الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ياللا نعيش».. «إبداعات ثقافية».. «ياللهول» معارض جماعية تشكيلية لبداية الموسم




اثناء حملات الهجوم من قبل بعض المتشددين عن تحريم الفن وتقيد حرية الإبداع توجيه خطاب التحريم وارتباك الواقع واحداثه، لم يصمت الفنانون التشكيليون بل كانوا بين الحين والحين ينطلقون بابداعاتهم الفنية إلى قاعات العرض ولم تلغ الفعاليات بل كانت تؤجل موعدها بحسب الظروف.

واليوم بعد ثورتين متتاليتين واستمرار حاله الركود وعدم الاقبال من الجمهور على المعارض الفنية وركود فى تسويق الأعمال، إلإ ان الفنانين قرروا العودة بتحد إلى المشهد الفنى التشكيلى بفعاليات فنية جديدة، اختار الفنانون عناوين لمعارضهم غير معتادة على الحركة التشكيلية، «ياللا نعيش» معرض جماعى فى قاعة ارت كونر، ومعرض «التحرك للامام» فى قاعه بيكاسو للفنانة التشكيلية بريت بطرس غالى، ومعرض «ياللهول» فى قاعة سفرخان للمصور الفوتوغرافى باسم سمير، ومعرض جماعى تأريخى فى قاعة الفن لا يحمل عنوانا ثابتا ولكن لكل عمل فنى موضوعاً، ثلاثة عناوين فى ثلاث قاعات عرض مختلفة يصعب الربط بينها ولكن يجمعها روح التحدى الفنى والدعوة لعودة الفنون بكامل حريتها الفكرية.
بقاعه آرت كونر بالزمالك، اقيم معرض جماعى تحت عنوان «ياللا نعيش» دعوة للمقاومة والتفاؤل عن طريق التعبير الفنى أقامت جماعة الفن المصرى معرضها الجديد حيث يقول الفنان محمد مرسى منسق جماعة الفن المصرى: «إن المعرض صياغة احتفالية فنية جمالية، وهو فكرة تجاوز الأوضاع الراهنة إلى ما هو أفضل واستعادة قدرتنا على الحياة حتى بتفاصيلها اليومية العادية بالرغم من وجود أى أفكار معوقة».

شارك فى المعرض 18 فنانا من جميع الاتجاهات الفنية، من بينهم: عمر النجدى، وإبراهيم الطنبولى، وعبدالفتاح البدرى، ومحمد طراوى، وخالد هنو، وطاهر عبدالعظيم، ومحمد جابى، وهانى رزق، والزعيم أحمد، وأحمد عبدالحميد، وميرفت شاذلى، وسحر الأمير، وجوزيف الدويرى وآخرون.

عرض الفنان التشكيلى عبدالفتاح البدرى لوحاته التصويرية عبر عن أهالى النوبة وأسوان مسقط رأسه ورقصة شعبية، يرقصون بالعصى يرتدون الزى الأبيض الملائكى الشفاف، البدرى له خصوصية تعبيرية وتقنية مميزة، حركة الأشخاص الدائرية تعزف خطوات إيقاعية موسيقية، لو اقتربت من اللوحة تسمع إيقاع النوبة، والمنظور هو أحد العناصر الأساسية فى أعماله الفنية، التى اعتاد البدرى أن يبهرنا بها، يصعب على كثيرين من الفنانين تناول هذا المنظور بنفس درجة الإبهار البصرى التى يحققها البدرى فى أعماله، ويمكننا أن نطلق عليه «منظور البدرى» فقد جعل متلقى العمل يشعر وكأنه الحاضر الغائب فى احتفاليات النوبة وأسوان.

الفنان التشكيلى أحمد عبدالحميد لا تخلو أعماله من وجود أزرق البحر وسماء لا تنهى تعلو البحر، وبين البحر والسماء أشخاص حائرة وتدير حوارا بين الطبيعة والواقع فى خيال خصب وثرى، تمرد «عبدالحميد»  على المذاهب الفنية واستخدمها فى لوحاته التصويرية مجتمعه دون انفصال عرض الفنان ثلاثة أعمال تصويرية زيتية، تجريدية الاختزال والتبسيط وإنما توحى بالتفاصيل، جعل المتلقى لا يشعر بالتجريد لوجود العنصر الإنسانى حول برؤية ومعالجة لونية.

الفنان التشكيلى خالد هنو عرض لوحات تصويرية زيتية عبر عن شتاء الإسكندرية اللوحات أقرب إلى الواقعية التأثيرية، يتشكل المشهد فى لوحاته من مجموعه لونية توحى بالدفء وحاله البردوة حين تتساقط الامطار،  المشاهد من عناصر الشارع الاشخاص المبانى الكبارى، «الفنان لديه قدرة أن يجعل الألوان ترسم الأشكال وليس إنتاج أشكال للتلوين، لا يوجد انفصال بين اللون والعنصر كلاهما مزيج خليط جمالى فنى، اللون الرمادى ودرجاته يعلو سماء المشهد بعد سقوط الأمطار فيجعل كل عناص المشهد تختبىء فى درجات لونية ساكنه صامته.

الفنان التشكيلى محمد الطراوى الذى دائما يطرح تساؤلات تشكيلية فى أعماله كيف يرى الفنان الواقع؟ وكيف يمكنه تلخيصه مع الاحتفاظ بصفته الواقعية، وليس التعبير عن الواقع بطريقة مباشرة، شارك بإحدى لوحاته الجديدة التى تحمل تجربة جمالية تمثل اندماجا ما بين العنصر الإنسانى والمكانى، رغم أن الأعمال منزوعة الزمان والمكان، ولكن زمنها  الفنى هو زمن ولادة العمل، وأيضا الضوء ليس له مصدر أو إضاءة خارجية ساقطة على العناصر، إضاءة مشعة من اللون نفسه ومن العناصر، لم يلتزم «الطراوى» بقيود وتقاليد فنية دائما البحث عن حرية فى التعبير والخروج من الثوابت المعتادة فى توزيع اللون والضوء. لم يحدد المكان بل جعله جزءا من العمل، وأعطاه غموضا يعطى فرصة للجدل والحوار.