الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نجاح التعليم.. والشروط الفاعلة




د / صبرى هاشم محمود هاشم

إن التنشئة الصالحة للأبناء، والنمو بهم لأقصى إقتدار متاح، وفق ما تتحمله استعداداتهم عن طريق تأهيلهم - تربويا وعلميا.
إن ذلك كله،وما يدخل فى رحابه،يمثل مطلبا،لعله الأهم فى ترتيب الأولويات لشعوب العالم كافة -المتخلف منها والمتقدم، وما أشد حاجتنا اليوم أن تخطو مسيرتنا التربوية فى اتجاه بناء الفرد والمجتمع على ركائز قويمه من الأهداف السامية وما يصدر عنها من سلوك متميز...أيكفى أن نقنع فى صياغة الأهداف التربوية بعبارات استعراضيه رنانة وأن نتخذها مجرد " ديكور" يبهر الناظرين ويسرهم ..أنكون بذلك- وحده- قد بلغنا الشأو البعيد على طريق المباهاة والشعارات ..؟ أم على طريق التربية المنشودة؟أم أن ثمة مسافات شاسعه يلزم أن نقطعها بوعى وإصرار،وإن اقتضانا الأمر بذلك الجهد وتحمل المعاناه والصبر؟ إن صياغة الأهداف - جيدة شامله،وإمكان ترجمتها بأمانه إلى سلوك وواقع -واحد من إنجازات تربية متفوقة-ولكنها -أى الصياغة -تظل مجرد خطوة على طريق لاتغنى بذاتها، ولايفيدنا- قطعا- أن نشدو بها فى المحافل لفتا للإنتباه،وسدا للفراغ..وإنما يلزم للقائمين على الأمر التحلى باليقظة،والدراية،لكى يبينوا أى شروط لابد من توافرها ورعايتها سعيا وراء نجاح للتربية منشود، ومؤزر...نعم إن ثمة شروطا لامحيص عن الأخذ بها تمكن المشتغلين بالتربية عند التخطيط، والتنفيذ، والتطوير،أن يكونوا على علم وبصيرة بها ومن بين هذه الشروط الإيجابى والسلبى ومن بين الشروط الإيجابية..  من العام إلى الأقل عمومية:
  تتدرج أهداف التربية عادة على شكل هرمى فثمة أهداف عامة، مشتركة بين الجميع توضع فى الاعتبار عند الانتقال إلى ما لكل مرحلة من خصائص أقل عمومية وأكثر تمايزا .. ثم تتدرج الأهداف من خلال المناهج، والمواد، والأنشطة.. وإذا كان لكل منهج مقاصدة المميزة فلا بد أن تتآزر الأهداف لكل وحدة من جهة وأن تتآزر كذلك، وتتكامل مع غيرها من المناهج الأخرى ...وهنا يتحتم  ألا يستهان بأى دور، لأى منهج - كما يفعل البعض خطأ- إذ يقتضى العدل والإنصاف تلبية مقومات الشخصية جميعها، تلبية شمولية، وتلبية متوازنة.. إن كل منهج ونشاط يكتسب أهميته من قيمة الأهداف المنوط به، وليس من حجم المادة والوقت المقرر أو من حيث الدرجة، فقد يحدد لمنهج معين وحدات وموضوعات قليلة من حيث الكم، ومع ذلك يظل لمثل هذه المناهج اعتبارها الكبير فى التأثير فى الشخصية تكوينا واتجاها مرغوبا.. من يمتلك جرأة الحكم على الاستهانة بدور التربية الفنية فى تنمية المشاعر والأذواق..ومن ينكر دور التربية الرياضية فى بناء الأجسام، أى رأى بعيد عن الوعى ذلك الذى لايعطى لطرق البحث العلمى، وأساليب الدراسة المبدعة - حقها فى توجيه الأفراد، والمجتمع توجيها سديدا، بعيدا عن الذاتية والمزاجية والتعثر.
  ألا تتفقوا معى أن اختيار الأهداف يستتبعه حسن اختيار للمناهج التى تملك أكثر من غيرها الانتقال من مرحلة الأمانى إلى حاله السلوك المتوافق، المقصود، البناء.
نكمل العدد القادم