السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قرار الاختيار




 



محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 21 - 03 - 2011

 

هذا المشهد مشهد الأمس وهذا الخروج الكبير إلي لجان الاستفتاء تحت مظلة استقطاب سياسي حاد بين الداعين ل «نعم» للتعديلات الدستورية والمتطلعين إلي «لا» للتعديلات.. وبغض النظر عن نتيجة الاستفتاء سواء في صالح إجراء التعديلات الدستورية أو ضدها.

أظن أنه مشهد سيستغرق من الجميع الكثير من الوقت في محاولة لقراءته وتفسير أبعاده الشاملة.. لا تتوقف فقط عند حدود القراءة السياسية وإنما تمتد الي القراءة الاجتماعية والنفسية.

هذا الخروج العظيم للمصريين واصطفافهم أمام لجان الاستفتاء من شتي الطبقات الاجتماعية ومختلف الاعمار من الشباب والشيوخ والنساء ليضعوا رأيهم في الصناديق الزجاجية، لا يتعلق فقط بدلالة الاتاحة بإدلاء الرأي في حرية كاملة وثقة مطلقة في نزاهة نتائج الاستفتاء.. ثقة مطلقة في القوات المسلحة المصرية .. وانما ايضا هو ايمان ذاتي بأن هذه اللحظة الفارقة في تاريخ مصر هي لحظة صناعة المستقبل وتحديد مصير الايام والسنوات المقبلة.

وفي هذا السياق، فإن كل رأي له قيمة وكل اختيار يستند إلي مضمون سواء كان «نعم» أو «لا».. قد تختلف السياقات وقد تتعدد المضامين.. وقد تتنوع القوي السياسة التي تريد أن تقتنص هذه اللحظة لتحدد مسارها وتقبض علي دفتها.

وفي هذا السياق أيضا باتت الاجابة عن التساؤل عمن من الذي تربص ورأي أنه حانت لحظة الاقتناص وأن الدفة اصبحت ملك يمينه.. إجابة واضحة وضوح الشمس.. فوضع كل ادواته في خدمة خطته في السيطرة والتمكين.

وبدا جليا الاهداف الحقيقية لجماعة الاخوان المسلمين التي روجت للموافقة علي اجراء التعديلات ووزعت المنشورات ممهورة بتوقيعها .. وخرجت كوادرها الي شاشات البرامج الفضائية.. وطاف أعضاؤها في الشوارع وبين الناس ودقت علي أبواب البيوت وأعطت الاجابة ب «نعم» للتعديلات صبغة دينية.. وأفتت بأنها «واجب شرعي».

ولها في ذلك انها الأكثر تواجدا وتنظيما، وأصبحت أكثر انتشارا وتأثيرا .. ومن ثم فإن أبواب مجلس النواب أصبحت مفتوحة علي مصاريعها والمقاعد البرلمانية اصبحت مضمونة عند أول انتخابات.

حسنا.. هي الديمقراطية.. وصاحب القرار هو الصوت الانتخابي الذي أصبح مدركا ومتأكدا.. أن صوته أصبح حرا محصنا بالنزاهة ولا يأتيه شك من قريب أو بعيد.. ومن ثم كل مسئول عن قراره واختياره.