الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شىء جميل … ولكن!






بقلم: د. الأمير صحصاح
شىء جميل أن تقوم فى مصر ثورة تصنع تطورا اجتماعيا وسياسيا وتقضى على مظاهر الفساد وتحرك المياه الراكدة التى ظلت لسنين فى مستنقعات المصالح الحكومية حتى تعفنت وتسربت روائحها الكريهة فى معظم المحليات.

وشىء جميل أيضا أن يكون للثورة حماتها والمتحدثون بلسانها والقادرون على تنفيذ مبادئها ويشرح الإعلام ابعاد هذه الثورة من خلال حوارات معهم يوضحون فيها مقاصدهم وطموحاتهم للمستقبل.

ولكن للأسف لاشىء من ذلك يبدو فى الأفق إلى الآن، فقد ظل الفساد يضرب بجذوره فى المحليات ويكفيك أن تمر فى أى شارع من شوارع مصر المحروسة بالصعيد لتجد كل صاحب متجر وقد وضع امام متجره احجارا إلى الدرجة التى قام البعض فيها بتثبيت تلك الأحجار فى أرض الشارع.

أين شرطة المرافق من هذا الاستيلاء على مساحة من الشارع جهارا نهارا دون حسيب أو رقيب؟ إننى قبل الثورة لم اكن اشاهد ابدا هذا المظهر الردئ وهذه الأحجار الكبيرة التى صب عليها أصحاب البيوت والمحلات نوعا من البلك الأسود -المازوت - حتى لا يحركها أحد بيديه. وهؤلاء الذين يتحدثون فى الإعلام ليسوا ثوارا أبدا واغلبهم ممن يعشقون المخالفة ولفت الأنظار حتى إننى اتعجب من كثرة الصراخ والاتهامات ناهيك عن المحللين السياسيين وما يقولونه من كلام لايرقى إلى مستوى حديث المصاطب فى أصغر قرية من قرى مصر.

والمحللين الأمنيون من ضباط الشرطة المتقاعدون وحديثهم العشوائى وهم لايدرون شيئا مما يحدث حولهم ويجمعون معلوماتهم من وسائل الإعلام وتراهم يتشدقون بأنهم عالمون ببواطن الأمور. كل هذا يجعلنى اتساءل واتعجب أين هم الثوار؟ من قام بالثورة فى 25 يناير ومن استردها فى 30 يونيه بعد أن خطفها الخاطفون؟
اعتقد أنهم الذين هبطوا من السماء على رأى كاتبنا الكبير انيس منصور رحمة الله عليه.
أستاذ بقسم الإعلام ـــ جامعة أسيوط