء الحقوق وعلى الرغم من أن حق الملكية الفكرية كان سيزدهر بالاقتصاد لمصر.
 
■ ما الذي يحتاجه الفنانون في الدستور الجديد؟


- الدستور لم يوضع لفئة أو لمهنة معينة بل يضع قواعد اساسية للدولة ولكن الذى يعنينا فى الدرجة الأولى باب الحريات والحقوق والواجبات العامة لانه ينعكس على حرية الرأى والفكر والبحث العلمى والمعرفة والعقيدة فذلك سينعكس علينا كفنانين وكمواطنين عاديين.

■ هل كنت  تتوقع  سقوط الإخوان؟


لم نكن فى موقف التوقع لأننا كنا فى موقف التذمر والاعتراض لكن نحمد الله بأن السقوط جاء بهذه السرعة.