الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حماقة الفاتيكان




 

 
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 04 - 01 - 2011

 

من باب الإنسانية.. قد يقدم البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان التعاطف مع ضحايا العمل الإرهابي المجرم أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية والذي استباح دماء مصرية بريئة مسيحية ومسلمة.. في قداس رأس السنة أو عظة أو محاضرة أو أيا كانت مناسبة الكلام. ولكن تحمل كلماته إشارة إلي أن تفجير الإسكندرية الإرهابي استهداف لمسيحيي مصر فقط ومن ثم يطالب قادة العالم إلي حماية المسيحيين فإنه - بابا الفاتيكان - قد ارتكب خطية وخطيئة.. أدخلته من باب الحماقة الدينية والتاريخية.

ف"الخطية" عندما صور بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر جريمة إرهابية قد تقع في أي دولة من دول العالم الكبري صاحبة الإجراءات الأمنية المشددة.. أمريكا مثلا أو أوروبا.. علي أنها استهداف لدين أو أصحاب ديانة.

وإلا اعتبرنا الاعتذار الشهير للبابا بنديكت قبل عدة أشهر قليلة لضحايا فضيحة الاعتداء الجنسي لبعض القساوسة علي الأطفال، وحديثه عن العار والذل الذي لحق بالكنيسة الكاثوليكية جراء الفضيحة.. اضهادا للمسيحيين.

خاصة إن كانت الجريمة الإرهابية قد وقعت في مصر البلد الأمين الذي لم يعرف طوال تاريخه ومنذ أن خلق الله أرضه علي الأرض وفطرة شعبه الطيبة واعتداله وسماحته.. اضطهادا لدين أو أصحاب ديانة.

بل إن مصر البلد الأمين هي التي هرب إلي أرضها السيد المسيح والعذراء مريم من البطش والخوف والمؤامرات.. وهي مصر التي احتضن شعبها المسيحية والمسيحيين إلي أن أصبحت وأصبحوا جزءا أصيلا من نسيج الواقع المصري.. في الوقت الذي كان فيه المسيحيون في العالم وخاصة في روما يتعرضون للاضطهاد والتعذيب والحرق بالنار ويتحولون إلي طعام بشري للأسود.

وهي مصر صاحبة الكنيسة القبطية وفيها بطريرك الكرازة المرقسية كجزء من تكوين الدولة ومؤسساتها ولها كنائس وشعوب ورعايا وممتلكات في أنحاء قارات الأرض.

وأما خطيئة بابا الفاتيكان عندما يتبني الخطاب التحريضي داعيا قادة العالم لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط.. فهل يدعو مثلا لحملات صليبية كتلك التي ضاعت في مزبلة التاريخ؟ وهل يخفي علي البابا بنديكت أن السبب الأكبر في الإرهاب تكوينا ونشأة وموجات واستهدافًا هو سياسات وحروب بدأت وجاءت إلي المنطقة من دول هؤلاء القادة الذين يستنفرهم قداسته لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط.

انتبه أيها الرجل.