الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر وروسيا «إيد واحدة»!




كتب ــ أحمد عبدالعظيم وحمادة الكحلى
خريطة جديدة للعلاقات الاستراتيجية، بدأت ملامحها تكتمل أمس بعد زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين إلى القاهرة، خاصة فى ظل تأكيد نبيل فهمى وزير الخارجية أن مصر تدرس شراء أسلحة روسية.
وكان فهمى قد التقى أمس قبل استقباله سيرجى شويجو وسيرجى لافروف وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين، وفد تيار الاستقلال وممثلى القوى السياسية والذى قام مؤخراً بزيارة موسكو لشرح حقيقة الأوضاع فى مصر للمسئولين الروس.
وقال السفير محمد العرابى وزير الخارجية السابق و أحد أعضاء الوفد العائد من روسيا أن زيارة الوزيرين الروسيين لها دلالة سياسية قوية تعكس رغبتها السياسية فى دعم العلاقات مع مصر.
وأضاف العرابى قائلاً: «قدمنا للوزير نبيل فهمى تقريراً شاملاً عن الزيارة التى قام بها الوفد مؤخراً لروسيا الاتحادية فيما قام فهمى بعرض وجهة نظره حيال المباحثات المقرر إجراؤها بالقاهرة مع الوزيرين».
وأشار إلى أن الوفد نقل وزير الخارجية ما لمسه من استعداد روسيا الكامل للتعاون مع مصر فى الفترة القادمة.. مؤكداً أن روسيا تعتبر عودة علاقاتها مع مصر مكسباً استراتيجيا.
بينما أكد مصدر سيادى مسئول أن وزير الدفاع الروسى سوف يعرض على وزير الدفاع المصرى الفريق أول عبدالفتاح السيسى خلال اللقاء المزمع عقده بعد ساعات خطة التعاون العسكرى التى يمكن تنفيذها بين الجانبين.
وأشار المصدر إلى أنه سيتم الاتفاق على عقد لقاءات مشتركة بين قادة القوات المصريين ونظرائهم الروس للكشف عن احتياجات مصر من الأسلحة، وأنه من المقرر أن يتم البدء بالتعاون فى مجال التسليح البحرى وتزويد مصر بصواريخ بعيدة المدى وغير ذلك.
أما سيرجى كيربيتشينكو سفير روسيا الاتحادية لدى القاهرة فأكد أن زيارة وزيرى دفاع وخارجية بلاده مفصلية ومهمة فى تاريخ العلاقات بين مصر وروسيا ومرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين.
وحول اللقاء الرباعى الذى سيجمع وزيرى دفاع وخارجية البلدين، قال سفير روسيا إن هذا اللقاء هو الأول من نوعه بصياغته المعروفة باسم «2+2» لأن هذه الصياغة تجرى فقط مع كبرى دول العالم، مثل الصين وألمانيا وفرنسا وأمريكا واليابان، مشيراً إلى أن الزيارة بهذه الصياغة تعتبر فصلاً جديداً فى مسيرة العلاقات القائمة بين القاهرة وموسكو.
وعن التسليح قال سفير روسيا موضوع مشتريات السلاح وموضوعات الدفاع مطروحة للنقاش باستمرار ونحن فى روسيا ننظر إليها بكل إيجابية.
وبعيداً عن المستوى الدبلوماسى، أكد الكاتب الروسى ديمترى دوبرودييف أن زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين للقاهرة وعقد محادثات ثنائية فى «2+2» حدث له أهمية بالغة وتقريباً يذكرنا بالأحداث التى جرت قبل 60 عاماًَ.
وأشار الكاتب الروسى إلى أن إدارة «الضباط الأحرار» بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قررت طلب المساعدة من الاتحاد السوفيتى عندما كانت هناك محاولة فاشلة بطلب المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت النتيجة تعاونا طويل الأمد فى المجال العسكرى التقنى المصرى الروسى، وبناء السد العالى فى مصر وإعداداً للحرب مع إسرائيل.