الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الإخوان فى خدمة الـ «سى. أى. إيه»




الوثائق السرية التى أعلنت عنها المخابرات المركزية الأمريكية «سى. أى. إيه» الخاصة باتفاقية «كامب ديفيد» للسلام بين مصر وإسرائيل حول الدور الذى لعبه الرئيس الأسبق جيمى كارتر فى الوصول للسلام وأيضا الدور الذى قامت به المخابرات الأمريكية لتذليل العقبات التى واجهت الطرفين وأيضا الوثائق الأمريكية السرية التى تثبت أن جماعة الإخوان تلقت أموالًا من الرئيس الليبى السابق معمر القذافى لإسقاط الرئيس الراحل أنور السادات فى نفس التوقيت الذي كان يعمل السادات لإخراج جماعة الإخوان من السجون والسماح لهم بالعمل السياسى وعودة الجماعة إلى الظهور فوق الأرض.. وغيرها من الوثائق الأخرى التى تخص الشأن المصرى، لابد أن نقف أمام توقيت تسريب هذه الوثائق وفى هذه المرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر.. نعم الولايات المتحدة يحكمها قانون خاص بنشر الوثائق السرية الخاصة بالدول الأخرى.. وأن هذا القانون يتضمن مرور فترة زمنية معينة على تلك الوثائق للإفراج عنها.. ولكن لنا أن نلاحظ أن اختيار الوثائق نفسها يتعلق بطبيعة علاقتهم بالدول التى تخصها هذه الوثائق.
 إن توقيت الإعلان عن تلك الوثائق فى ظل المرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر يأتى من أجل تشويه صورة رؤساء مصر العكسريين والهدف الواضح هو التأثير على الحملات الداعية لترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية والمدقق فى هذه الوثائق السرية يجد أنها أرادت إظهار مساوئ رؤساء مصر «العسكريين» بأن جميعهم تم التجسس عليهم من جانب أمريكا وإسرائيل ولا شك أنه أيضا مرتبط بما يحدث من تقارب بين مصر وروسيا الآن وطرق توطيد العلاقات بين البلدين من أجل التشويش على الاتفاقيات المتوقع حدوثها.
إن الولايات المتحدة مازالت تلعب دور الوسيط غير النزيه مثلما لعبت نفس الدور فى اتفاقية السلام، نعلم جيدا أن الولايات المتحدة لن تترك التقارب المصرى الروسى يمر فى سلام، إنها مازالت تطبق مبادئ الحرب الباردة والمخابراتية للضغط على مصر ومساعدة شريكهم السابق والحالى جماعة الإخوان من أجل تحقيق مصالح الأمريكان أنفسهم.
ولكن لأن جماعة الإخوان الإرهابية لا يهممها الوطن ولا مصلحة الشعب المصرى لأن حلمهم الأكبر هودولة الخلافة فعندما قال مرشدهم الأسبق مهدى عاكف «طظ فى مصر» الرجل لم يكن يعبر عن نفسه فقط بل كان يعبر عن أفكار الجماعة ورؤيتها لمصر.
وإذا كان الأمريكان يحاولون الضغط على صانع القرار المصرى بهذه الوثائق واستغلال ذلك فى التأثير على الرأى العام لدى جموع المصريين.
فإن جماعة الإخوان من جانب آخر تعمل على خدمة المصالح الأمريكية شريكهم المهم فى هذه المرحلة ونشاهد مظاهرات هنا ومظاهرات هناك.
نعم الدولة المصرية نجحت فى التصدى لهذه الجماعة الإرهابية وتقف بحزم ضد التخريب والعنف والإرهاب الذى تمارسه هذه الجماعة وعلى الرغم من أننا نرى أن الدولة لا تتدخل بالشكل المطلوب.. ولكن نجحت الدولة فى تقليص حجم الإرهاب الإخوانى ونجحت فى تحويل بعض الجماعات السلفية للوقوف ضد الإخوان وأخيراًما أعلنت عنه الجماعات السلفية بدمياط من خروجها من تحالف دعم الشرعية «الإخوان» كل هذه العوامل أثرت فى قدرة الجماعة على الحشد والقيام بمظاهرات ضخمة مما كشف الحجم الطبيعى لهذه الجماعة مما دفعها لاستخدام ورقة العمال الذين يعملون فى مصانع الإخوان والتهديد بتشريدهم للضغط على الدولة المصرية، وتصدير مشكلة جديدة لها.
المهم أن يدرك الشعب المصرى حجم المؤامرة التى تحاك ضد تقدمه وضد استقراره ومواجهة هذه الخطط الشيطانية التى تخطط لها المخابرات الأمريكية وتنفذها على أرض الواقع التنظيم العالمى لجماعة الإخوان الإرهابية.. يجب أن يقف المصريون صفا واحداً ضد الإرهاب وضد الأخونة والانتصار للدولة المصرية العظيمة وأن يكون الهدف الأسمى والأعظم هو بناء مصر العظيمة بأبنائها حتى نترك لأحفادنا بلداً عظيمًا على رأس الأمم ولا أجد أفضل من قول الشاعر العظيم جبران خليل جبران:
ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء.. وكل جزءيحسب نفسه أمة..
وقوف المصريين صفًا واحداً لا مطالب لهم سوى تقدم مصر هو لطمة وصفعة قوية ضد مخططات المخابرات الأمريكية ومنفذى المخطط من جماعة الإخوان المسلمين.