الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلماء يدعون لتعظيم حرمة الدم فى الأشهر الحرم






كتبت - ناهد سعد
لا تكاد تمر نشرة أخبار خاصة فى هذه الأيام إلا وتمتلئ بأخبار عن دماء مسلمة تسال ،  وبالأمس كنا نتألم ونحزن وتزداد دموعنا عندما يُقتل المسلمون على أيدى أعداء الدين،  ولكننا اليوم أشد ألما إذ أن أكثر الدماء المسلمة تسيل على أيدى مسلمين أيضا،  ويشتد الألم والحزن عندما تسيل تلك الدماء فى الأشهر الحرم التى نسيها الناس ونسوا أن حرمة الدم المسلم فى كل الأحوال عظيمة ولكنها فى تلك الأشهر التى حرم الله فيها القتال وظلم المسلم لأخيه المسلم أشد خطرا وأكثر جرما.. ونحن فى ايام مباركة وهى الاحتفال ببداية العام الهجرى وذكرى عاشوراء فكان لا بد من استطلاع آراء الفقهاء فى كيفية الاستفادة من تلك المناسبة فى تقريب وجهات النظر بين ابناء الوطن الواحد وحرمه الاقتتال فى الاشهر الحرم.

فى البداية يقول محمود كريمة استاذ الفقة المقارن بجامعة الازهر: البعض من القوى السياسية الدينية تستغل المناسبات والشعائر الدينية لضخ النفس الطائفى وقد تجلى ذلك فى مناسبات عديدة بدون اخذ الاعتبار للظروف الأمنية السيئة والظروف المعيشية والاقتصادية المتردية وبما أن الأمر مفيد للتأييد والتظاهر بالسيطرة على الشارع وإظهار القوة فلا بأس أن تنسى هذه التنظيمات والبعض من زعمائها واجبها الأساسى فى زيادة اللحمة بين المواطنين وإبعاد عنهم أخطار التفجيرات والمفخخات والقتل الإرهابى بل المهم فى القضية زيادة الشقاق والنفاق والفرقة من اجل قيادة المواطنين وإبعادهم حتى عن التفكير السليم بمخاطر هذه التفرقة والتنابز والحقد الطائفي، وكل مناسبة تمر يزداد التحشيد ودفع الآلاف من هؤلاء تحت شعارات ودعوات تحريضية تبث فى السر والعلن ولذلك لابد من العمل على اهتمام الاعلام بالأئمة والدعاة المعتدلين منهم والاكثار من برامج التوعية الدينية فى جميع القنوات الا ان ما نراه الآن هو الاهتمام بالمتابعات السياسية للأحداث الجارية والتسابق فى اللحاق بالخبر .. ويختتم كريمة حديثه قائلاً: من أهم أوجه الخير فى أيام المناسبات الدينية صلة الرحم والمودة، وعلى كل مصرى أن يحسن صلة الرحم ببلده، وأن يدرك أن مصر لن ينصلح حالها إلا بوحدة أبنائها .

كذلك قال احمد ترك  ان الله اختص عز وجل أناسا وشهورا بالفضل والتكريم ،  فاختص من الملائكة والبشر من اصطفاهم برسالاته،  واختص من الشهور أربعة أشهر حرم ،  وهى : ذوالقعدة وذوالحجة والمحرم ورجب .

فقال تعالى (ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً فى كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم) وترك للأشهر الحرم مكانة عظيمة وحرمة كبيرة فيجب على المسلم مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والفضل الكبير وللدماء حرمة عظيمة عامة وفى الأشهر الحرم أعظم وأجل واضاف إن القتال فى الأشهر الحُرُم أعظم خطيئةٍ ووِزْرًا من الظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء

وأضاف: حرمة القتال هجوماً فى الأشهر الحرم إلا أن يكون للدفاع عن النفس بنية صادقة ، فحرم الهجوم على المشركين الكافرين أهل الضلال ،  جعلت الشريعة الإسلامية السمحاء لهؤلاء حرمة وهم أعداء الله.

وقال ترك: ها نحن شهر حرم تلو الآخر، وللأسف تغافل أكثر العلماء والدعاة والوعاظ عن تنبيه الناس بتحريم القتال فيه،  ولم ينتبه المسلمون أويشعروا بانقضاء الأشهر الحرم دون أن يرتدع أحد أو يتوقف عن سفك الدماء المسلمة.

ويحدث ما نراه مما يدمى القلب فى هذه الأيام من مذابح وجرائم ترتكب فى حق المسلمين من المسلمين دون مراعاة لدين ولا أعراف ،  فانتهكت كل الحرمات التى غلظ الله فى معاقبة من يقترفها ،  وعلق فى عاتق القاتل جزاء من قتل العالم بأسره .

كما دعا د . سعد الدين الهلالى أستاذ الفقة المقارن بجامعة الازهر إلى أن يقوم الأزهر بدوره الفعال فى جمع كلمة الأمة، وتوحيد صفها على أساس الكتاب والسنة والتمسك بهما التمسك الحقيقى الذى لا كدر فيه، وبين أن العالم الإسلامى يمر بتحديات كثيرة، ومؤامرات كثيرة تكون من أعداء صريحين، أو من بعض المنتسبين إليه ممن يريدون للأمة الشر والبلاء وذلك من خلال التواصل الجماهيرى من دعاة الازهر يلتقون المواطنين فى المناطق العشوائية والفقيرة فمثلا ان يتم استغلال تلك المناسبات الدينية لعمل ندوات للتوعية الدينية الصحيحة بالمناطق الفقيرة التى يتسم ابناؤها بالجهل الدينى ويتم استغلالهم من خلال الافكار المضللة والمادة .

كذلك طالبت  د. مهجة غالب عميد كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر على ضرورة أن يعمل قادة الفكر وعلماء الأمة على جمع المسلمين جميع ومقاومة دعاوى الفرقة ونوازع التشدد والإقصاء، وفتاوى التكفير والتضليل للمخالفين التى تؤدى لا محالة إلى الفرقة والاختلاف، وإلى مزيد من الضعف والهوان .