الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لجنة الثقافة والإعلام







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 13 - 01 - 2011


منعني ظرف خاص عن تلبية الدعوة الكريمة من لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب للحضور ضمن الزملاء رؤساء تحرير بعض الصحف القومية والخاصة عن تجاوزات الصحافة فيما يخص معالجة الأزمات الطائفية.

وفي البداية.. وطبقا لما تم نشره من مناقشات وآراء للزملاء، فإن الاجتماع لم يكن مخصصا لطرح الأسباب التي تؤدي إلي تشاحن طائفي ومنها ما يتعلق بالدولة والقوانين والإجراءات، ومنها ما يتعلق بالخطاب الديني علي الجانبين، ومنها ما يتعلق بالتعليم والثقافة وأخيرا الإعلام.

وإنما كان الاجتماع مخصصا لمناقشة التناول الصحفي والسياسات التحريرية التي تعتمد بشكل أساسي علي موضوعات طائفية تدفع بشكل أو بآخر في طريق الاحتقان والتشاحن الطائفي، وتؤدي في معظم الحالات إلي ارتباكات في الشارع بفعل ما هو منشور ومذاع علي شاشات البرامج الفضائية الليلية.

وفي هذا السياق وبعد حادث الإسكندرية الإرهابي.. يكون من غير المقبول غسل يد بعض الصحفيين وبعض الصحف وبعض البرامج الفضائية من المسئولية عن الدفع في طريق التشاحن والاحتقان الطائفي بقصد أو بدون قصد.

إذن فمن الذي خصص مانشتات جرائده وأفرد الصفحات لعناوين دينية طائفية..؟ وأصر عليها وعلي متابعاتها في أسابيع متتالية من النشر؟ ومن الذي استخدم هذه الصفحات المنشورة في تقديم برامجه التليفزيونية الليلية؟.. مثلا قصة السيدة كاميليا وقبلها التراشق بين د. سليم العوا والأنبا بيشوي.

وهو ما استدعي تدخل مؤسسات الدولة.. الكنيسة والأزهر والبرلمان بغرفتيه "الشعب والشوري " وسلطة الإعلام والمجلس الأعلي للصحافة.. لإطفاء لهيب طائفي كاد يشتعل فيحرق الجميع.. وهو ما دعا نقابة الصحفيين إلي تنظيم مؤتمر خاص خرج بتوصيات تضع التناول الصحفي ضمن مقاييس ومعايير المهنة المنضبطة.

من غير المقبول.. الآن وبعد حادث الإسكندرية الإرهابي المجرم.. إلا أن نضع الجرس في رقبة القط.. فنحدده ونتعامل معه بمنتهي القوة القانونية والمهنية.. وهم قطط محددة بالاسم وبيننا وعلي صفحات الجرائد الخاصة وعلي شاشات البرامج الفضائية.

نعم الصحافة القومية ملائكة ترعي صالح هذا الوطن وبسطاءه وأمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي وطموحه في الارتقاء بمستقبله.. ليس لديها أجندة مشبوهة ولا تسعي إلي تحقيق شهرة أو ثروة علي حساب البلد وناسه.

وفي الصحافة الخاصة وبرامج ال"توك شو" شياطين لا يقيمون وزنا لبلد أو وطن أو مصالح بسطاء.. وإنما هي أجندتهم وشهرتهم وثروتهم .

والحلال بين والحرام بين.