الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

..و «حلم بلاستيك» يحقق ناجحا جماهيريا على مسرح الطليعة




.. أما «حلم بلاستيك» للمخرج شادى الدالى فهو نموذج آخر من عروض الفرق المستقلة الناجحة التى وجدت على غير العادة من يفتح لها مجالا للعرض خمسة عشر يوما على خشبة مسرح الطليعة، فبالرغم من الهجوم الذى تعرض له فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح من داخل المكان بسبب استضافته لعرض مستقل من الخارج إلا أنه لم يستمع لهؤلاء، ومنح شادى وفرقته الفرصة للعرض على خشبة مسرح الطليعة كنوع من الدعم للأعمال الناجحة.

«حلم بلاستيك» هو عرض مسرحى كوميدى ساخر وفقير، ورغم بساطة الشكل الذى خرج عليه العرض بسبب ضعف الإمكانيات المادية للفريق فإن المتفرج قد لا يلاحظ خلو العرض من أزياء أو ديكور، وذلك بسبب مهارة الممثلين وعمق الكتابة المسرحية والموضوعات التى طرحها العرض للمناقشة فبجانب سخريته من العادات المصرية الغريبة، طرح أيضا العمل قضايا سياسية حالية وعن العرض قال مخرجه ومؤلفه شادى الدالى:
فى عام 2012 كنا نعرض فى برلين بألمانيا داخل مهرجان المسرح هناك، وبعد انتهائنا من العرض طلبوا منى تقديم عمل جديد حتى أقدمه على أحد مسارح برلين، وبالفعل بدأت فى العمل على عرض «حلم بلاستيك» وعرض هناك وحقق نجاحا كبيرا ثم جئت بالعرض كى يعرض فى مصر عرضناه ثلاث ليالى فى «بيت السناري» بالسيدة زينب، ثم انتظرت وقتا طويلا وفى شهر أغسطس الماضى قابلت الفنان فتوح أحمد وعرضت عليه أعمالى، أعجبه العرض كثيرا ووعدنى بالاستضافة على أحد مسارح البيت الفنى  وبالفعل فوجئت به يطلب منى الاستعداد لتقديم العرض خلال موسم عيد الأضحى على مسرح الطليعة.

وعن رحلة عمله بالمسرح المستقل يقول شادي: بدأت عملى منذ عام 2009 عندما دعيت لإخراج أحد عروض الجامعة بكلية فنون جميلة مع فريق «اتيليه المسرح» التابع للكلية لكننى وقتها شعرت أن الممثلين يحتاجون إلى تدريبات طويلة وبالتالى بدأت معهم ورش عمل مكثفة خاصة وأننى كنت عائدا من هولندا وكنت قد تعلمت أساليب جديدة فى التمثيل والعمل المسرحى، نقلتها للفرقة الجديدة واستطعنا أن نخرج معا بعرض «الفاشلون» وشاركنا به فى مهرجان الجامعة وحصلنا على المركز الأول ثم تحركنا بالعرض فى أكثر من مكان فعرضنا على مسرح الهناجر والساقية وروابط ولقى العرض نجاحا جماهيريا كبيرا، بعد هذا العمل قدمت مع نفس الفريق عرض «أوبريت الدرافيل» تأليف خالد الصاوى وحصلنا أيضا على المركز الأول فى مسابقة الجامعة ثم قدمت معهم عرض «صنع فى الصين» عن نص لبريخت وأخيرا عرض «حلم بلاستيك».

ويضيف: بالطبع أعتمد فى عملى على المسرح الفقير بسبب أزمة الإمكانيات المادية التى تواجه الفرق المستقلة بشكل عام خاصة ونحن لا نحصل على دعم من أى جهة إلى جانب أننى فى الأساس أهتم بالممثل لأنه فى رأيى هو أهم شىء على خشبة المسرح وبالتالى أعتمد عليه بشكل أساسى.

 وعن الظلم الذى تتعرض له عروض الفرق المستقلة يقول شادي: أعتقد أن حل أزمة المسرح المستقل هو عودة القطاع الخاص لأننا إذا استمررنا فى الاعتماد على مسرح الدولة لن يرى المسرح المستقل النور، لكن لن ننكر أن الفنان فتوح أحمد اتخذ خطوة جريئة باستضافة أحد العروض المستقلة على مسرحه هذه خطوة جيدة وجريئة، تنفى فكرة أن مسرح الدولة لموظفى الدولة لكننا فى نفس الوقت لن نضمن مدى سعة أفق من سيخلف رئيس البيت الفنى الحالى فى منصبه لذلك أرى أن عودة مسرح القطاع الخاص ضرورة قصوى وحل مثالى لأزمة المسرح المستقل لأنه عندما يكون هناك منتج مستقل خاص يؤجر مسرحه ويفتح شباك تذاكر وقتها نحن نستطيع أن نملأ المسرح ونأتى بالجمهور وبالتالى سوف يتحقق مبدأ التنافس بين القطاع العام والخاص مثلما كان يحدث من قبل فعلى سبيل المثال عندما كانت تعرض «أهلا يا بكوات» على المسرح القومى كان يعرض فى نفس الوقت «الواد سيد الشغال» بمسرح عادل إمام فهنا تحققت المنافسة بين القطاعين وكل منهما كان ينافس بآلياته، لكن للأسف ليس هناك حاليا من يريد المغامرة لأن الموضوع يحتاج إلى جرأة ومغامرة فنية وإنتاجية لكن الجميع يخشى من الإقدام على هذه الخطوة!