الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الشعر




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره بالآخر.. ناشرين السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. للشعر.. سيد فنون القول.. الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة..
 شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركتك على  [email protected]


أنا والشارع الخلفىّ

لماذا كلما أخطو
بهذا الشارع الخلفى
يرمقنى
بألف علامة استفهامْ؟
وهذا الشارعُ الخلفىُّ
لم أعهدْ له ولداً
يفتش فى إشاراتٍ
عن الحلوى
وموسيقى يبعثرها على العشاقِ
إن سئموا
حديث الصبر فى سيارة الموتى
ولم أعهدْ له زوجا
تُبَلِّلُ شعرَه الفضىَّ
ماءَ حنينها الأعمى
ولم أعهد له خِلّاً
ينفِّض قلبَه الموشومَ بالأحزانِ
فى كفيهِ
أو يرنو إلى ظلٍّ لصفصافٍ
له أرْخَى
وهذا الشارع الخلفىُّ
لم يمنحْ
لـ «مريمَ» حينما دقتْ
على أبوابه تمرا ولا عنبا
ولم يُخْبرْ
مريضَ القلبو «السرطان»
سرَّ خيانةِ المَشْفَى
ولم يحملْ
عن الأطفالِ فى صُبْحٍ
حقائبَ تسرقُ «الأوركيد»
من أعمارهم قسرا
لماذا أيها الخلفىّ
ترمقنى
 بألف علامة استفهامْ؟
أنا مثلكْ
أُعِدُّ الشاى والبسكوت
أُخْرِجُ صوتَ «فيروز»
المخبأَ فى صباحاتى
تمرُّ بشاشة التلفازِ
أرقامٌ عن الشهداءِ والقتلى
فأرشف رشفةً أولى
وثانية
ورابعة
وأطفئُ شاشة التلفازِ
أمضى نحو مكتبتى
يطالعنى
كتاب الفقه والتفسيرِ/
ديوانٌ عن الفوضى/
جذورُ منصة السادات
أرشفُ رشفةً أخرى
أردُّ البابَ
أخرجُ غير مكترثٍ
ليملأَ صدرىَ الفارغْ
زفيرُ الشارعِ الخلفىّ
شعر - سناء مصطفى
 


ما قبل الشعر

بنت ٌ باتت ْ
تتحدى
قنينة َ قلمى
وأنا طفلٌ
أجهل ُ
كيف الشعر
ولكنى
مازلت أعبئ من
عينيها الأفكار
■ ■ ■ ■
شمسٌ
تضحك لى
فى كل صباح
وعلى كتفى تتخذ
 المرسى
كم كنت ُ أتوق
لرؤيتها
حين تعبؤنى
عرقاً
تكتبني
 باللون الأسمر
وتبوح
بكل الأسرار
■ ■ ■ ■
ما قبل الشعر ِ
أعبئ ُ حزنى
 فى قلمى
وأعانق
كل قوافى الشعر ِ
فترفضُنى
 كلُّ الأشعار
شعر - رضا أبورية
 


ما تفسريش الحلم بالمقلوب

ما تفسريش الحلم بالمقلوب
ماتحدفيش تانى النسيم بالطوب
وما تحلفيش إنى الوحيد منتصر
وأنا الوحيد مغلوب
وما تحكميش بالموت على حلمى
وأنا لسة راجع من مماتى يدوب
ما لحقت أصلى صلاة المستغيث منى
ولا أقرا سورة الزلزلة
مفروطة فيا الاسئلة توابيت
هوّ إنتى نابتة من حنايا الروح
ولّا إنتى طالعالى من الحواديت
ولّا إنتى بشرى للربيع الجى
وعشان كده حبك نبات الغيط
وعشقك النوار
يا هلترى إنتى النهار؟
ولّا إنتى ااخر ضي
وعشان كده ساكنة فى نن الروح
ولّا إنتى ست الحسن جنّية
يوماتى تطل م المية وتوعدني
أقرب خطوتى شوية
تشد إديها وتسبني
تقولى الحلم مش مسموح
عشان عارفة الطوفان خدنى
وما لحقتش سفينة نوح
شعر - مصطفى مقلد
 
 


