الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإمام الأكبر








محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 23 - 01 - 2011



لم يقل بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر رأيا في مسألة دينية.. ولم يكن يعبر عن مشاعر التعاطف مع ضحايا التفجير الإرهابي أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية.. وهو يدلي بتصريحات علي خلفية الحادث الإرهابي كمشاعر إنسانية لا تمييز لديانة قائلها، وهو الذي كتبت في وصفه - في هذا المكان بعد التصريحات مباشرة - بالحماقة «حماقة الفاتيكان».. لا لأن الرسالة من تصريحات هذا البابا -الذي اعتاد التصريح بما يحمل عداوة واضحة للإسلام والمسلمين ومنذ توليه الكرسي البابوي - لم تصل.

وإنما لأن الرسالة كانت شديدة الوضوح في مفردات بابا الفاتيكان التحريضية علي الإسلام والمسلمين.. ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في العالم كله، وهو يطلب من قادة العالم المسيحي التدخل لحماية المسيحيين في الشرق مستدعيا من التاريخ دعوات الحروب الصليبية في الألفية الثانية لإنقاذ «مسيحيي الشرق» وحماية قبر المسيح في «أورشليم» والدخول إلي مملكة الجنة.. وبعدها الاحتلال الاستعماري من الامبراطوريات.. وبعدها مخططات التقسيم علي أساس ديني وعرقي وإثني مع نهاية الألفية الثانية.

والتي أثبت التاريخ أيضا أنها كانت دعوات سياسية استعمارية لا تمت للدين بصلة ولا تتعلق بحماية مسيحيي الشرق، الذين أثبت التاريخ أيضا أنهم كانوا يعيشون علي هذه الأرض كجزء كامل من نسيجها الوطني.. لم يعرفوا اضطهادا أو تفرقة أو تمييزاً.. وإنما تعرضوا للسلب والنهب والإقصاء علي يد الصليبيين الذين استعمروا هذه الأرض وسلبوها من أهلها وملاكها الحقيقيين ومارسوا كل أنواع التمييز.

هذا التوجه السياسي التحريضي من بابا الفاتيكان لا يمكن مقابلته بأريحية الحسابات السياسية، وقد ردت الخارجية المصرية باستدعاء السفيرة المصرية لدي الفاتيكان.. ولا يمكن التخاطب معه بسمات وسطية الإسلام واعتداله وأزهره الشريف ونصرته للتعايش والتسامح والتحاور بين الأديان.. وقد رد الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر د. أحمد الطيب برفض هذا التحريض السياسي والديني بتجميد الحوار لأجل غير مسمي مع الفاتيكان.. وهو الحوار الذي لا يدور سوي بين أصحاب النوايا الطيبة.. وقد أثبت الفاتيكان والبابا بنديكت السادس عشر أنه ليس من هؤلاء.

[email protected]