السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انحسار أزمة البوتاجاز فى المدن..واشتعالها فى القرى




كتب- نشأت حمدى وعلاالحينى وأيهاب عمر ومصطفى عرفة وحنان عليوة وشهيرة ونيس وحسن الكومى ومحمد جبر

فيما انتهت أزمة نقص البوتاجاز فى محافظة القاهرة شهدت تراجعا طفيفا فى عواصم المحافظات الأخرى مع اشتعالها فى المناطق النائية حيث وصلت فى بعض القرى الى 50جنيها.
أعلن الدكتور محمد أبوشادى وزير التموين والتجارة الداخلية امس أن الحملات الرقابية التى قام بها مفتشو التموين على مستودعات البوتاجاز فى جميع المحافظات خلال يومى الخميس والجمعة الماضين لضبط المخالفين أسفرت عن تحرير200 محضر لمستودعات بوتاجاز مخالفة وضبط 2089 اسطوانة بوتاجاز منزلى وتجارى مهربة للبيع فى السوق السوداء.
وأكد أنه يتم تطــبيق عقوبـــات إدارية وجنائية رادعة علـــــــــــى المتاجرين بالاسطوانات فى السوق السوداء وتشمل العقوبات الادارية تطبيق القرارات الوزارية رقم 102 ورقم 103 ورقم 504 وهو مصادرة جميع الاسطوانات التى تم ضبطها فى السوق السوداء وتحصيل فروق الاسعار من المخالف على أساس فرق السعر بين التكلفة والسعر المدعم وقت تحرير المخالفة وأيضا خصم حوالى 25% من حصة المستودع تصل الى 50% ولمدة 3 شهور والحرمان من الحصة نهائيا واسناد الكميات التى يتم خصمها من الحصة لاقرب مستودع أو شركة توزيع فى نطاق المحافظة.
وأشار الى أن العقوبات الجنائية تتضمن احالة المخالف الى النيابة العامة لاحالتها للمحكمة لتوقيع عقوبات عليه ومنها التى أصدرها مجلس الوزراء وهى عقوبة السجن لمدة لاتقل عن ستة أشهر وغرامة تتراوح ما بين 15 ألف جنيه و20 ألف جنيه مع غلق المستودع فى حالة تكرار المخالفة أو تطبيق نص القانون 95 لسنة 45 والخاص بشئون التموين وبالمادة 9 من المرسوم بقانون رقم 163 لسنة 1950 وهى الحبس لمدة لاتقل عن سنة ولا تزيد على 5 سنوات وغرامة لاتقل عن 10 آلاف جنيه وفى حالة العودة يتم مضاعفة العقوبة والاغلاق اداريا للمستودع.
تجمهر المئات
أما فى الغربية فتسببت الأزمة فى تجمهر المئات أمام مستودعات الغاز واستاء سكان قرى "صالحجر، وجناج، وكفرالدوار، وسالمون، وكتامة، وكوم النجار التابعة لمركز بسيون"، وشكا أهالى قرى "أبيج، وبلشاى، والدلجمون، وديما" بمركز كفرالزيات، من تفاقم الأزمة فى الأيام الماضية مما دفعهم لشرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة
وطالب أهالى الغربية بزيادة حصة المحافظة من اسطوانات الغاز لحل الأزمة، وتشديد الرقابة على المستودعات لمنع تهريبها وبيعها فى السوق السوداء.
تاخر السفن
وفى بنى سويف، أرجع المحافظ المستشار مجدى البتيتي، الأزمة الى تأخر وصول السفن القادمة من الخارج، والمحملة بكميات البوتاجاز.
وقال المحافظ إن المواطن سيلحظ انفراجة فى أزمة البوتاجاز خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة مع بدء انتظام وصول الحصص المقررة من الغاز الصب إلى مستودعات المحافظة، لافتا إلى اتصاله بوزير التموين، ورئيس شركة بترو جاس، لضمان وصول الحصة المقررة بانتظام ومنع إحداث التفاقم فى هذه السلعة الحيوية.
وكشف البيتيتى أن حصة المحافظة المقررة من الغاز، تأتى من القطامية ومسطرد لمصنعى التعبئة ببنى سويف، حيث تستخدم تلك المواد فى ملء 32 ألف اسطوانة يوميا، من خلال مصنعى غاز النيل ونورث جاز.
وأوضح البتيتى أن العجز المتراكم فى الحصة المقررة سبب فى تعطش السوق وزيادة الاستهلاك، بسبب بداية فصل الشتاء واستغلال البعض لضعف الرقابة فى بعض المناطق واتجاه بعض المواطنين للتخزين بسبب شعورهم باستمرار الأزمة.
وكلف محافظ بنى سويف مديرية التموين، وإدارتى الأزمات والمتابعة، بالديوان العام، بتشديد الرقابة والقيام بحملات دورية على المستودعات، فضلا عن تفعيل منظومة السيطرة على البوتاجاز عبر أجهزة "الاتصال اللاسلكي" لمتابعة وصول كميات الغاز الصب للمصنعين، وإبلاغ غرفة العمليات بالمحافظة ومديرية التموين عند حدوث عجز فى الكميات.
