الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يعقوب بن كلس.. رجل كل العصور




كتب - خالد فاروق 
شارع أرض يعقوب بالسيدة زينب مواز لشارع مجري العيون ويوجد به مذبح مصر، ويتبع إدارياً منطقة جنوب القاهرة.. ويبدأ من عند مستشفي المقطم العام وينتهي عند ميدان السلخانة قريب من مستشفي سرطان الأطفال والذي يقابله ميدان بيرم التونسي..
وتشتهر المنطقة بالجزارين، وورش تصنيع أدوات الجزارة (السكاكين والأسلحة البيضاء والسلاسل الحديدية وكذلك سن السكاكين) وبجوارها يوجد مسجد ومقام زين العابدين.. 
أما يعقوب بن كلس.. فهو أول وزير فى العاصمة القاهرة بعد بنائها، وكان له دور كبير فى ضبط أمور الدولة .. وهو الوزير أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن داود بن كلس البغدادي. وكان قد وُلد على دين اليهودية فى بغداد، ، وتعلم الكتابة والحساب، وانتقل مع والده عام 318 هجرية إلى الشام وهو صغير، ثم سافر إلى مصر  واشتغل فى أشغال مختلفة، وذلك فى عصر كافور الأخشيدي، وتعرّف عليه ولمس فيه الفطنة، فدعاه إلى بلاطه ووظفه هناك فى وظيفة صغيرة، فطمع يعقوب فى الحصول على ترقيات والتقدم فى سلك الدولة، فأعلن إسلامه وذلك عام 356 هجرية قبل دخول جوهر الصقلى إلى مصر بسنتين، ولزم الصلاة ودراسة القرآن الكريم،  ثم أجلسه الأخشيد فى ديوانه الخاص وكان يخدم ويستوفى الأعمال والحسابات ويدخل يده فى كل شيء وأصدر كافور تعليماته إلى سائر الدواوين أن لا يمضى دينار ولا درهم إلا بتوقيعه. وقد تميّز بذكائه الذى حسده وعداه عليه الوزير أبو الفضل جعفر بن فرات، وزير كافور. فلما مات كافور قبض ابن الفرات على جميع الكتاب وأصحاب الدواوين وقبض على يعقوب بن كلس  الذى دفع الكثير من الأموال حتى أفرج عنه فلما خرج من الاعتقال سافر متخفيًا  إلى المغرب ليتقرب من المعز، وانضم إلى القائد جوهر الصقلى مولى المعز وهو متوجه بالعساكر والخزائن إلى مصر.. ودخل مصر مع الفاتحين وتعلق بخدمة المعز بعد عودته إلى القاهرة وأصبح من المسئولين فأحسن يعقوب خدمة المعز، وأطاعه وأصبح من المقربين للخليفة. واستمر بن كلس فى مركزه هذا بعد رحيل المعز وفاز بثقة وتقدير الخليفة العزيز، وتولى الوزارة  وكان مخلصًا  للخلفاء الذين خدمهم وأظهر لهم الولاء وتفانى فى تسيير أمور الدولة، فأحبه الخلفاء واحترموه  وعندما مرض، زاره  الخليفة وقال: يا يعقوب وددت أنك تباع لأشتريك من الموت بملكى فبكى وقبّل يده وعندما توفى حزن عليه الخليفة العزيز حزنا شديدًا وأقام الحداد بعده شهرًا كاملًا ودفنه فى القصر.