الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إهدار 200 مليون جنيه فى محطة صرف صحى «رشيد»




البحيرة - روزاليوسف
«رشيد» بلد المليون نخلة، والمدينة المصرية الثانية بعد القاهرة من حيث عدد الآثار الإسلامية الموجودة، التى تشكل متحفاً مفتوحاً للعمارة الإسلامية بتراثها المعمارى والزاخر والفريد حيث حباها الله بمقومات طبيعية ساحرة وموقعا جغرافياً نادراً عند نقطة التقاء النيل والبحر المتوسط، ورغم كل ذلك لم يلتفت إليها أحد ولا تزال المدينة العتيقة تئن من أوجاعها دون أن تجد من يداويها.
حكومات كثيرة تعاقبت عليها، ومحافظون كثر أيضا تبدلوا واحدا تلو الآخر، ومع كل قيادة جديدة، يتم الإعلان عن خطط، ومشروعات لتطوير المدينة لوضعها فى المكانة التى تليق بها ولكن سرعان ما يفتر الحماس، وتتبخر الوعود وتبقى رشيد على حالها ومشكلاتها المزمنة.
ولعل مشكلة الصرف الصحى واحدة من أكبر المشكلات فى تلك المدينة، فالشوارع غارقة فى برك ومستنقعات الصرف بشكل شبه دائم، وهو ما أصبح يشكل عبئًا ومعاناة لأهالى المدينة، وخطراً على العديد من المبان الأثرية.
يقول وليد صالح -كاتب وسياسى- «تم إنفاق 200 مليون جنيه على مشروع الصرف الصحى برشيد، الذى استغرق تنفيذه أكثر من 18 عاما ولم يعمل بكامل طاقته حتى الان رغم افتتاح الرئيس الأسبق «مبارك» له فى يوليو 2009، والمشروع يشمل انشاء محطة تنقية ومعالجة على مساحة 90 فدانا، بطاقة 20 الف متر مكعب يوميا».
وأضاف صالح: «إنه على الرغم من قيام مجلس مدينة رشــــيد بتحصيل مبلغ 200 جنيه من كل وحدة سكنية برشيد مقابل توصيل الصرف الصحى للمنازل إلا أنه لم يتم حتى الآن استكمال توصيل الصرف لجميع الوحدات، هذا بخلاف الاخطاء الفنية التى شابت تنفيذ المشروع وتسببت فى الأعطال التى ظهرت مع بدء تشغيل المشروع».
ويضيف السيد العاصي، الخبير السياحى أن العديد من المناطق الأثرية، بمدينة رشيد، مهددة بالخطر، بعد محاصرتها بالمياه الجوفية ومياه الصرف الصحى صيفاً وشتاء، خاصة المساجد والمنازل الأثرية التى قامت هيئة الآثار بترميمها.
وأوضح العاصى أن الشوارع الفرعية من المدينة والقريبة من بعض البيوت والمساجد الأثرية كحى زغلول وسوق السمك القبلى باتت فى حالة مؤسفة مطالبا محافظ البحيرة بإنقاذ مدينة رشيد من الغرق فى المياه الجوفية والصرف الصحى والمحافظة على المناطق الأثرية بها باعتبارها احد أهم المناطق الحيوية والثقافية فى المحافظة والمصدر الرئيسى فى نقل الثقافة إلى العالم الخارجى.
ويشير على الملا - محاسب- «إلى أن هناك العديد من المناطق الآثرية التى تواجه خطر الانهيار بسبب سوء منظومة الصرف، مثال لذلك مسجد «المحلي» وهو ثانى أكبر مسجد برشيد بعد مسجد «زغلول»، فالمياه الجوفية ارتفاعها ومنسوبها أعلى من المسجد مما سيؤدى الى انهياره وتدميره، خصوصاً أن اعمال الترميم به متوقفة منذ أكثر من عامين بسبب الازمة المالية الذى يمر بها المجلس الاعلى للآثار.
وتقول سوسن حسن - ربة منزل- «مللنا من تلك المشكلة التى لا تنتهى، ويأسنا فى ظل عدم وجود حل لها رغم تتابع المحافظين عليها بدءاً من عادل لبيب مروراً بشعراوى وانتهاء بمحافظى الثورة هندى، والحملاوى، وهدهود، نعانى يومياً فى ذهاب أبنائنا إلى مدارسهم، ونتعرض للإصابة بالأوبئة وأمراض التلوث وانتشار الذباب والبعوض».
أما حمدى إسماعيل - محاسب- فيقول «ما أن تدخل مدينة رشيد تشتم رائحة تزكم الانوف من العفن والعطن، الناجم عن عدم وجود منظومة سليمة للصرف الصحى بالمدينة، وامتلاء الشوارع بمياه المجارى طوال العام، أما فى الشتاء فالمأساة مضاعفة، ومع أول نوة شتاء تتحول شوارع المدينة إلى برك ومستنقعات، تحول حياة المواطنين إلى عذاب حقيقى».