وشدد المحافظ على اعداد سجلات تتضمن أعداد السيارات وأرقام لوحاتها المعدنية، وأسماء السائقين، والمستودع المتجهة إليه، وساعة تحركها من المحطة، وعدد الاسطوانات المستلمة من خلال مراقبة مباحث ومفتشى التموين، السيارات أثناء خطوط سيرها داخل المحافظة.
ازدحام ومشاجرات
وفى المنوفية مازالت أزمة الأهالى مع المستودعات تتفاقم، حيث ازدحام ومشاجرات ربما يتطور الأمر إلى وجود جرحى وربما قتلى، للحصول على "أنبوبة" بوتاجاز، مما أرغم الأهالى على اللجوء لتجار السوق السوداء، حيث وصل سعر الاسطوانة بالمنوفية إلى 45 جنيها.
وقال الأهالى أننا نقف بالساعات أمام المستودعات للحصول على الاسطوانة الواحدة، وفى حالة عدم الحصول على الاسطوانة تكون المداومة إلى اليوم الثاني، فى حين أن بعض الأهالى يمتنعون عن الذهاب إلى المستودعات للتزاحم الشديد والمهاترات التى تقع أثناء تراص المواطنين فى طوابير الانتظار، إلا أن النصيب الأكبر من الاسطوانات يحظى به الموزعون، مما يساهم فى تسربها إلى السوق السوداء.
انتهت من المودن
وفى أسيوط انتهت الازمة وسط مدينة اسيوط بينما ظلت مشتعلة فى ضواحيها وفى بعض القرى بالمحافظة حيث وصل سعر الاسطوانة 50 جنيها فى حين واصلت اللجان الشعبية فى عدد من قرى محافظة أسيوط استلام حصص البوتاجاز وتوزيعها على المواطنين بسعر 9 جنيهات للاسطوانة.
وأكد اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط أنه جار حل مشكلة نقص اسطوانات البوتاجاز عن طريق الدفع بسيارات البوتاجاز الكبيرة إلى القرى والمراكز التى تعانى من أزمة مشددا على تكثيف الحملات التموينية والرقابية على جميع المستودعات واتخاذ إجراءات رادعة ضد تجار السوق السوداء والمتلاعبين بالأسعار.
وقال محافظ أسيوط انه جار اتخاذ خطوات رادعة للقضاء على تجارة السوق السوداء وتشديد الرقابة التموينية على أصحاب المستودعات لتوفير اسطوانات البوتاجاز للمواطنين بالتنسيق مع مديرية التموين بأسيوط ومباحث التموين وشن حملات مفاجئة على أماكن الاختناقات بالقرى ،مشيرا إلى انه جار حل مطالب عمال مصنع البوتاجاز والتى عرضها العمال خلال الجولة.
وأعلن مجدى سليم وكيل وزارة التموين بأسيوط أن مصنع بوتاجاز أسيوط يعمل بطاقة إنتاجية تعدت 65 ألف اسطوانة بوتاجاز سعة 12.5 كيلو يوميا وأكثر من 3 آلاف اسطوانة بوتاجاز سعة 25 كيلو على 4 خطوط إنتاج تعمل على مدار 16 ساعة لتوفير غاز البوتاجاز لمحافظات أسيوط وسوهاج والمنيا ،مشيرا إلى أهمية مصنع بوتاجاز أسيوط فى توفير الغاز الصب لمحافظات المنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والتى يستمر شحنها على مدار 24 ساعة لسد احتياجات تلك المحافظات.
20 جنيهاً
وفى قنا شهدت المستودعات تكدس اعداد كبيرة من المواطنين فى حين رفع السريحة والباعة السعر الى 20 جنيها للأنبوبة.
وكشف على جابر وكيل وزارة التموين بقنا عن رفع حصة المحافظة من 800 الف انبوبة الشهر الماضى الى 900 الف انبوبة خلال الشهر الجارى لمواجهة الطلب المتزايد خلال تلك الفترة.
قال محمد مصطفى السيد من دندرة إن الازمة بدأت منذ اسبوعين حيث انخفض عدد الاسطوانات الواردة لمستودع القرية تدريجيا حتى توقف تماما منذ ثلاثة ايام وظهرت الاسطوانات مرة اخرى فى السوق السوداء.
اضاف محمود عبد الرحيم انه بمجرد ظهور بوادر الازمة عادت مافيا السوق السوداء من جديد بالاتفاق مع اصحاب المستودعات وعندما سألنا التموين عن حصة المستودع اكدوا انها تصل كاملة رغم اختفاء الاسطوانات فى المستودع متوفرة بكثرة لدى تجار السوق السوداء ويعرضونها حاليا بمبلغ 20 جنيها اى بأكثر من ضعف سعرها ويؤكدون انها خلال ايام ستصل الى 40 جنيها.
