الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«خطاب المعزول» هدد علاقاتنا الخارجية.. ومصر طرف أصيل فى المصالحة السورية





■ نريد أن نقرأ معك أوراق ملف المشرق العربى من حقيبتك الدبلوماسية؟
- ملف المشرق العربى يضم سوريا والعراق والاردن ولبنان ومن اهم الملفات الملف السورى اما العراق ولبنان فيعانيان بشكل أو بآخر من بعض المشاكل السياسية وما يحدث فى سوريا يؤثر على مصر بشكل عام والامن القومى المصرى بشكل خاص ومن مصلحة مصر ان تهدأ وتستقر سوريا لانها تمثل البوابة الشرقية لمصر والمشرق بشكل عام أما الأردن فبها نصف مليون مصرى ولكنها مستقرة سياسيا ليس هناك تخوف على نظامها السياسى ولو قامت مظاهرات  للمطالب الاقتصادية  ستؤثر على العمالة المصرية بها ورغم ذلك قامت بعض المظاهرات بمناطق متفرقة فى اطار سياسى معين.
مصر كل غزاتها جاءوا من الشرق بالتالى ومصر وسوريا بينهما علاقات شراكة ومشاركة الجيش السورى شارك الجيش المصرى فى حرب 6 اكتوبر1973 وحاليا عدم استقرار سوريا ووجود حرب أهلية أو تفتت الدولة السورية يحمل معه مخاطر كبيرة على الامن القومى المصرى.
■ هل تتوقعين تدخلا عسكريا غربيا فى سوريا؟
- التدخل العسكرى ليس بالضرورة يكون بالجيوش  فحاليا هناك تدخل دولى واقليمى فى سوريا بشكل او بآخر ويؤثر بالتالى على تطور الاحداث بسوريا وهو اخطر لانه يؤدى الى تفكيك الدولة السورية الى دويلات (سنية  وشيعية وعلوية وكردية) كله سينعكس بالسلب على دورها لأنها لو انقسمت لدويلات ستؤدى الى مواجهات مع كل الدول العربية بما فيها مصر. 
■ كيف قرأت تأثير الخطاب الرئاسى بحضور المعزول لمؤازرة سوريا  تأثير على المشرق العربي؟
- كان من اخطاء النظام السابق اقامة حفل لمؤازرة سوريا والقى فيه خطاباً طائفياً ويلقى ببذور الحرب الطائفية السنية الشيعية.
والخطاب الطائفى الذى القاه  فى مجمله اساسا الهدف  منه مساندة الشعب السورى فهل مساندته تأتى عبر تعزيز عوامل الفرقة بين السنة والشيعة التى تؤدى لتفتيت سوريا على الرغم ان كل طوائف المعارضة  تحاول ان تنفى طبيعة الخلاف الطائفى هو خطأ استراتيجى مما أثر على عملنا كمسئولين بوزارة الخارجية فى الملف السورى وعلى العلاقات المصرية السورية، وعلى الرغم من معارضة مصر لما يحدث من نظام بشار فى سوريا الا النظام السورى الحالى يعرف ان مصر تهمها مصلحة الشعب السورى ومصلحة سوريا كدولة ومصر لا تعمل لاجندة خاصة ولا لخدمة اهدافها الخاصة وعلاقاتنا الدبلوماسية مع النظام السورى  شبة مقطوعة بعد سحب السفير المصرى منها و وجود قنصل سورى لمتابعة اوضاع الجالية السورية بمصر والتى قد تصل الى ثلاثة أو اربعة ملايين مازالوا بمصر. 
كما أن علاقتنا كانت ستسوء مع العراق بسبب هذا الخطاب.
■ إذن العلاقات المصرية السورية متوقعة؟
- نعم علاقتنا بالنظام متوقفة وليس هناك اتصال رسمى مع النظام  السورى وسبق ان اشرت الى وجود قنصل سورى بمصر وقنصل مصرى فى سوريا  ونحن نساند المعارضة السورية والشعب السورى  ككل ايضا مقر الائتلاف الوطنى للمعارضة يوجد فى القاهرة ودائما نجتمع بكل فصائل المعارضة.
وعلى المستوى الدبلوماسى القنصل المصرى بسوريا استطاع ترحيل 5 آلاف مصرى كانوا يشكلون معظم الجالية المصرية بسوريا عن طريق الخطوط الجوية السورية او لبنانية ولم يتبق الا حوالى بضع مئات مصرى يعيشون داخل سوريا ودائما نطمئن عليهم.
