الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تعرض مشروع الشراكة فى بناء سد النهضة على إجتماع دول الحوض




كتبت - ولاء حسين

شهد اجتماع اللجنة العليا لمياه النيل أمس الأول برئاسة رئيس الوزراء د. حازم الببلاوى أمس الأول خلافا بين الخبراء الفنيين المعنيين بدراسة الآثار السلبية لسد النهضة على مصر من جهة، وبين الخبراء القانونيين المسئولين عن الملف من جهة أخرى، وذلك بسبب إصرار من جانب الخبراء الفنيين على تأخير الحكومة لخطوة توقيع اتفاقيات خاصة بالسد فى المرحلة الراهنة وعدم التورط فى إعلان موافقتنا على المشاركة فى البناء بشكل نهائى إلا بعد التأكد من توافر الشروط الفنية والتأكد من التزام حكومة أديس أبابا بالتوصيات التى جاءت فى تقرير اللجنة الدولية الثلاثية حول مخاطر وسلبيات السد، وبصفة خاصة تأثر الحصة المصرية خلال فترات ملء الخزان الملحق بسد النهضة.
وعلمت «روزاليوسف» من مصادر خاصة حضرت الاجتماع أمس الأول أنه لا يزال هناك الكثير من المخاوف لدى الخبراء الفنيين المصريين فى مجال هيدرولوجيا المياه والرى وبناء السدود الذين زاروا موقع السد أكثر من مرة وقاموا بالاطلاع على التقارير والتصميمات الخاصة بالبناء والتشغيل، وأكدوا أنها غير مكتملة ومازالت إثيوبيا تحتاج لمزيد من الدراسات من قبل الجانب الإثيوبى للتأكد من سلامة المشروع سواء على الجانب الإثيوبى أو المصرى والسودانى ومع وجود سابقة إثيوبية فى بناء سد ثم انهياره نتيجة عدم اجراء الدراسات المكتملة قبل الشروع فى بنائه.
وأوضحت ذات المصادر أن الخبراء الفنيين أعادوا توضيح جميع المخاطر التى ستضر بمصر من جراء إتمام السد بالمواصفات، ووفقًا للدراسات غير المكتملة الحالية ومنها تقليل كهرباء السد العالى، والعمل على تبوير  ملايين الأفدنة الزراعية فى دلتا مصر، فضلاً عن تهديده لأية خطط استصلاحية مصرية، والعمل على تخفيض مستويات بحيرة ناصر خلف السد العالى إلى أدنى مستوياتها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه أعضاء العليا للنيل من القانونيين والسياسيين على أنه لا سبيل عن انتهاج سبيل التهدئة والرد على مبادرة الجانب الإثيوبى بالترحيب لفتح مجالات للتفاوض والذى من خلاله من الممكن الوصول إلى طريق يحقق المصلحة للجميع خاصة أن التفاوض كان يجرى بشكل معقد فى الآونة الأخيرة، ولم تعد مصر تمتلك أى أوراق للضغط فى المرحلة الحالية ، وذلك وفقًا لما أكدته ذات المصادر.
وبحسب مصادر «روزاليوسف» فإن رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى اتخذ خلال الاجتماع موقفا منحازا للرأى الخاص بسرعة فتح آفاق لكسب الإثيوبيين بأى ثمن وتهدئة العلاقات الثنائية فى هذه المرحلة التى تعمل فيها مصر على ضمان عودتها للاتحاد الافريقى، معتبرًا أن الشراكة والتعاون الخيار الأمثل أمام مصر.
الآن مصر ستذهب برسالة ايجابية لاجتماع النيل الشرقى الاسبوع المقبل  ولفتت المصادر إلى أن الببلاوى كان متأثرًا بتوصيات اللجان الشعبية التى زارت إثيوبيا وعددًا من دول النيل فى أعقاب ثورة 25 يناير.
وجاء اجتماع العليا للنيل برئاسة الببلاوى للتحضير للاجتماع الفاصل يوم الاثنين المقبل لوزراء النيل الشرقى مصر وإثيوبيا الذى تم الاتفاق على أن يتم الاتفاق خلاله على إبرام صيغة قانونية من قبل الثلاثة دول ويتم التوقيع عليها لتكون بمثابة وثيقة التعامل بين الثلاث دول حول الشراكة فى بناء السد.
واعتمد الببلاوى فى نهاية الاجتماع تشكيل الوفد المصرى المشارك فى أعمال الاجتماع وحرص الببلاوى على عقد مؤتمر صحفي عقب الاجتماع ليعلن فيه أن السد الإثيوبى يحمل الخير لمصر لتكون رسالة إلى الحكومة الإثيوبية تمهد الطريق أمام اللجنة المصرية فى مفاوضاتها الاثنين المقبل بشكل بعيد عن التوتر الذى كان سمة غالبية الاجتماعات السابقة لمناقشة أزمة سد النهضة، فضلاً عن رفع معنويات المصريين الذين ظل بالهم مشغولا بهذا الملف بشكل مزعج خلال الفترة الماضية.