الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صرخة باسم سمير فى «سفرخان»




شباب الفنانين تمردوا على الأساليب المعتادة والنمطية فى الفن التشكيلى وخرجوا من حيز اللوحة التصويرية الحائطية والقطع النحتية والخزفية وانطلقوا لاستخدام التغيرات المتلاحقة فى الاتجاهات والتقنيات المعاصرة والجمع بين اكثر من اسلوب وتقنية فى عمل فنى واحد حتى تحول العمل الفنى الى عرض سمعى وبصرى للتعبير عن فلسفة أو مفهوم ومضمون.

هكذا قدم الفنان المصور الفوتوغرافى «باسم سمير» تحت عنوان «ياللهول»، عنوان صادم وغريب وربما تكون المرة  الأول التى يطلق فنان على معرضه هذا العنوان «ياللهول»، الفنان «باسم» يشغله ما تعرضت له مصر بل ربما مازالت تتعرض على فترات لهجوم على الهوية والتراث والتاريخ، الأعمال تصف الصراع الذى تسبب فى وجود متغيرات مجتمعية على جميع المستويات، من خلال تساؤلات عن الهوية المصرية، والصراع بين القديم والجديد، ولاستكمال الغرابة فى الأعمال المعروضة استخدم الفنان عدة عناصر لم تجتمع فى عمل فنى بهذا الشكل الفنى كنوع من النقد الساخر للأوضاع الموجودة فى مجتمعنا المصرى، ومن العناصر التى استخدمها صور فوتوغرافية للشخصيات وأماكن لها تاريخ من الأوراق الملونة صنع مجموعة من الورد البلدى المصرى بحجم كبير  كما استخدم كتابات من الامثال الشعبية تؤكد المضمون أقمشة قديمة وجديدة ألوان اكريليك عناصر مجسمة مثل كرس وغيرها من العناصر التى خدمت مضمونه مع عرض تليفزيون مصاحب للأعمال المعروضة.

كل الأعمال المعروضة يتوقف عندها الملتقى ويتساءل ويصدم من حجم القضية والموضوع، فنجد فى أحد الأعمال كرسى معلق على الحائط ومن حولة شخصيات كثيرة تريد الوصول إليه، وكتابات من الأمثال الشعبية، وعمل آخر صورة فوتوغرافية لـ«توك توك» مزينة بمجموعة من الورد الملونة استخدم الفنان كل العناصر بحذر واع غير مفرط حتى يصل للمتلقى فكرته وفلسفته الفكرية مع الفنية.

وبتحاور مع الفنان «باسم» حول هذة الأعمال أجاب: اقصد بالورد البلدى المبعثر حول العناصر هو المجتمع المصرى بكل طبقاته، والتوك التوك من المشروعات التى أطلقتها الحكومة وانتشر بسرعة واليوم ترفض كل الظواهر بعد ان نكون قبلناها ورضينا بها، أما الكرسى أقصد المناصب والقيادات بصفة عامة أنها لا تدوم لأحد التى يتصارع عليها الأشخاص، بعد أن يتكون كل شخصيات أوضعتنا فى مأزق وتحاور حول هويتنا، استخدمت عناصر من الحضارات الفرعونية والإسلامية والقبطية والشعبية، وايضا استخدمت اللغة العربية فى الكتابات ايضا تعبير عن اندثار اللغة العربية الصحيحة، والخامات التى وضعتها ايضا جدل بين أقمشة قديمة لها بصمة وأقمشة جديدة ليس لها خصوصية واضحة.

ويكمل الفنان باسم سمير عن مشروع المعرض: مشروع «ياللهول» هو نتاج رحلة طويلة عميقة ومراقبة عن كثب لهذا التحول الذى طرأ على مجتمعنا المصرى وهذا المشروع يستند إلى مجموعة من الظواهر التى تعكس العديد من التناقضات، فكرة المشروع هى طرح سلسلة من الأعمال تعكس الحالة الثورية السياسية والاجتماعية المعاصرة وذلك الماضى التاريخى الغامض، وعززت تلك الأعمال بمقولات تاريخية مأثورة، التجربة تأملية اتسال بها عن تدهور الثقافة وثنائية الهوية والفوضى الفكرية الناتجة عن سنوات صمت واجتياح العولمة الآن يحرق ما تبقى لنا من تراث أصيل ومن هنا أدعو ملتقى العمل والمشاهد أن يكونا فى حالة ثورية دائمة وان يكونا على وعى بما يحيط بهما من خطر يهدد هويتهما.