■ هل تستطيع مصر ان تدخل فى المصالحة بين القوى المعارضة والنظام السورى؟
- مصر أساساً طرف فى محاولة التوصل لحل سياسى للأزمة السورية  و نتخذ موقفاً واضحاً من نظام  بشار السورى ومن الصعب ان يستمر هذا النظام  بعد  قتل مائة الف سورى وتدمير البنية التحية للدولة موقفنا واضح  ومصر عضوة من خلال مجموعة الدول الداعمة للشعب السورى المكونة  من (11 دولة) والتى تجتمع دوريا على مستوى كبار المسئولين او على مستوى وزراء الخارجية والدول هي (الولايات المتحدة الامريكية وانجلتر المانيا وايطاليا ومصر والاردن وقطر وتركيا والسعودية والامارات وفرنسا) التى اجتمعت مؤخرا فى لندن على مستوى وزراء الخارجية  وتم الاتفاق على (مؤتمر جنيف 2) لإقرار ما تم التوصل اليه فى (وثيقة جنيف 1) وهو قيام سلطة حاكمة فى سوريا كاملة الصلاحيات تتولى السيطرة على جميع الملفات بما فيها الملفات الامنية من (جيش ومخابرات والشرطة ) على ان تقوم هذه السلطة اثناء توليها الحكم بتنظيم انتخابات جديدة ووضع دستور جديد وقانون للاحزاب.
فالدول الداعمة لسوريا تؤيد عقد (مؤتمر جنيف 2) من وجهة نظرى هناك صعوبات كثيرة امام المؤتمر جنيف 2 خاصة ان نظام بشار مازال متمسكاً بالسلطة لدرجة تصريحات الرئيس بشار الاسد بامكانية ترشحه لانتخابات الرئاسة فى عام 2014.
■  ماذا  اذا لم يلتزم بشار الاسد  بتعهداته بنزع الاسلحة الكيماوية؟
- سينتهى المفتشون الدوليون من مهمة عملهم بسوريا فى نصف العام المقبل بعد تحديد أماكن وسائل الانتاج ووسائل توصيلها ثم يبدأؤن عملية تدمير هذه الاسلحة.
■ ماذا عن وجود تنظيمات ارهابية فى سوريا؟
- تنظيم الدول الاسلامية فى العراق والشام وهو مرتبط بتنظيم القاعد كما توجد جبهة النصرة التى اعلنت ولاءها للقاعدة ولكن فى المجمل فإن العناصر الاجنبية التى تحارب فى سوريا لا تزيد على 10 او 15 % وهى ليست جزءاً من الجيش السورى الحر الذى يتشكل معظمه من ضباط وجنود سوريين تركوا الجيش اعتراضا على سياسات بشار الاسد فاستمرار الصراع يؤدى الى تزايد نفوذ هذه الجماعات الارهابية التى تشكل خطورة على الامن القومى المصرى.
■ هل هناك  تدخل اسرائيلى  فى سوريا؟
- حدثت بعض الاحتجاجات نتيجة لوجود قوات دولية مع وجود بعض الاتفاقيات بين سوريا و اسرائيل وطبيعى أن تراقب اسرائيل المشهد السورى عن قرب فهى لا تتدخل   الا فى حالة الهجوم عليها  او لمنع وصول اسلحة لحزب الله فى لبنان.
■ لماذا لم يقتد الجيش السورى بنظيره المصرى؟
- بالنسبة لمصر هى دولة موحدة متجانسة ومتكاملة من آلاف السنيين فمصر  ليس بها طوائف  مختلفة لا يوجد تشابه بين مصر وسوريا فجيشنا وطنى وليس طائفياً.
أما الجيش السورى فيعانى من وجود عوامل طائفية واختلاف الطوائف داخل سوريا التى تؤثر على توجهات الجيش.
■ كيف تصفين دور حزب الله  فى لبنان وسوريا؟
- حزب الله هو مكون اساسى داخل لبنان ما ننتقده هو تدخله فى الشأن السورى ويعتبر تدخل خارجى اما هو لبنانى سواء اتفق او اختلف مع اشقائهم اللبنانيين وهذا شأنهم فمصر لا تتدخل فى الشأن اللبنانى و اى خلافات داخلية لبنانية يحسمها اللبنانون ما نرفضه منه تدخله فى الشأن الداخلى بسوريا لصالح النظام السورى  وحسن نصر الله  نفسه اعترف بذلك.
■ كيف تصفين العلاقات المصرية السورية الحالية؟
- علاقات أخوة وصداقة تربطنا بالشعب السورى ودور مصر مهم كشقيقة كبرى لسوريا فكان من الطبيعى ان تفتح مصر ابوابها للهاربين من الجحيم الموجود داخل سوريا للاسف الشديد تأثرت بعض قدراتنا لتحرك فى الملف السورى نتيجة فرض تأشيرة على سوريين حاليا نتفهم هذا القرار لدواعى أمنية  ونأمل ان يكون مؤقتاً  لكن كان له تاثير سلبى على صورة مصر لدى الشعب السورى وبعض الاحداث الاخيرة التى حدثت اثناء اعتصام مؤيدى الرئيس السابق مرسى بميدان رابعة كانت هناك حملة اعلامية مخجلة ومخزية ضد السوريين من جانب بعض الناس فى الاعلام المصرى بسبب بعض التجاوزات من بعض السوريين، فالشعب السورى يكن كل الحب والتقدير والاحترام للشعب المصرى.  
