الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الملحدون فى الأرض




أشرف أبو الريش
كنت أنتوى ألا أخوض فى مثل هذه القضايا الشائكة ولكن لم استطع أن أكتم ما يدور فى قلبى وذهنى وحديثى اليوم عن المسكوت عنه فى مصر.. الإلحاد والملحدون.. عندما تجلس بالصدفة مع أحد الأشخاص ويرتاح معك فى الحديث.. تفاجأ بعد فترة ليست بالقصيرة بأنه ملحد.. هذا ما تعرض له أحد أصدقائى.
ودار نقاش طويل مع الشخص الملحد لكى نؤكد له أن الله موجود فى كل مكان ولولا الله ما كانت السموات والأرض ولا البحار والأنهار..
المشكلة أن من يلحد من الصعب أن يرجع إلى دينه مرة أخرى إلا من رحم ربى.. والغريب أن الملحدين أعدادهم ليست بالقليلة على الرغم من أن الأعداد لا تتجاوز العشرات أو المئات فى مصر.
صديقى الذى أخبرنى بهذه القصة يقول إن الشخص الملحد الذى يعرفه دائمًا ما يقول إن شاء الله وبإذن الله وإذا أراد الله.. ضحكت عندما سمعت منه ذلك حينما يقول الشخص إن شاء الله كيف يكون ملحدًا.
فهذه العبارات تدل على الإيمان بالله.. رد قائلاً: إن تلك العبارات شائعة نتيجة التربية والنشأة فى مصر.. اليهودى يقول إذا أراد الله.. والمسيحى يرد بإذن ربنا.. المسلم يقدم المشيئة فى كل أمر يقبل عليه.. إذًا أين المشكلة.
شعرت أننى سأدخل فى دوامة من الحديث لا تنتهى، ولكن حكى لى صديق آخر يعمل فى سويسرا منذ سنوات طويلة عن حالة غريبة يصاب بها الكثيرون فى هذه الدولة وهى الإحباط والاكتئاب والعزلة التى تؤدى فى نهاية الأمر إلى الانتحار.. والانتحار لا يكون عن هؤلاء فردا  ولكن جماعات.. على الرغم من كل ملذات الحياة ورفاهية العيش التى يتمتعون بها فى أكبر بلد فى العالم للمال والأعمال سويسرا.. ضحكت كثيرًا عندما سمعت هذا الحوار أيضًا وقلت له الحمد لله.. ما أروع الإيمان، حينما يوقر فى القلب ويصدقه العمل.. ما أروع ما أنزل الله على الخلق من أديان تجعل لهم رابطًا بالخالق الواحد الأحد... يهرعون إليه ويطرقون بابه فى أى لحظة فالباب عنده لا يغلقه أبدًا ولا يرد من يسأله شيئًا حتى ولو كان ملحدًا.. ما أعظم هذا الخالق وما أروعه، حينما قال فى كتابه «وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون».
وما أروع حوار الخالق مع الخليل إبراهيم عليه السلام عندما دخل عليه رجل كبير فى السن فقدم له الخليل الطعام.. فلم يذكر الرجل اسم الله قبل أن يأكل فنهره الخليل على عدم ذكره اسم الله.. فخرج الرجل من عنده وكان لم يفرغ من طعامه وفى تلك اللحظة ينزل جبريل على الخليل يقول له «إن المولى يقرؤك السلام ويقول لك هذا الشيخ يطعمه الله ويسقيه منذ سبعين عامًا ولم يذكر اسم الله مرة واحدة.. وأنت يا إبراهيم تنهره من أجل طعام قدمته له مرة واحدة.. فتعجب الخليل وخرج وراء الشيخ وقص له ما دار بينه وبين جبريل.. فبكى الشيخ ودخل فى دين الخليل عليه السلام.. وكان  كلما قابل إبراهيم عليه السلام هذا الرجل يقوله له.. أهلاً بمن عاتبنى فيه ربى.
وللحديث بقية إن شاء الله