الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليست مهنية الجزيرة







 
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 18 - 01 - 2011

 

المسألة لا تتعلق بما إذا كانت قناة الجزيرة تتبع المعايير المهنية الأخلاقية وهي تبث أخبارها وتقاريرها أو حتي حين تطرح موضوع للمناقشة علي موائد حوارها أم لا.. ففي كل الأحوال لا يمكن تصنيف قناة الجزيرة ضمن قوائم المحطات الإخبارية الفضائية التي تطبق المعايير الحقيقية للحيادية المهنية.

ولكن تتعلق بسياسة القناة نفسها في تناول الأحداث والتعبير عنها ونقلها محملة بوجهات نظر مسبقة جاهزة للتسويق يعتمدها المذيعون والمحاورون لتصبح رأيا أو تحليلاً يأتي علي لسان المتحدث فتختار قناة الجزيرة ليس فقط ضيوفها ومحلليها لكن أيضًا مراسليها في أي مكان في العالم.

وتحت هذا السياق.. ومن اللحظة الأولي التي تطورت فيها الأحداث في تونس عقب إعلان الوزير الأول محمد الغنوشي توليه مهام رئيس الجمهورية.. بدأت قناة الجزيرة في طرح التساؤل علي ضيوفها المختارين بعناية عن انتقال هذه الأحداث إلي دول أخري في الوطن العربي.

وبالطبع أخرجت قناة الجزيرة قائمتها للاستهداف والجاهزة مسبقًا.. لتضع بضع دول عربية محل التساؤل وبالطبع أيضًا كانت من بينها مصر.. بغض النظر عن التباين الرهيب بين الظروف التي أدت إلي أحداث تونس وبين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومساحات الحرية في مصر غير المتاحة لا في قطر نفسها صاحبة قناة الجزيرة ولا في حلفاها من دول عربية وأعجمية. ولما فشلت نظرية قناة الجزيرة في تسويق هذا الإيحاء بتشابه الأوضاع.. لجأت إلي الخطة "B" في تسويق الإيحاء.. وهي إذاعة تقرير إخباري يخرج من مراسلها في مصر عن اجتماع لمجلس الدفاع الوطني وصفته بالاجتماع السري.

بالرغم من أن كل أعضاء مجلس الدفاع الوطني المصري.. بدأ من رئيس الجمهورية يقومون بجدول أعمالهم العادي في اجتماعات ولقاءات علنية ومتاحة أخبارها للجميع بمن فيهم أكثر من 800 صحفي ومراسل عربي وأجنبي موجودون في مصر الآن لمتابعة فعاليات القمة الاقتصادية في شرم الشيخ.

وحتي عندما صدر التكذيب الواضح والدقيق للخبر من السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.. لم تراجع قناة الجزيرة نفسها وتعلن الاعتذار عن خطئها وخطأ وقع فيه مراسلها وقامت بمحاسبته طبقًا للمدلول الذي احتوي عليه الخبر الكاذب.

هذا ما تفترضه المعايير المهنية.. ولكن تلك المعايير في التوثيق والحقيقة المجردة ليست في هدف قناة الجزيرة الإعلامية وليست من سياستها في التناول الإعلامي.