الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصوفى.. الصين الشعبية الفيومية تغرق فى «المجارى»




الفيوم - حسين فتحى

حى الصوفى بمدينة الفيوم أو "الصين الشعبية كما يطلقه عليها مسئولو المحافظة نظرا لأرتفاع عدد السكان بالحى، إلى نحو نصف مليون مواطن، أغلبهم من الطبقات الفقيرة، مما أدى انفجار خطوط الصرف الصحى بشكل يومى فى ظل تجاهل تام من مسئولى المحافظة لهذه المأساة التى تتسبب فى اصابة أهالى الحى بالأمراض المعدية وخاصة بحارة درويش التى تحولت إلى بحيرة من مياه المجارى.
 أشرف بيومي، محاسب بضرائب المبيعات يقول ان حياة المواطنين أصبحت فى خطر بسبب غرق شوارع المنطقة نتيجة الأحمال الزائدة على الخط الخاص بالمنطقة من استخدام ما يزيد على 15 الف طالب وطالبة بالمدرسة، دون زيادة قطر "المواسير".
تقول منى محمد حسن، ربة منزل، إن مياه الصرف الصحي، أغرقت منزلى منذ 45 يوما وشكونا لطوب الأرض حتى يحل مشكلتنا وللأسف الشديد لم يسمع ولا يجيب أحد
و يضيف جمال فتحى، موظف،أن الطابق الارضى بمنزله لا يصلح للمعيشة بعد أن غمرته مياه الصرف الصحى ويخشى من تصدع حوائطة خاصة أنه قام بردم حجرات المنزل بالرمال لكن المشكلة تزداد يوما بعد آخر.
ويلفت مصطفى رجب " عامل " النظر الى أن الخطوط التى قاموا بتوصيلها على نفقتهم الخاصة منذ 40 عاما تأكلت وكان عدد المنازل محدودا وأعداد السكان والمنازل تضاعفت ولم تتم زيادة سعة هذه الخطوط خاصة أن إقامة المجمع التعليم أدى لزيادة الضغط عليها مما يؤدى لانفجارها وغرق الشوارع والمنازل مؤكدا أن معاناة المواطنين زادت بعد أن أحضروا " أدوات تطهير وتسليك المجارى " بدلا من عمال الصرف الصحى الذين يرفضون الحضور لصيانة خطوط الصرف الصحى بالمنطقة بسبب عدم قدرة أهالى المنطقة على دفع " حق الشاى " وهو المصطلح السائد بين عمال هيئة الصرف الصحى بالرغم من تقاضيهم أجور مرتفعة.
و فى منزل متواضع بنهاية الشارع تجلس السيدة سعدية عبد المنعم وهى تضع الأوكسجين على وجهها نتيجة أصابتها بمرض الربو الحساسية الحادة نتيجة الرائحة الكريهة التى تستنشقها بصفة مستمرة نتيجة غرق منزلها بشكل يومى وشبة دائم .
وفى منطقة الساحة الشعبية تحولت الشوارع والمحال التجارية وورش المواطنين الى نهر من المياه الملوثة حتى أن وجوه المواطنين يظهر عليها لسعات الناموس نتيجة تراكمة على مياه الصرف الصحى وهو ما جاء على لسان مصطفى فرج " لحام "
ويضيف سيد ممدوح " عامل بورشة لحام " أن كل ما فعلته أجهزة المحافظة أنها أحضرت سيارات لشفط مياه الصرف الصحى من الشوارع وبعد عدة ساعات انفجرت أنهار المياه مرة آخرة وكأنك يا " أبو زيد ما غزيت. وعادت ريمة لعادتها القديمة " مطالبة بحل جذرى للمشكلة بدلا من المسكنات خاصة وأن المحافظ حضر للمنطقة ثم فر غاضبا بسبب الرائحة الكريهة التى لم يستطع تحملها.
ويشير حمادة عنين " صاحب " ورشة حدادة " الى انه توقف عن العمل منذ 15 يوما بسبب غرق منطقة الورش بمياه الصرف الصحى وأصبح بلا عمل رغم أنه يعول أسرة كبيرة وهناك 5 أسر تحول عائلوها الى عاطلين بسبب فشلهم عن الذهاب للورش.
ويتهم عرفة سعيد " موظف " مسئولى حى جنوب بأنهم سبب المشكلة حيث قاموا بتحويل ضغط الصرف الصحى من منطقة الروبى لحساب بعض كبار الجزارين الى منطقة الصوفى والشيخ شريف مما أدى الى زيادة الضغط على محطة الطرد والتسبب فى انفجار المواسير غرق شوارع الساحة الشعبية والشيخ شريف وفشل التلاميذ بالمرحلتين الابتدائية والأعدادية فى الذهاب لمدارسهم.
ويكمل أحمد صابر " موظف " أن أجهزة الصرف الصحى تتجاهل دائما المناطق الشعبية وتهتم فقط بالمناطق التى يمر منها المحافظ وكبار المسئولين الذين يقطنون المناطق الراقية مطالبا بالأهتمام بمنطقة الصوفى حتى لا تتفاقم المشكلات ويتحول أهاليها الى مجرمين بسبب حالة البؤس التى يمرون بها.
من جانبه كشف اللواء محمد حسن حمودة سكرتير عام المحافظة المساعد عن وجود خطة عاجلة لتغيير خطوط الصرف الصحى القديمة بمنطقة الصوفى والتى لم تعد تتحمل الضغط الزائد من استخدامات السكان بعد تزايد عددهم وتضاف أعداد المنازل عشرات المرات وأن هناك حلولاً تقوم المحافظة بتنفيذها لشفط المياه أولا بأول حتى يتم تنفيذ مشروع تغيير الخطوط.