الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

موجز تاريخى لـ«السعادة» فى كتاب جديد عن «عالم المعرفة»




كتبت- رانيا هلال

يبحث الجميع عن السعادة من الولادة وحتى الممات ويفسر كل باحث عن السعادة بطريقته الخاصة وحسب ما يراه تعريفا يتفق مع تجاربه وخبراته وأمنياته فهل للسعادة تعريفات عدة أم تعريف واحد يتفق عليه الحكماء؟ للإجابة عن هذا السؤال أصدرت سلسلة عالم المعرفة - التى يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب فى الكويت- كتابا جديدا بعنوان «السعادة.. موجز تاريخى»، تأليف نيكولاس وايت، وترجمة الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلى المصرى للثقافة.

يحاول هذا الكتاب تفسير معنى السعادة فى كتابات الفلاسفة الذين انشغلوا بها منذ عصر الفلاسفة القدماء الذين يركز عليهم المؤلف بشكل واضح، وهو يبرز بوضوح مدى ما هنالك من تضارب فى المواقف والآراء حول الأهداف والرغبات التى تتعلق بالسعادة

و المؤلف يتتبع هذه النظريات وغيرها بإيجاز بدءا من أفلاطون وأرسطو، والروائيين حتى الفلاسفة النفعيين فى العصر الحديث، بل إنه يعرج على نيتشه الذى يقف على مشارف الفكر المعاصر، ويشير الكتاب بشكل عابر إلى من جاء بعده من المعاصرين.
ولا شك فى أن سبب ذلك أن الكتاب يعنى فى المقام الأول بنظريات السعادة كما تجلت فى عصرها الذهبى لدى القدماء والمحدثين، وبهذا الاعتبار ينبغى عدم التعامل مع هذا الكتاب باعتباره كتابا جامعا لمختلف المواقف الفلسفية من معنى السعادة حتى فى الأزمنة التى يركز عليها، كما لا يمكن إغفال ما فيه من قيمة حينما يثير لدينا الشك فى اقتناعاتنا التقليدية التى نؤمن بها فى ما يتعلق بمفهوم السعادة.
ولا شك فى أن هذا التشكيك فى مواقفنا من السعادة له قدر كبير من الأهمية، لأنه يسهم بذلك فى تعليمنا التخلص من مواقفنا الراسخة، وتلك إحدى المهمات الكبرى للتفكير الفلسفي. وينتهى المؤلف من خلال بحثه الموجز هذا فى التاريخ الفلسفى لمعنى السعادة، إلى أنه لا وجود لمعنى عام يمكن أن نسترشد به فى كل موقف، وأننا يمكن أن نحيا السعادة ونتصرف بما يكفل لنا تحقيقها من دون أن نكون موجهين بمفهوم عام ينطبق على كل حالة أو موقف.