حلول جذرية
وفى الإسماعيلية أكد اللواء أحمد القصاص، محافظ الإسماعيلية، أن المحافظة بكامل أجهزتها التنفيذية تسعى جاهدة لايجاد حلول جذرية وسريعة لحل مشكلات توفير أسطوانات الغاز المنزلية والعمل على توفيرها لجميع المواطنين فى مختلف قطاعات المحافظة وتوابعها، خاصة القطاع الريفى، والتأكيد على وصولها للمواطنين بالسعر الرسمى والتصدى بكل حسم لظاهرة المتاجرة بها ومحاربة بيعها فى السوق السوداء بأسعار مبالغ فيها باعتبار أنها من السلع الاستراتيجية الرئيسية التى تدعمها الدولة".
وقال المحافظ إنه "تم وضع خطة خاصة بالتعاون والتنسيق مع مديرية ومباحث التموين والأجهزة الأمنية لمتابعة ومراقبة حركة أسطوانات الغاز من لحظة خروجها من المستودعات الرئيسية بالسويس وحتى وصولها إلى المستودعات الفرعية بمحافظة الإسماعيلية".
وأشار الى أنه تم تخصيص مفتش تموين مع كل سيارة توزيع بجميع المناطق وتكثيف أعمال المراقبة، إلى جانب مراقبة الباعة الجائلين لمنع بيع الأسطوانات فى السوق السوداء وتغليظ العقوبات على مرتكبى هذه المخالفات".
وأكد القصاص أن هناك تنسيقات مع وزير البترول والشركات الموردة للحصة اليومية المخصصة للمحافظة لمتابعة وصول كامل الحصة بشكل يومى والتى تصل إلى ما يزيد على 11 ألف أسطوانة يوميا منها 3500 أسطوانة لمدينة الإسماعيلية وحدها.
عادت من جديد
وفى القليوبية عادت من جديدة أزمة البوتاجاز والتى تضرب قرى ومدن المحافظة وتشهد زحاماً وتكدساً بشكل يومى على مستودعات البوتاجاز حيث تتفاقم الأزمة مع بداية فصل شتاء بكل عام وهذا ينذر بكارثة حيث ارتفعت الأسعار الأسطوانات بعد ان وصلت سعر الأسطوانة الى 50 جنيها بالسوق السوداء.
وكشف محمد فتحى عودة من أهالى المنزلة بطوخ عن اتفاق بين بائعى التجزئة وأصحاب المستودعات على شراء حصص الأنابيب لبيعها بأسعار مضاعفة، مؤكدا أن الباعة المتجولين استغلوا الأزمة وقاموا برفع أسعار الأنابيب ليصل سعرها فى بعض المناطق إلى 40 جنيها.
 وطالب ماهر عبد البديع من المسئولين بالمحافظة بتأمين عملية التوزيع لعدم حوادث اشتباكات ولضمان توزيعها على الأهالى بدلا من توزيعها على تجار السوق السوداء حيث ارتفعت الأسعار على مرئى ومسمع من المسئولين ووصل سعر الاسطوانة البوتاجاز الى 50 جنيها ولاجدها فى ظل غياب الرقابة التموينية، وتقاعس مفتشى التموين عن أداء واجبهم.
وأكد المهندس فكرى قورة وكيل وزارة التموين بالقليوبية زيادة حصة القليوبية من اسطوانات الغاز المنزلى لتصل الى 69الفا و468 اسطوانة يتم تسلمها يوميا لعدد 173 مستودعا على مستوى مدن المحافظة.
ونفى قورة وجود أى أزمات فى أنابيب الغاز بالمحافظة موضحا أن تم زيادة حصة القليوبية من أنابيب الغاز بشكل يومى من 64الفا و976 أنبوبة الى 69الفا و468 أبنوبة يتم توزيعها على جميع المستودعات بالقليوبية وبيعها للمستهلك بـ8 جنيهات فقط.
أزمة طاحنة
الى ذلك شهدت قرى المنيا أزمة طاحنة فى أسطوانات البوتاجاز وارتفاع اسعارها بالسوق السوداء لأكثر من 40 جنيها للأسطوانة الواحدة والتى يحصل مواطنوها على اسطوانات البوتاجاز من البقالين التموينيين أو الجمعيات الشرعية.
من جهته أكد الدكتور محمود يوسف، وكيل وزارة التموين بالمنيا، أن هناك بوادر انفراجة فى أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز عقب ضخ 512 طن غاز صلب، بينها 299 واردة من حصة المحافظة، و213 طناً من الاحتياطى الاستراتيجى لمحطات التعبئة الثلاثة، حيث تبلغ حصة المحافظة اليومية 610 أطنان مشيراً الى أنه تم إنتاج 49 ألفاً و951 أسطوانة صغيرة الحجم، من جملة 55 ألف اسطوانة يومى هى حصة المحافظة.