الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رئيس رابطة«خريجى الأزهر» بدمياط يدعو الطلاب للالتزام بآداب الإسلام فى طلب العلم واحترام العلماء‎




دعا رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بدمياط الدكتور إسماعيل عبد الرحمن طلاب الأزهر إلى الحرص على استغلال الوقت والبعد عن المشاحنات، وكل ما من شأنه إثارة الفتنة والانشغال عن رسالة العلم، وقال فى رسالة وجهها للطلاب بمناسبة بداية العام الدراسى الجديد، تحت عنوان «فضل العلم والتعلم»، مؤكدًا أهمية إخلاص النية لله تعالى، واحترام العلم والعلماء، والانشغال بطلب العلم وترْك ما سواه. وأشار الدكتور إسماعيل عبد الرحمن إلى أن الله جل وعلا قال (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة»، وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من خرج فى طلب العلم فهو فى سبيل الله حتى يرجع»، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله له به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من فى السماوات ومن فى الأرض، حتى الحيتان فى البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر»، ولكى يرزقنا الله جل وعلا العلم وبركته لابد لنا من الالتزام بإخلاص النية لله تعالى.

وأوضح أنه لا بد من أن تكون نية طلب العلم لله تعالى وحده فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علمًا مما يُبتغَى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» يعنى ريحها، وفى رواية «فليتبوأ مقعده من النار»، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرًا أو ليعلمه كان كالمجاهد فى سبيل الله ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له»، وقال ابن مسعود رضى الله عنه : «لاَ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِثَلاَثٍ: لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ وَتُجَادِلُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ وَلِتَصْرِفُوا بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ، وَابْتَغُوا بِقَوْلِكُمْ مَا عِنْدَ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يَدُومُ وَيَبْقَى، وَيَنْفَدُ مَا سِوَاه. ويقول الإمام الشافعى رضى الله عنه: أخشى أن من طلب العلم بغير نية أن لا ينتفع.

وقال «عبد الرحمن» إنه يجب الالتزام باحترام العلم والعلماء، فعن أبى أمامة رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم على العابد كفضلى أنا على أدناكم»، ويقول عكرمة -رحمه الله-: إياكم أن تؤذوا أحدًا من العلماء، فإن مَن آذى عالمًا فقد أذى رسول الله –صلى الله عليه وسلم– لأنهم حملة كلام الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم– الذائدون عن حياضه، المنافحون عن كلامه، رحمهم الله.

وأكد أنه لا بد لطالب العلم من أن يوقِّر أساتذته ويجلهم فعن عَلِيّ رضى الله عنه قال: مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ عَلَيْكَ : أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى الْقَوْمِ عَامَّةً وَتَخُصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ، وَأَنْ تَجْلِسَ أَمَامَهُ، وَلاَ تُشِيرَنَّ عِنْدَهُ بِيَدَيْكَ، وَلاَ تَغْمِزْ بِعَيْنَيْكَ غَيْرَهُ، وَلاَ تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا، وَلاَ تَطْلُبَنَّ عَثْرَتَهُ، وَإِنْ زَلَّ قَبِلْتَ مَعْذِرَتَهُ، وَعَلَيْكَ أَنْ تُوَقِّرَهُ لِلَّهِ تَعَالَى، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ سَبَقْتَ الْقَوْمَ إِلَى خِدْمَتِه، يقول سفيان الثورى رضى الله عنه يقول: «إذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ وإن كان قد بلغ من العلم مبلغا فآيس من خيره فإنه قليل الحياء»، ويقول الربيع بن سليمان تلميذ الإمام الشافعى رضى الله عنهم: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعى ينظر إلى هيبة له، يقول الإمام مالك رضى الله عنه: حقّ على طالب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة وخشية واتباع لأثر مَن مضى.

وأشار رئيس فرع الرابطة بدمياط إلى أنه يجب أيضًا الانشغال بطلب العلم وترك ما سواه، فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: اغدُ عالمًا أو متعلمًا، ولا تغدُ إمعةً بين ذلك، وقال سعيد بن جبير رضى الله عنه : لا يزال الرجل عالِمًا ما تعلَّم، فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون، وقال الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى : إنما كنتُ ألقَى من الناس أربع رجال : رجلًا أعلم منى فهو فائدتي، أو رجلًا مثلى فهو يوم مذاكرتي، أو رجلًا متعلمًا منى فهو ثوابى وأجري، ورجلًا دونى يرى أنه فوقي؛ فذلك الذى لا أنظر إليه، يقول الأصمعى رحمه الله تعالى: «من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقى فى ذل الجهل أبدًا».

واختتم رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بدمياط رسالته لطلاب الأزهر بالحرص على استغلال الوقت فيما ينفع، وطالبهم بالبعد عن المشاحنات وما شابهها من كل ما من شأنه أن يثير الفتنة ويشغلنا عن رسالتنا فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه».