الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

احم طفلك من الغدة النكافية بالعدس والقرنبيط والفجل




تحقيق - هبة حسنى

أصيب العديد من الأمهات وأولياء الأمور بالذعر بعد أن وصلت أعداد الحالات من تلاميذ المدارس المصابين بمرض الغدة النكافية فى شهرى سبتمبر وأكتوبر هذا العام إلى 1324 حالة وفقا لتصريحات الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة وذلك فى مقابل 4600 حالة فى نفس الوقت من العام الماضي، وبالرغم من تأكيده على أن هناك انخفاضا فى الأعداد المصابة بالمرض هذا العام بنسبة 75%، إلا أن العديد من الأمهات وأولياء الأمور كانت لديهم تخوفات وفضلوا أن يبقى أبناؤهم فى المنزل خاصة مع وجود تعليمات من الوزارة بعدم إغلاق أى فصول أو مدارس بسبب إصابة بعض الطلاب بالمرض.

وقد طرحت وزارة الصحة الإجراءات الوقائية من الغدة النكافية والتى يجب أن تنتبه لها الأمهات جيدا خاصة وان الاكتشاف المبكر للمرض تقع مسئوليته على عاتقهن، حيث أوضح د. أحمد إبراهيم يونس، أخصائى طب الأطفال أن الغدة النكافية مرض فيروسى وتظهر أعراضه بارتفاع فى درجة الحرارة وظهور ورم على جانب الخد فى وجه الطفل - أو المصاب - وتبدو شحمة الأذن مرتفعة (وهى الجزء الأسفل من الأذن)، وعند تناول شرب الحوامض يشعر المصاب بالألم لأنها غدة لعابية والحوامض تؤثر فيها، كما أن المصاب يشعر بالألم عند مضغ الطعام، وفترة حضانة المرض هى من تاريخ بداية الإصابة إلى ظهور الأعراض من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وأشار إلى أنه مرض معد ينتقل عن طريق الرذاذ، وأسوأ أعراضه الجانبية فى الأولاد هى التهاب الخصيتين والذى قد يؤدى إلى العقم فى المستقبل، أما البنات فتشفى منه بلا مشاكل. ويصاب به الطفل بعد عمر سنة إلى سن مفتوحة، ولكن غالبا مايصاب به الأطفال فى المرحلة الابتدائية، فهى أكثر المراحل تعرضا لهذا المرض.

وأضاف أن العلاج يستغرق نحو أسبوع ولا بد أن يعزل الطفل على الأقل أسبوعين، والأفضل ثلاثة أسابيع، ويوجه د.أحمد نصيحة إلى الأمهات جميعا بضرورة متابعة الأبناء وملاحظتهم، ويقول: يجب على الأم أن تقيس درجة حرارة الطفل بصفة مستمرة وخاصة فى المواسم التى ينتشر فيها الأمراض ويسمع عنها، وإذا لاحظت أعراض هذا المرض تلجأ إلى الطبيب المختص فورا وتعزله عن أفراد الأسرة ولا يستخدم أحد أدواته الخاصة به، ويجب أن تنتبه الأم أيضا إلى أن العلاج تحسبى يستخدم فيه الأدوية المخفضة للحرارة، كما يجب تجنب أنواع الأسبرين لأنها قد تسبب مرض «متلازمة راى» والذى يسبب التهاب فى المخ و بعض مشاكل فى الكبد، وعلى الأم أيضا أن تحرص على أن يتناول طفلها السوائل الخفيفة الدافئة أثناء العلاج كشوربة الخضار وشوربة لسان العصفور والنعناع والينسون حتى يتم شفاؤه.

الوقاية خير من العلاج

ويؤكد اخصائى طب الأطفال أن الوقاية خير من العلاج ولتتجنب الأم أن يصاب طفلها بهذا المرض فعليها ان تتبع بعض الخطوات أولها التطعيم حيث يتم عند بلوغ الطفل سنة وهو تطعيم «ام ام آر» ويؤخذ للوقاية من الغدة النكافية والحصبة والحصبة الألمانية، علما بأن التطعيم فى بعض الحالات لا يكون كافيا للوقاية من المرض نظرا لأن فيروسات المرض ربما تكون أقوى من مناعته، وبعد أن يبلغ الطفل 6 سنوات، والمفروض أن يأخذ جرعة تنشيطية من هذا التطعيم أو يأخذها من سن 11 إلى 12 سنة، كما يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدى باستمرار، مع تجنب الأشخاص المصابين بالمرض لأنه شديد العدوى، ومن الممكن أن يعدى فرد واحد فى الأسرة جميع أفرادها إذا كان ليس لديهم المناعة الكافية لصد هذا المرض.

واكتشفت بعض الدراسات الحديثة أن هناك علاجا بنوع الغذاء وتأثيره على الغدة النكافية، وتساعد بعض الأغذية على الحد من الزيادة فى نشاط الغدة النكفية، حيث تقول الدكتورة مها الجمل، أستاذ التغذية، أن من أهم الأطعمة التى تساعد فى تخفيف أعراض مرض الغدة النكفية هى الفواكه والخضراوات على شكل سلطات، فهى تساعد على ترطيب الجسم أيضا، والبقوليات مثل العدس والحمص والفول وغيرها ويجب الابتعاد نهائيا عن تناول الأعشاب البحرية والمحار والملح المعالج باليود وفواكه جافة مثل اللوز والكاجو والفستق، وكذلك أى نوع من التوابل والنباتات المهيجة كالقهوة والقرفة، لأنها تساعد فى نشاط الغدة.

وتضيف الدكتورة مها أن القرنبيط واللفت والفجل من الأطعمة المفيدة أيضا ويفضل تناولها فى فصل الشتاء، وذلك لبرودة الجو الذى يكثر فيه حالات ويجب تجنب تناول بعض الأغذية النيئة والأغذية المكررة لأنها توفر سعرات حرارية أكبر ومغذيات أقل.