عـَاصـِفَة

لا يَمْنَعنَّكِ عهدُنا أن تَرْحَلى
وإذا عزمتِ فعَجِّلى
ما عَاد يَشغلُ خاطِرى
أن تَمتطِى ركبَ النوَى
فلتذهبى فأنا هُنا ..
راضٍ بحالى فى رداءٍ مُهْمَلٍ
هو رغمُ أنفِ الْمُسْتَهينِ
عباءَتِى
وصَرامَتى وسَماحَتى
وتبسُّمى وتأَلُّمى
وعَزيمتى وتَوَكُّلى
ما عادَ يَنفعُكِ النَّحيبُ
على رُفَاتِ الذكرياتِ
 فلن تَعيشَ إلى الغُروبِ طُيُوفُها
لو تَقرأينَ مَلامِحى..
فتَأَمَّلِى..
ودَعِى وَراءَكِ
ما مَضَى مِن عُمْرِنا
وتَسَلَّلى من كلِّ عهدٍ بَيْننا
واسْتَسْلِمى
لا يُزْعِجَنَّكِ..
أَنْ تَبَدَّلَ مَوْقِفى
فإذا أَحَطتِ بِسِرِّهِ
لَنْ تَذْهَلى أبداً ، وكيفَ؟!
أَلَسْتِ مَنْ كانَ الرّفِيقَ..
ومَنْ رَأَى بالأمسِ..
عَاصِفةً منَ الآلامِ..
تَسرِقُ فَرْحَتى ؟
يومَ استباحَ الصَّمْتُ أُمْنيَتِى
بِلا ذَنبٍ
فأَعلَنْتُ التمرُّدَ لا الحِدادَ
ورُحتُ أَغْزِلُ مِن براءتِكِ الرَّدَى
لأذودَ عن حُلْمٍ مباحٍ
قَدْ غَدا فى شِرْعَةِ الأَقزامِ
 جُرمٌ سافرٌ
وأَداننى قاضٍ بغيرِ قَضيَّةٍ:
أَترَاكَ تَجْرؤُ لحظةً..
أن تَسْتَحِلَّ الْحُلمَ دونَ مُحَلِّلٍ؟!
فأجبتُهُ: هُو حُلْمُ مَنْ عَشِقَ الحياةَ...
ولَمْ يَزلْ
ولَسوفَ تَبعثُهُ السَّماءُ
إلى القُلوبِ ...
تَنوبُ يوماً عن قَصِيدٍ صَاخبٍ
فأَنَا رَهِينُ حَقِيقةٍ
كَفَرَتْ بِها ...
كلُّ الضمائرِ فى هَوانٍ صَاغرٍ
تُبْدِى عظيمَ شَقائِها
مَهْزومةً
وإذا الضّمائِرُ عُمِّيَتْ أَبصارُها
لا خيرَ فيما قَدْ يَلِى
أَوَبَعْدَ ذلكَ تذهلينَ حبيبتي؟!

شعر - سامى أبوبدر


صباحك وردة الأحلام

أنا جايلك نهار طارح
وتايه ف الهوا والريح
وبتشعلق ما بين إيدك..
وتكعبيبة عنب بيتك
وبين رمش الهوى الجارح
رفيفك إنتى يا فراشة
ما بين الصبح وامبارح
ما بين لحظة ما مس القلب تنهيدة
من الحكايات
بأصحى وأبات..
وطيفك زى عصفورة بتعزف لحن أغنية
من الأبيات..
يا أحلى فكره فى قصيدة
جمال حرفك وأوصافك وإنصافك
مالوش فى الدنيا أى مثيل
ورقة طبعك الحانى.. يا ضمانى بحنان طفلة
ودبحانى وانت بلسم الحواديت
وإنت رقيقة وعنيدة
شفيفه وقلبك الشفاف
حذر جدا..
ساعات يبقى جرىء جدا
ساعات بيخاف
وإنت فريدة الأوصاف..
يا أجمل نغمة ف بيانو
وصوتك زى صوت الناى
يا غصن البان..
يا مسكونة بتراث الجد والجدات
يا معجونه بمزيكا
وعاشقة أجمل الألحان
يا طفلة حالة ضفايرها
يطيرها هوا الأحلام فى امستردام
وعاشقة اللحظة بسكونها وبجنونها
يا طايرة من بلاد لبلاد
صباحك أحلى م السكر
صباحك ضحكة الطفل اللى بيكركر
صباحك وردة الأحلام
قمر نعسان فى كفينك..
وضيّه ع الغيطان سرحان
يا دخلانى وسكنانى
 ودمك يجرى ف الشريان
وأنا عارف ومتأكد بإنك مستحيل ليا
وإنى مستحيل ليكى
لكن بأهديكى من روحى
جميل روحى..
يا ساكنة القلب والوجدان
شعر - عبده الزرّاع