الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سانت كاترين» و«أبو مينا» على قائمة «الإيسيسكو» رمزا للتسامح بين الأديان




 كتب ـ صلاح أحمد نويرة
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن موافقة لجنة التراث بالمنظمة الإسلامية للتراث والثقافة «الإيسيسكو» على إدراج موقعى دير أبو مينا بالإسكندرية ودير سانت كاترين بسيناء على قوائم التراث للإيسيسكو هو انتصار وتأكيد لقيم التسامح بين الأديان لارتباط الديرين بالرحلة المقدسة للمسيحيين من أوروبا عبر الإسكندرية ونهر النيل إلى سيناء ومنها إلى القدس، وحماية المسلمين لهذا الطريق بإنشاء الحصون وتواجد الحاميات العسكرية لحمايته.
وأشار ريحان إلى أن هناك طريقين مشهورين للرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء؛ الأول شرقى وآخر غربي، والطريق الشرقى هو للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل موسى ويبدأ من القدس إلى «أيلة» (العقبة حاليا) إلى النقب ثم عدة أودية إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية حتى سفح جبل موسى.
وأضاف أن طول هذا الطريق 200 كم من أيلة إلى الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حاليا)، أما الطريق الغربى فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل موسى، حيث يبدأ من القدس ثم عسقلان ثم غزة ثم رافيا (رفح) ثم رينوكورورا (العريش) حتى يصل إلى بيلوزيوم (الفرما) ثم سرابيوم (الإسماعيلية) إلى القلزم (السويس) إلى عيون موسى وعدة أودية إلى وادى فيران ومنه إلى جبل موسى وطول هذا الطريق من القدس إلى جبل موسى 375 كم.
وأوضح أن دير سانت كاترين مسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993، كما أنه مسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002، وهو من أهم الأديرة على مستوى العالم وأشهرها، حيث أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان.. وأشار إلى أن هذا الدير بنى على يد الإمبراطور جيستنيان فى القرن السادس الميلادى ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة وبها شجرة العليقة المقدسة حتى الآن.. وبالنسبة لدير أبو مينا، أشار الدكتور ريحان إلى أنه مسجل بالقرار رقم 698 لسنة 1956، ومسجل كتراث عالمى باليونيسكو عام 1979، ويرجع تاريخ إنشائه إلى أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادى ويبعد 75 كم غرب الإسكندرية.
وأضاف أن الموقع اكتشف عام 1905 على يد العالم الألمانى كاوفمان ثم حفائر المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية من 1925 إلى 1929، وحفائر المتحف القبطى بالقاهرة 1951 – 1952، ومنذ عام 1961 بدأ المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة فى حفائر مستمرة برئاسة الدكتور بيتر جروسمان الذى قام بحفائر بوادى فيران بجنوب سيناء وكشف عن مدينة بيزنطية متكاملة.