الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تشرنوبيل وفوكوشيما ولامحطتنا




محمد راشد
لا أعرف السر فى عشق الحكومات المصرية للسير فى عكس الاتجاه رغم أنها دائمًا ما تحسبنا أن سار أحدنا بسيارته عكس الاتجاه، ومنذ عامين تقريبًا قررت الحكومة القبض على من يسير عكس الاتجاه فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تسير حكومتنا «قدوتنا» عكس الاتجاه؟! فالعالم كله الآن يتجه إلى التخلص من المحطات النووية ونجد حكومتنا تصمم على السير فى عكس اتجاه العالم وتعلن عن بدء العمل فى إنشاء المحطة النووية بالضبعة ورغم اتجاه العالم للطاقة الجديدة والمتجددة من شمس ورياح وغيرهم ورغم إغلاق الكثير من الدول لمحطاتها النووية أو الإعلان عن الانتهاء من إغلاقها نفاجأ بما تفعله الحكومة المصرية رغم المتاعب الجامة والكبيرة التى قد تنتج من هذه المحطات إذا تعرضت لسمح الله لخطأ بشرى كما حدث فى تشرنوبيل أو لخطأ ناتج عن فعل من الأفعال الطبيعية كزلزال فوكوشيما.
تشرنوبيل:
لمن لا يعرف هى  محطة نووية ضخمة بها عدة مفاعلات نووية وتقع فى دولة أوكرانيا إحدى دول الاتحاد السوفيتى السابق وماحدث فيها يوصف فى التاريخ البشرى بالكارثة الكبرى.. ففى السادس والعشرين من ابريل عام 1986 انفجر أحد المفاعلات بالمحطة نتيجة لخطأ بشرى من أحد المهندسين الذين كانوا بالمنوابة فى تلك الليلة وأدى الانفجار إلى تدمير المحطة بالكامل، وكذلك إلى اضطراب فى إمدادات الكهرباء فى أنحاء الجمهورية، كما أدى إلى إغلاق الكثير من المصانع والمزارع وبلغت الخسائر المادية ما فاق الثلاثة مليارات دولار ولقى الآلاف حتفهم وتم إجلاء ما يقرب من ربع مليون شخص عن منازلهم، وكانت هذه نتائج أولية للكارثة وأعلنت فيم بعد تقارير رسمية لوزارة الصحة الأوكرانية قالت إن هناك ما يقرب من اثنين ونصف مليون شخص من سكان البلاد مازالوا يعانون بأشكال مختلفة نتيجة لما تعرضوا له من اشعاعات بخلاف ما يقرب من اثنين مليار دولار استخدمت لدفن المحطة مرة بصب الأسمنت وأخرى بصب الصلب، ولولا المساعدات الدولية ما استطاعت أوكرنيا التخلص من الكارثة.
فوكوشيما:
هو عنوان كارثة نووية أخرى جرت فى اليابان لأحدث محطة وأحدث تكنولوجيا موجودة فى هذا الوقت ولم يكن للبشر دخل بها فقد تكفلت الطبيعة بذلك هذه المرة فقد ضرب زلزال المنطقة الموجود بها المحطة فى الحادى عشر من مارس عام 2011 واستدعى هذا إعلان اليابان حالة الطوارئ النووية من المستوى الأول وتم إخلاء المناطق المحيطة بالمحطة لمسافة عشرين كيلو متر من جميع الاتجاهات، وكذلك تقييد حركة الطيران فى سماء نفس المساحة وقد علق أحد أكبر الخبراء الروس (ياروسولف شترومبخ) بأنه لم يتصور أن تحدث يوما كارثة مثل تشرنوبيل وقال إن كل الدلائل تشير إلى أنه أحد أخطر أنواع الحوادث النووية.
نحن وهم:
ولو تفاءلنا وتغاضينا عن هذه الكوارث التى حدثت فى بلاد متقدمة.. بجد فماذا نحن فاعلين فى المخلفات الناتجة عن المحطة؟!