الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انهيار التعليم والسقوط الأخلاقى




التردد المقترن بالخوف وضعف أداء حكومة الببلاوى تسبب فى حالة السيولة والعنف التى تشهدها بعض من الجامعات المصرية وقطاعات عديدة من الدولة، وأيضا شجع جماعة الإخوان الإرهابية على التمادى فى المظاهرات الهزيلة والهزلية فى نفس الوقت.
وانصافا للحق يجب أن نعترف بأن حكومة الببلاوى ورثت العديد من المشاكل والأزمات التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه، وأول وأخطر ما ورثته هو انهيار التعليم الذى لم يهتم به أحد فى عهد الرئيس الأسبق مبارك فأصبحت مصر هى الوحيدة بين دول العالم التى تشهد أنواعا مختلفة للتعليم فهناك المدارس الدولية ومدارس اللغات والمدارس الخاصة والتعليم الدينى الخاص والتعليم الدينى العام متمثلا فى الأزهر الشريف وأيضا التعليم الحكومى، لقد نجح نظام مبارك فى خلق منظومة تعليمية مرتبكة لا تهتم بالكيف بل انصب الاهتمام بالكم فكانت النتيجة تعليما فاشلا لا يحقق الهدف وكان المنتج لهذا التعليم طلابا أطلق عليهم أشباه المتعلمين أو انصاف المتعلمين.. ولك أن تتخيل وتسرح بخيالك إلى أبعد مدى.. ما هى النتيجة التى سوف تعود على المجتمع عندما يعمل أشباه المتعلمين أو النُص نُص فى التدريس، ما هى النتيجة؟ ما هو عطاؤهم للأجيال التى تعلمت على أيديهم؟ حتى لا أجهد ذهنك ولا أسبب لك شتاتا لأفكارك أقول لك أولا انتشر سرطان الدروس الخصوصية وأصبحت المدرسة مكانا يلتقى فيه الطالب بالمدرس للاتفاق على الدرس الخصوصى.. وبالتالى الطالب يرى مدرسا يأخذ مرتبا من الحكومة ولا يعمل به وفى نفس الوقت هو يتكالب لجمع الأموال فأصبحت القيمة الأعلى للمال لا للعلم، وأصبحت المقولة التى لخصها الحس الشعبى «الجنيه غلب الكارنيه» هى السائدة أيضا الجهل تسبب فى ثقافة البناء على الأراضى الزراعية الخصبة.. لو أن أحدا علم الطلبة قيمة الحفاظ على هذه الأرض وأنها تكونت نتيجة لرسوبات الطمى آلاف السنين.. ما كان هذا النهم فى البناء على هذه الأرض.. لو أن أحدا ممن درس لهم التاريخ قال لهم إن عمرو بن العاص عندما فتح مصر بنى عاصمته الفسطاط فى الصحراء ولم يقم بالبناء على الأرض الزراعية لعرفوا قيمة هذه الأرض والنعمة التى منحها الله لأرض مصر، أيضا لو تعلموا الأخلاق وقام أحد المدرسين بشرح بيت أمير الشعراء أحمد شوقى: «قف للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا» لاحترموا مدرسيهم وفهموا أن ما يقومون به من تطاول على مدرسيهم جريمة.. وللأسف طال الاعتداء أساتذة الجامعة بل امتد الاسفاف والتشويه إلى الكتابة على مبانى الجامعة وتشويهها بعبارات أقل ما توصف به أنها قاذورات.. هل علمهم أحد قيمة الجمال أو هل أخبرهم أحد أن النظافة من الإيمان.. وأخص هنا طلبة الأزهر الشريف أو بعضا من طلبته الذين يقومون بقطع الطريق هل خلت كتب الفقه من حد قطع الطريق حتى يعلموا أنه من الكبائر هل يعلمون شيئا عن حد الحرابة.. كلها أسئلة أعتقد أن الاجابة عليها ستكون مؤسفة أو إن شئت قل صادمة.
إذاً يجب أن تكون البداية من هنا من التعليم إصلاح حال التعليم سواء المناهج أو القائمين على العملية التعليمية مدرسين وإداريين وأيضا الأبنية ويراعى فى الجديد منها أن تكون مدارس يستطيع الطالب ممارسة جميع الانشطة فى داخلها كما كانت فى الماضى.
وأيضا الاهتمام بالفقه السياسى فكما أن هناك اهتماما بفقه العبادات نرجو من علمائنا فى الأزهر الشريف الاهتمام بأبحاث الفقه السياسى حتى لا تترك الفتوى السياسية لشيوخ الفضائيات الذين يظهرون ابتغاء الشو الاعلامى والفضائيات.
ليس غريبا أن ندرك أن هناك تقصيرا وتخلفا فى العملية التعليمية ليس عيبا أن نعترف المنظومة التعليمية ساهمت فى تدمير الكثير من القيم وكانت النتيجة ما نراه الآن فى الجامعات بل فى الشارع أيضا، لقد تخلت الدولة عن الدور المنوط بها فى تعليم أبنائها وتركته للمدارس الدولية وأيضا المدارس التى سيطر عليها الإخوان وغيرهم، ولكن مازال الأمل يحدونا فى أن يفهم المسئولون ويكون من بينهم أصحاب الضمائر الغيورون على الوطن وأبنائه فتتم مراجعة العملية التعليمية كاملة من المنهج إلى المدرس إلى الطالب إلى المدرسة والإدارى.
التعليم هو الأساس هو الأصل هو البداية الصحيحة لنهوض وتقدم الأمم.. بالتأكيد هذه الاصلاحات سوف تأخذ وقتا، ولكن لابد من وضع حلول عاجلة وناجزة وألا تستسلم حكومة الببلاوى بل تقوم بتفعيل القوانين المنظمة للتظاهرات وأيضا تفعيل دور الأجهزة الرقابية مثلا المصنفات الفنية كيف سمحت لأفلام السبكى بالمرور وهكذا الأمثلة كثيرة.
إن نجاح حكومة الببلاوى فى تأمين محاكمة المعزول 4 نوفمبر شهادة لمصر أمام الدنيا أنها قادرة وفاعلة فى مواجهة جماعة الإرهاب والقضاء عليه.. والشعب المصرى الصامد البطل سوف يعطى للعالم درسا جديدا فى قوة العزيمة وانتصار إرادة البناء والاستقرار.. حفظ الله مصر من كل سوء لنا ولأبنائنا وأحفادنا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.