الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدين لله والوطن للفلول




 محمد قبيصى
لا يجوز اطلاق اوصاف الارهابيين على اتباع التيار الاسلامى فى المجتمع المصر فهم ابناء جلده واحدة لهم منا ود ولنا فيهم كل صلات الوطنية والتعايش.. كما لا يجوز اعتبار ان الفريق عبد الفتاح السيسى بخارطة الطريق التى باركها الشعب وساندها هى من علامات الساعة الكبرى فاتجاه الفريق الى ايقاف قطار مرسى وانزال كل ركابه وتكهين القطار لايعنى بالمرة انه القى بقضبان السكك الحديدية فى البحر.. القضبان موجود وما اكثر من قطارات الديمقراطية التى ستنطلق فى مصر ولك ان تركب مع من تشاء وتغادره من تشاء..
حالة التخاصم والشحن بين الاسلاميين والفلول امر اثار دهشتى عندما وجدت الطرفين يدافعون بكل ما امتكلوا من قوة عن الديمقراطية وفؤائدها وسبل تطبيقها فى مصر.. ووقفت حائرا مثل كثيرين من ابناء هذا الشعب اشاهد وصلات الردح المطولة بين ارباب اللحى « فى الجزيرة بارك « وهليبة الحزب الوطنى « فى قنوات غسيل الاموال والمتحولون».
ما من ثمة شك فيما يخص اخواننا من الفلول والمتسلقين وابناء دولة مبارك العميقة انهم يعتقدون ان الدولة ستعود فى احضانهم تارة اخرى، وان الغلبة لهم اليوم لان الجيش ازاح الاخوان من السلطة فلو سلمنا لهم بهذه الرؤية لقلنا ان جيشنا الوطنى المحترم هو جيش الفلول يدافع عنهم ويحميهم ولو دققوا كما دققنا فى خطابات الفريق السيسى لوجدنا النفى التام على لسان الرجل.. السيسى فوض حارسا وامينا على حياة هذا الشعب وتحمل المسئولية امام الله فى حماية التراب المصرى وهو لا يعمل لدى شلة مبارك او كتيبة الحزب الوطنى سواء من فى طرة او خارجه.
وما من ثمة شك ان جرف التيار الاسلامى من مصر بحجه ان الاخوان تعثروا فى سنة اولى حكم او تم تعثيرهم وبالتالى فكل اسلامى فاشل وكل الاسلاميين مبعدون من دائرة صنع القرار فهذا ايضا وهم كبير.. فلو لم تتمكن الدولة فى استيعاب هذه الفئة الهامه من ابنائنا واخواننا من التيارات الاسلامية فهى بذلك تعطيهم شيكا على بياض فى انشاء دولة منفصلة لهم وليس النموذج العراقى ببعيد عنا.. فإخراس المحرضين والشتيمه والكارهين للاسلاميين واجب على الرئيس المؤقت الحالى.. فالدولة ملك للجميع وجيشنا العظيم لا يتبع فئة ويعادى فئة اخري.
بقيت نقطة هامة تخص هوية الدولة وقبلتها.. فمنذ ايام شاهدت محمد الغيطى وهو مقدم برامج بإحدى القنوات المصنفة بانها طابور خامس يستضيف شخصا يقول انه يجب ان تسن مادة فى الدستور تجرم كل من يدعى انه اخوانى او سلفى.. لم يعلق المذيع لان هواه معروف وهو لا يلام على ذلك استناداً لتاريخه.. لكن كل اللوم على من يكتبون دستورنا الحالى فمنهم من يوهم الناس ان الشريعة الاسلامية يجب ان تغفل قليلا حتى نؤسس للدولة المدنية، وان العلمانية الاوروبية ستحكم مصر مقابل اسلاميتنا وعليه فنحتاج الى تفسير جديد لمبدأ الدين لله والوطن للجميع انصافا للمرحلة وما سيتبعها.