الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قليلا من الهدوء







محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 16 - 01 - 2011


الاتفاق العام ذهب إلي أن هناك حاجة ملحة لبعض الهدوء من جانب بعض الإخوة المسيحيين للملمة تداعيات حادث التفجير الإرهابي أمام كنيسة الاسكندرية، واتاحة الفرصة لهذا الاتفاق الرسمي والشعبي.. علي أن هناك مجموعة من القضايا يجب أن يتم بحثها وحسمها.

خاصة أن الحادث الارهابي المجرم نفسه طبقا لشكله ومضمونه.. حادث إرهابي.. استهدف مصر كلها بمسلميها ومسيحييها.. ويقع تحت نفس التصنيف لحادث التفجير الارهابي في ميدان الحسين قبل سنوات.

بما لا يستدعي القفز الي تفسير أي حادثة قد تقع في اي لحظة من اللحظات علي انها حادثة طائفية استهدفت إخوة مسيحيين علي النحو الذي انطلقت به التفسيرات لحادث إطلاق مندوب شرطة مختل النار علي ركاب في قطار الصعيد.

بالرغم من اعتراف المتهم نفسه بالاسباب التي دعته الي ارتكاب جريمته وقام بتمثيل ارتكابه للجريمة.. وتأكيده علي أنه لا توجد له معرفة سابقة بالمجني عليهم وأنه أصيب باكتئاب وكان يمر بضائقة مالية.

فهذا الجاني المختل وطبقا لاعترافاته وشهادة الشهود لم يكن راصدا ومترصدا للمجني عليهم من لحظة الخروج من منزلهم.. وانما كان يتنقل بين عربات القطار بين الركاب إلي أن استقر علي ارتكاب جريمته في هذه العربة تحديدا.

والجاني المختل لم يكن محددا لطبيعة معتقد المجني عليهم الديني وما اذا كانوا مسلمين أو مسيحيين وهو يطلق الرصاص وانما صور له عقله المريض اطلاق النار علي بضعة من الركاب تلبية لرغبة مريضة في نفسه.

وإلا.. فإن حادثة تصادم بسيطة بين سيارتين في الشارع وبالمناسبة.. هذه الحوادث تقع يوميا في شوارع مصر كلها.. تصبح مرشحة للتحول إلي استهداف طائفي إذا كان صاحب السيارة الاولي مسلمة وصاحب الثانية مسيحياً.

قليل من الحكمة وقليل من الهدوء وكثير من الضمير الوطني يمنع القفز الي تفسيرات واستنتاجات ليست حقيقية تضر الجميع.

[email protected]