الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الملحدون فى الأرض 2






ما زال موضوع الإلحاد من الموضوعات الشائكة التى تطفو على السطح فى هذه الأيام.. بحثت فى العديد من الكتب لكى أطلع على فكر الملحدين فى شتى العصور فوجدته متشابها.. وجذب انتباهى أهم ما كُتب فى هذه القضية حديثاً وهى عدة أسئلة مهمة تدور بين شخص مسلم وآخر ملحد، والكتاب لعل الكثيرين قد قاموا بقراءته وهو أحد أهم مؤلفات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله (حوار مع صديقى الملحد).
لا أريد أن أقوم بعرض لما فى هذا الكتاب فى الوقت الحالى، وإنما أحاول أن أبسّط مفهوم خطورة الإلحاد فى المجتمعات وتحديداً فى المجتمع الشرقى، وخاصة العربى المسلم.. والحقيقة أن الإلحاد موجود فى معظم العصور.. كما أن الإيمان بالله لا ينقطع منذ أن خلق الله الدنيا ومن فيها، والأرض وما عليها فالخالق العظيم عندما جعل من الأرض سكننا لمخلوقاته من الجن قبل الإنس.. فكان الملائكة يسبحون الله ويقدسونه ولكن عندما أراد المولى أن ينزل آدم من السماء إلى الأرض.. فرد هؤلاء بأن قالوا: «أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك» كان الجواب من العلى القدير «قال إنى أعلم ما لا تعلمون» إلى آخر الآية.. ولذا لابد أن نثق كل الثقة أن الله يعلم أحوال عباده جميعاً إنس أو جن أو ملائكة.. إيمانهم أو عصيانهم كله فى علم الغيب عنده.. إذا ما كفرت الخلائق وأنكرت وجود الخالق الذى صنعهم بقدرته لن يضر الله ذلك شيئاً ولن ينقص من ملكه وقدرته وحكمته فى الكون ذرة واحدة ولو كان العكس أن رضخ الجميع إلى الواحد الأحد لن يزيد ذلك فى ملكه شيئاً وتتجلى ترجمة هذا الموقف عندما يقول الله فى كتابه «فمن شاء فليئومن ومن شاء فليكفر» مطلق الحرية الكاملة لكل شخص أن يختار طريقة حياته.. الايمان أو الكفر.. والتجارب فى هذه الحياة تثبت أن المؤمنين هم السعداء فى الدنيا والآخرة، أما الكافرون والملحدون فهم التعساء وهم أيضاً الأغبياء، فعلى الرغم من كل الحرية التى لا حدود لها فى الأفعال والتصرفات.. سواء فى الملذات مثل شرب الخمر وإقامة العلاقات المتعددة وإلى غير ذلك من الشرور التى حرمّها الله فى شرائعه فإنهم يشعرون بالغربة والوحدة بل والتعاسة فى كثير من الأحيان ليصل بهم المطاف فى النهاية إلى الانتحار.
وللحديث بقية إن شاء الله