الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرئيس الفلسطينى يطلب من الجامعة العربية التحقيق فى وفاة عرفات




كتب ـــ أحمد قنديل وخالد عبدالخالق
وإسلام عبدالكريم –وكالات الأنباء

صادف أمس الاثنين الذكرى التاسعة لاستشهاد الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات بمادة سامة مشعة، وتحل الذكرى السنوية هذه المرة فى ظل الكشف عن خبايا جديدة حول وفاته، إذ تم تسليم نتائج فحص لجهات سويسرية وروسية،أكدت أن الوفاة لم تكن طبيعية،وأن الرجل مات بفعل دس مادة البولونيوم له، تلاه اتهام واضح من رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوى لإسرائيل بالوقوف خلف تدبير الأمر.
لكن الجديد فى ملف عرفات بعد تسع سنوات على استشهاده هو حالة الخلاف الشديد بين حركتى فتح وحماس، فى ظل انعدام أى مؤشرات جديدة على العودة لعقد لقاءات مصالحة جديدة، وما صاحبها من دعوات لـ «حركة تمرد غزة» التى تدعو للخروج على حكم حماس لإسقاطه فى ذكرى استشهاد عرفات.
وطالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس، جامعة الدول العربية بتفعيل قرارها بتشكيل لجنة تحقيق دولية لملاحقة ومتابعة ملف وفاة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات والذى كشفت تقارير مؤخرا أنه مات مسموما بمادة البولونيوم المشع.
وجاء ذلك خلال لقائه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى، مساء أمس و طالب عباس بـتفعيل قرار الجامعة الصادر على المستوى الوزارى فى دورتها العادية العام الماضى بوجوب تشكيل لجنة تحقيق دولية لملاحقة ومتابعة ملف استشهاد الرئيس ياسر عرفات، خاصة أن التقارير الدولية أثبتت أن الرئيس ياسر عرفات قتل مسموماً.
من جانبه وبمناسبة الذكرى السنوية لوفاة عرفات أعلن موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسى لحركة حماس أن حركته وقفت مع «أبو عمار» ،حينما قاوم العدو الصهيونى ورفض التنازل عن القدس وسمح للعمل المقاوم فى الضفة المحتلة وقطاع غزة خلال انتفاضة عام 2000.
وأكد أن الوقوف إلى جانب عرفات كان رغم تفاوضه مع الاحتلال، واعترافه بإسرائيل، وتوقيعه على اتفاق أوسلو، كونه «قاوم الاحتلال».
وأعاد أبومرزوق التذكير بأن حركة حماس قالت منذ وفاة الرئيس الفلسطينى الراحل أنه مات «بفعل فاعل ولا بد من التحقيق»، وأنه «رفض بعض أصحاب الأصوات المرتفعة والأقلام المتلوثة كلامنا آنذاك».
فى المقابل  حاولت إسرائيل الدفاع عن نفسها ، إذ سارع المحامى «دف فايسجلس» مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق «آريئيل شارون» قائلا أن الزعيم الفلسطينى الراحل كان يعمل بشكل ضار للغاية فى السنوات 2001 و2002، ولكن فى عام 2004 كان على حافة الحياة السياسية، وكان محتجزا فى مقره ومنقطع الصلة، فمن ثم ليست هناك حاجة للمساس به – وفقا لتصريحاته.
وانتقد «فايسجلس» النتائج المنشورة عن المعهد السويسرى، زاعما أنها ليست واضحة تماما حتى الآن، لكنه أيضا قال إن عمليات الاغتيال ليست حدثاً غير معتاد فى المجتمع الفلسطيني، زاعما أنه يعلم من له مصلحة فى اغتيال «عرفات»، لكن بالنسبة لإسرائيل ليست هناك أية مصالح- على حد زعمه.
فيما كشف د.صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مسئول ملف المفاوضات أن قضية اغتيال القائد الرمز ياسر عرفات بالسم قد تصدرت الاجتماعات التى حضرها الرئيس محمود عباس مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، ومع وزير الخارجية الأردنى ناصر جودة وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربى.
وأضاف عريقات فى تصريحات له: هناك قرار ستقوم الجامعة العربية بمساعدتنا من خلال تشكيل لجنة تحقيق عربية ، وان الرئيس ابو مازن سيوفد إلى القاهرة لجنة تضم رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية، ووزير العدل على مهنا والدكتور عبد الله البشير، طبيب القائد الراحل أبو عمار، وذلك لتزويد الجامعة العربية بالتقارير التى قامت بها اللجان الطبية من سويسرا وروسيا وفرنسا.
وأعرب عضو اللجنة المركزية عن امله فى أن يتم تشكيل لجنة تحقيق دولية، وإزالة الستار عن هذه الجريمة البشعة ومعرفة من خطط وأمر بتنفيذها مشيراً إلى ان هذه القضية كانت على رأس جدول اعمال لقاءات السيد الرئيس فى عمان والقاهرة.
وقال د.عريقات «إنه مؤلم لكل المناضلين الفلسطينيين ولكل الشعب الفلسطينى ان يحيى الذكرى التاسعة لوفاة القائد المعلم والملهم ابو عمار، فى ظل هذه التقارير التى تشير إلى اغتيال قائدنا التاريخى بالسم، هذا الرئيس المنتخب ديمقراطياً من قبل شعبه والحائز على جائزة نوبل للسلام وصانع سلام الشجعان.
واكد أن وعد المناضلين للقائد الرمز هو بنقل جثمانه إلى القدس، وأن مناضلى فتح ومركزيتها ومجلسها الثورى وكل كوادر فتح وكل فلسطينى سيعمل من أجل الوفاء بهذا الوعد.
ودعا «د.عريقات» حماس إلى مراجعة مواقفها فى كل شىء حدث منذ منتصف يونيو 2007 إلى الان ، موضحاً أن الاخطاء تجلب الاخطاء. وأضاف ان حماس حفرت حفرة وهى تواصل حفرها، وان الحالة الفلسطينية لا تتقدم بل تنزل إلى اسفل بسبب هذا الانقلاب الذى يعرض المشروع الوطنى للخطر، ويعرض فرص اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس للخطر،لأن هذه الدولة لن تقام بدون قطاع غزة  الحبيب.