الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

27 نحاتا وتشكيليا فى معرض «إبداعات مصرية» بقاعة الفن




رغم ما يعانيه الوسط الفنى التشكيلى من حالة الركود نتيجة أحداث الثورة على مدى ما يزيد على 3 سنوات، فإن قاعة الفن بالزمالك دائما ما تدعم وتشجع الفنانين على إقامة المعارض لوضع الفن التشكيلى المصرى فى مكانه ومكانته تاريخياً، وتعيد اكتشاف الكنوز المصرية من إبداعات الفنانين، فاتخذ الفنانون موقفا إيجابيا تجاه الفن وإزاحة النقاب الفكرى الذى كاد أن يصيب الفنون، وعرضوا أعمالهم فى معرض جماعى لـ27 فنانا وفنانة بين تشكيليين ونحاتين من الرواد المعاصرين، وشاركهم جيل الوسط من الفنانين الذين لحقوا بالرواد من حيث القيمة الفنية والأصالة الفكرية، جميعهم أصحاب بصمة فى صياغة الأفكار تصويرا ونحتا.

يمثل هذا المعرض حصاد الحركة الفنية فى بانوراما لونية ونحتية باختلاف المذاهب الفنية والاتجاهات والتقنيات والموضوعات، منها موضوعات استلهمت من رموز الحضارات الفرعونية والاسلامية والقبطية والرموز الشعبية والعديد من النصوص التراثية المصرية، وموضوعات عن القضايا الإنسانية والاجتماعية والفلسفية، موضوعات تتصدر فيها المرأة البطولة المطلقة ومذاهب معاصرة ومعالجات فنية تتميز بسيطرة هوية الفنان الذاتية وهويته المصرية.
ورغم اختلاف الشكل والموضوع والتقنيات والمذهب الفنى فإن التنسيق خلق حالة من التلاحم والتقارب بين الأعمال رغم خصوصية كل عمل، ومن بين المشاركين: فرغلى عبدالحفيظ، ورباب نمر، وجمال السجينى، وزينب السجينى، وجاذبية سرى، ومصطفى عبدالمعطى، وخالد سرور، وفاروق حسنى، وعادل ثروت، وسامح إسماعيل وآخرون.
الفنانة القديرة صاحبة المسيرة الفنية المميزة زينب السجينى التى تميزت بمعالجتها الفنية للعنصر البشرى وخصوصا المرأة والطفولة وجميعهم يحمل اللون الأسمر المصرى والجسد النحيف، وعنصر الحركة محوريا فى بناء اللوحة عندها، وموضوعات الأمومة وألعاب الطفولة، وعيون الشخصيات تبدو بين الدهشة والترقب والتأمل، يمكننا القول أن هؤلاء السيدات «بنات زينب السجينى» اللاتى يحملن جميعاً ملامح متشابهة وكأنهن جميعا توأم وإن اختلفت الحركة من شكل لآخر، تستخدم الفنانة الواقع فى الموضوع وتنطلق منه على عالم الخيال فى الأداء الفنى.
كما شاركت الفنانه جاذبية سرى بلوحاتها التصويرية التجريدية التعبيرية المميزة بمبالغتها فى التحريف فى العناصر، وتميزت الفنانة بتقديم أعمال فنية ليست مباشرة فى عناصرها وإن تواجد بها العنصر الإنسانى فإنها أعطت المتلقى دورا أساسيا فى قراءة العمل الفنى بحسب رؤية كل متلقى، فجاء الأسلوب التشكيلى والتقنية من خلال حالة فعل فنى مستمر لضربات الألوان والمساحات والمفردات بلا توقف وحيوية ونشاط حركى لتحمل مضمون وقصدية فى العمل، العمل به عناصر آدمية محدود العدد متتالية ومتعاقبة تسير خلف بعضها، وكلما اقتربت من البعض زاد الاختزال، يسيرون وكأنهم يعلمون إلى أين يسير من يقف فى أول الصف، الاختزال والتسيط فى فى هذا العمل هو لغة وحوار قائم بين العناصر ومساحة الفراغ البيضاء فى اللوحة.
كما شارك الفنان عادل ثروت وهو من جيل الوسط الذى يقدم فى كل معارضه تجربة فنية جمالية جديدة، ودائما نجده عائدا من رحلة إبحار فنية فى التراث والموروث الشعبى والحضارى بكل ما فيه من رموز ومفردات وعناصر لها حكايات وأساطير، شارك بعمل فنى استوحاه من التراث الفرعونى المصرى القديم والشعبى، وجعل العمل لقاء حضارات تبعد عن بعضها أزمنة وفترات تاريخية، وبأسلوبه الفنى التعبيرى ومبالغة فى إطالة العنصر البشرى وشخصيات العمل هذه المبالغة وإضافة فنية ومعالجة ورؤية ميزت العمل فنيا وتشكيليا.