■ بم تفسرين مؤازرة روسيا والصين للنظام السوري؟
- روسيا لها مصالح مع سوريا لأن هناك علاقات وثيقة بين الاسد الاب والرئيس الروسى  ثانيا وجود قاعدة عسكرية روسية موجودة فى سوريا ثالثا هناك تخوف من خطر انتشار الفكر الجهادى للجمهوريات الاسلامية فى روسيا  رابعا على حدود وداخل روسيا نفسها جمهوريات اسلامية هناك تخوف من امتداد الفكر الجهادى الارهابى دائما تعلن الصين لأن لها مصالح اقتصادية مع سوريا ثانيا تؤكد انها جزء من المعادلة الاقليمية  وكما تعلن الصين دائما انها ضد  تغيير الانظمة بالقوة.
■ هل تتوقعين ثورة فى الأردن مثل سوريا؟
-  لن يحدث فطبيعة الحكم  الملكى والشعب  بينهما علاقات طيبة وتفاهم  والعلاقة بين الشعب والاسرة الحاكمة وطيدة.
■ ماذا عن العلاقات المصرية الاردنية؟
- العلاقات المصرية الاردنية جيدة ودليل على ذلك وقوف الاردن بجانب مصر وهى من اوائل الدول التى اعلنت مساندتها  لمصر بعد ثورة 30 يونيو والدفاع عنها  فزيارة الملك عبد الله لمصر يؤكد ذلك ويبلغ حجم التبادل التجارى  بين 947مليون دولار فى نهاية ديسمبر لصالح مصر، كما يتم الان التحضير لعقد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والاردن قبل نهاية العام الحالى.
■ كيف تصفين المشهد السياسى فى لبنان؟
- مشهد معقد للغاية فوجود حكومة تصريف اعمال ورئيس وزراء مكلف يواجه صعوبات فى تشكيل حكومة  خلال 6 اشهر تستطيع تشكيل حكومة حتى الان بالاضافة الى وجود خلافات بين الفرق السياسية داخل لبنان وهناك (كتلة 14 وكتلة 8 اذار) كما أنه لم يتم الاتفاق على قانون الانتخابات مما ادى الى التمديد للبرلمان كما ان هناك انتخاب الرئيس العام المقبل من قبل البرلمان بالاضافة الى التدخل السافر من حزب الله  فى سوريا وله تأثير على الشأن اللبنانى مع تواجد اكثر من  مليون سورى حاليا فى لبنان ما يشكل عبئا وضغطا اقتصاديا واجتماعيا على لبنان الا ان هناك اتفاقاً  بين القوى السياسة داخل لبنان على عدم تصعيد المشهد السياسى. اما بالنسبة للعلاقات الاقتصادية  فجيدة  بين مصر ولبنان.
■ والعلاقات المصرية العراقية؟
- فى الزيارة الاخيرة لهشام قنديل رئيس الوزراء السابق للعراق تم الاتفاق على العديد من المشروعات اهمها فتح السوق العراقية للشركات المصرية للعمالة والاستثمار وللاسف لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقيات بعد حدوث توتر فى العلاقات بعد الخطاب الطائفى فى مؤتمر  لمؤازرة سوريا  لمقتل الشيخ الشيعي (حسن شحاتة)  واقامة مظاهرات امام سفارة مصر بالعراق بعد مقتله  وبعد 30 يونيو هناك رغبة عراقية لعودة العلاقات وتحسينها وتطويرها.
 ■ ما أهم مشكلات الملف العراقي؟
- من اهم المشاكل المديونية العراقية لمصر التى تبلغ 1,3مليار دولار فؤائد الحوالات الصفراء وكذلك الرواتب التقاعدية والمعاشات والمستحقات الوزارات والشركات المصرية (تم تسديد اصل الحوالات الصفراء ويبلغ 406 ملايين دولار ).
■ ماذا عن الدور الايرانى ازاء دول المشرق العربى؟
- ايران لها تأثير كبير على دول المشرق العربى  فلها علاقات وثيقة  مع العراق ومساندتها للنظام السورى وحزب الله  بلبنان و تأثيرها ونفوذها واضح داخل دول المشرق وأتمنى من هذا النفوذ  ان يكون لصالح المنطقة وعلى  ايران أن تعيد النظر فى بعض سياستها.
■ ما دورك الدبلوماسى إزاء دول المشرق العربي؟
- مصر يهمها مصلحة دول (المشرق العربي)  وليس لها مصلحة خاصة لهذه الدول فهى لا تلعب مع فريق ضد فريق رغم وقوفنا مع المعارضة مع العلم ان فكرة توريد السلاح للمعارضة غير واردة على الاطلاق فمصر لاتورد اسلحة لعربى يقتل عربى مثله.
■ ما توقعاتك لمستقبل المنطقة؟
-  الفترة المقبلة ستكون صعبة لان هناك كثير من المشاكل بدول المشرق العربى وحتى الان لا يوجد ضوء  واضح  وللاسف أصعبها مشكلة  سوريا ونتمنى من النظام ان يتفهم  ما حدث وضرورة التغيير ويضع مصلحة سوريا فى المقام الاول.
■ كيف ينظر المشرق العربى للوضع المصرى الحالي؟
- مهتم بما يحدث داخل مصر نظرا لتأثير القوى لمصر على محيطها العربى ودائما يرددون ان صلحت مصر صلح العرب ويرحبون بكل ما يريده الشعب المصرى.