الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المصريون القدماء أعظم فلاسفة الموت والحياة فى التاريخ




أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان أن قدماء المصريين أقدم وأعظم فلاسفة الموت والحياة فى التاريخ، حيث أشارت كل مذاهب الخلق فى مصر القديمة إلى خلق الإنسان من طين، واعتبر المصرى القديم الموت نوعين طبقا لما جاء فى كتاب الدكتور أحمد صالح «التحنيط»، وهما مفارقة الحياه، وتحلل الجسد.
وأشار ريحان إلى أن النوع الاول من الموت عند المصرى القديم هو مفارقة الحياة أى مفارقة الروح للجسد والدخول إلى عالم غامض وهذا يعنى عدم نهاية الحياة بل مرحلة انتقالية لحياة أخرى، أما الموت الثانى فيعنى تحلل الجسد وفساده.
وأوضح أن المصرى القديم لم يخش الموت الأول، واعتبر الموت الثانى سدا يمنعه من العبور إلى الخلود والحياة الأبدية فى العالم الآخر، وقد جاء فى القرآن الكريم فى سورة المؤمنون آية 100 «ومن ورائهِم برزخ إِلَى يومِ يبعثون» ، وتعنى أن هناك عالما آخر يفصل بين الدنيا والآخرة يمر به الإنسان وهى الحياة البرزخية التى تتوسط حياة الإنسان فى عالم الدنيا وحياته فى عالم الآخرة، وتبدأ حين قبض روح الإنسان عن بدنه ودفنه وتستمر حتى قيام الساعة.
وأضاف إن المصرى القديم اعتبر الإنسان جسدا يحوى بداخله عوامل الفناء والتحلل، وهذا ثابت علميا فالدود الذى يأكل الجسد يأتى من الجسد نفسه، والروح وهى جوهر الحياة ومستقرها السماء بعد الموت، وتخيل المصرى أنه بحلول الموت يفترق الجسد والروح مدة زمنية محددة ثم تحل الروح فى الجسد ثانية يوم الدفن لكى ترشدها فى رحلة العالم السفلى ولكن فى النهاية تبقى الروح خالدة مخلدة فى السماء والجسد على الأرض ، موضحا أن التحنيط هو تطبيق لهذه النظرية أى محاولة إيقاف عوامل فناء الجسد ومساعدة الروح جوهر الحياة فى المستقر السماوى.
وأكد ريحان أنه كما جاء فى إحدى البرديات المصرية القديمة برقم 10474 بالمتحف البريطانى، أن الإنسان مخلوق من طين وقش والإله خالقه ومن خصائص الجسد وضوح التعاقب الزمنى وتعرضه للحياة والموت، لافتا الى أن المصريين استطاعوا التفريق بين أمرين وهما القلب كعضلة أو عضو بالجسم والقلب كمحتوى للرغبة والإرادة فأطلق على الأول اسم «حاتى» والثانى اسم « اب» وسوف يحاسب المتوفى على الثانى فى العالم الآخر وقد جاء فى القرآن الكريم فى سورة الحج آية 46 «فإِنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فِى الصدور» .