الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تلك الأيام




لست إخوانيًا.. ولن أكون.. ليس للحظر الحكومى.. أو خوفًا من سلطة حاكم أو غضب محكومين.. فأنا حظرت الإخوان «ضميريًا».. قبل أن تحظرها الدولة رسميًا.. فدعوة الإخوان انتقلت مشكلتها من الداعى إلى الدعوة.. فلماذا استظل بجماعة عمرها 80 عامًا واترك مظلة دينى التى عمرها 1400 عامًا ولماذا أقرأ وصايا الإمام حسن البنا وأنا لدى أحاديث رسولنا الكريم محمد بن عبد الله.. كيف لى أن أترك من أمر الرحمة وأسير وراء من يدعو للعنف.. سيقول قائل: لا تعارض بين الإخوان والإسلام.. وسأرد عليه بأننى لا احتاج للصورة مادام لدى الأصل.. فما بالك إذا كانت هذه الصورة لطخت بالدماء.. دماء لم تكن دائمًا بريئة.. فلا أنكر بتعاطفى الإنسانى معهم قبل الثورة.. ولكن عندما قامت الثورة لا أنكر أننى تحولت من التعاطف إلى كره بسبب دعوات العنف والارهاب.
لا أدعى بأن الإخوان جلادون، ولكن أيضًا لم يكونوا دائمًا أبرياء.. فكانت هناك دائمًا علاقة مرضية بسبب ولاء الضحية للجلاد.. فتعلم منه ما كان يكرهه وأصبح يفكر بنفس طريقة تفكير جلاديه.. فأصبح عام من حكم الضحية يقارب من30 عامًا من عمر الجلاد. ليجتمع قريبًا الضحية والجلاد فى قفص اتهام واحد ليعطى درسًا جديدًا فى التاريخ بعد أن ضاقت بهم الحياة.
صمت الحياة
قبل 10 سنوات كنت قد تفحصت الحياة العاطفية لعملاق الأدب عباس العقاد وكامل الشناوى، وكان لزامًا عليا ان اختار بينهما.. بعد ان تعلمت انه يبدع فى الكتابة من لا يتسلى بل من يتألم.. فكان قلب الشناوى مثل الاتوبيس «يدخله كل من يريد» متخذًا مقولة الشاعر ابن الرومى «وداونى بالتى كانت هى الداء» مثالًا يحتذى به فى حياته.. أما العقاد فكان قلبه كقبره لا يفتح إلا مرة واحدة.. حتى إن كان فيه الشقاء أو السعادة حتى وان كسر هذا الحب قلب العقاد وأصبح خنجر يشق قلبه، وترى الدموع تترقرق فى عينى قال عن نفسه يومًا: «أذكر رأسى إذا رأسى علا شامخًا مستحكًا فى السحب..
فتعلمت بأن أكثر الرجال شموخًا من يتجاهل نساء العالم من أجل واحدة فقط انه مبدئى لصمت الحياة.