الحكومة الجديدة

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 25 - 02 - 2011


لن تكون مهمة الحكومة التي حلفت اليمين أمام المشير طنطاوي سهلة كما لم تكن مهمة الحكومة التي سبقتها.. بل هي في كل الأحوال مهمة شبه مستحيلة.
فالوزراء الذين تسلموا حقائبهم الوزارية وهم جميعا من أطياف المعارضة أمامهم الكثير من الملفات المفتوحة التي عليهم أن يتعاملوا معها بدقة وبسرعة في نفس الوقت حتي يشعر شباب ثورة 25 يناير أن هناك أثرًا قد حدث وأن هناك تطورا إيجابيا قد تم حتي ولو كان بسيطا.
 

إذ من غير المعقول أن يتسلم الوزير الجديد حقيبته وملفاته وهو واقع تحت ضغط طلب الإنجاز السريع.. فالأفكار تحتاج إلي وقت يسمح لها بالتبلور والاكتمال.. وقياس حدود المتاح والممكن.

والسياسات تحتاج إلي وقت أكبر يسمح بوجود نتائج حقيقية علي الأرض وبين يدي الناس وأيضا تخضع لقياسات القدرة والاستطاعة من الموارد والأدوات.
ولا من المعقول أو المنطقي أن يتعامل الوزراء الجدد تحت ضغط مطالبات باستبعادهم من الوزارة في الوقت الذي يؤكد فيه الجميع أن الحكومة الجديدة هي حكومة تصريف أعمال بما يحمله هذا التعبير من مهام محددة وموقوتة تم تكليف الحكومة بها إلي أن يتم اعتماد التعديل الدستوري وإجراء الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.

فهؤلاء الوزراء الجدد وهم من أطياف المعارضة ومعهم الفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء قد قبلوا المسئولية في ظرف خطير وحساس يهدد استقرار الحياة في مصر علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي.. في ظل هذه الخسائر الضخمة التي تتعرض لها مصر صباح كل يوم.. انحسارا في الموارد وتباطؤ في عجلة الإنتاج.

وهم - الوزراء الجدد - يعلمون جميعا حجم التحدي والضغط ويقدرون الظروف التي تمر بها مصر.. ولا وازع لقبول هذه المسئولية في هذا التوقيت إلا الضمير الوطني والإحساس بالواجب تجاه هذا الوطن وشعبه.

ومن ثم وجبت مساعدتهم بدلا من الضغط عليهم وكفاهم ما يتعرضون له من ضغوط.

[email protected]