الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انقسام بين القوى الثورية فى المشاركة.. ومخاوف من استغلال الإخوان.. والداخلية تفتح صفحة جديدة




كتبت - مروة عمارة

اليوم تحل الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، بعد ثورة 30 يونيو، التى يبدو أن من بين ملامحها هذه المرة هو رغبة الداخلية فى أن تفتح صفحة جديدة مع القوى الثورية والتكتلات السياسية بعد سلسلة من المواجهات التى دارت رحاها فى شارع محمد محمود، حيث بادرت الداخلية قبل يومين بإصدار بيان وجهت فيه التحية لشهداء الثورة فى الذكرى الثانية، فضلا عن تدشين نصب تذكارى للشهداء افتتحه رئيس الوزراء د. حازم الببلاوى.
الذكرى هذه المرة ربما لا تخلو من أصحاب الصيد فى الماء العكر ممثلين فى الإخوان الذين يحاولون استغلال الموقف فى افتعال الأزمات والمشكلات بدعوى القصاص للشهداء بعد الإطاحة بهم من رأس السلطة.
المزايدة ومحاولات القفز على ذكرى شهداء الثورة لم تغب أيضا وفق رأى عدد من القوى الثورية لم تغب عن القوى السياسية الموجودة حاليا على الساحة بخلاف الجماعة المحظورة فى محاولة لركوب الموجة من جديد، الخلاف فى الاحتفال بذكرى شهداء الثورة قسمت القوى السياسية إلى قسمين ففى الوقت الذى اعتبر فيه البعض هذه الاحتفالية مزايدة، رحبت قوى أخرى بفكرة التظاهر بميدان عابدين مع مجموعة الشهيد جيكا، من أجل عدم الاحتكاك مع جماعة الإخوان المسلمين الذين قرروا النزول بالميادين للتظاهر.
فى البداية رفض أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية للتغيير ورئيس الحزب الاشتراكى النزول لإحياء ذكرى أحداث محمد محمود حتى لا يتم تصعيد أجواء الاحتقان ودفع البلاد لمزيد من الفوضى والعنف وضرب الاستقرار، ومنح الإخوان المسلمين فرصة لركوب الثورة المصرية مرة أخرى.
وطالب «شعبان» القوى السياسية بالامتناع عن النزول خلال الذكرى منعا للفوضى والدماء، التى يريدها الإخوان من أجل العودة للمشهد السياسى مرة، لافتا إلى أن الإخوان وصفوا الثائرين بالبلطجة والعمالة، فى الوقت الذى كانوا فيه يعقدون الصفقات على حساب الثورة.
 ورفضت أيضا الناشطة السياسية نوارة نجم التظاهر متسائلة «هل كنتم موافقين على حكم الرئيس السابق محمد مرسى..وهل حقق ما تمناه الشعب ؟» مشيرة إلى أن الإخوان المسلمين تسببوا فى تصاعد أحداث محمد محمود وسقوط الشهداء، وتسببوا فى الفرقة والانقسام، وبالتالى من الغريب أن نجد من يتمسك بالوقوف إلى جانب الإخوان.
 وأوضحت أن الوطن لم يعد يتحمل المزاج الثورى وآن الأوان لكى نمرر المرحلة الانتقالية ونحصل على دستور به قدر كبير من الحريات ورئيس وبرلمان، وأن من يفكر فى النزول بصحبة الإخوان أو الوقوف مرة أخرى بجوارهم خطؤهم سيكون غير مغفور، لأننا لا نريد حكم الإخوان أوالفلول ورغم عودة الفلول والداخلية، إلا أن الإخوان يريدون جرنا مرة أخرى لكى نقدم التضحيات ويركبوا الثورة.. مشددة على أن المصريين فى أشد الاحتياج للوحدة صفا واحدا نقيا بعيدا عن الإخوان والفلول.
وأكد هيثم محمدين عضو حركة «الاشتراكيون الثورييون» أن الاشتراكيين الثوريين جزء من جبهة طريق الثورة ومشروعها السياسى ضد التحالف مع الإخوان المسلمين، كما أنها لا تعترف بشرعية مرسى وتناضل من أجل تحقيق اهداف الثورة وتستبعد اى تحالف معهم.
 وأعلن «هيثم» أن من سيقومون بالنزول لإحياء ذكرى محمد محمود هم حركة شباب 6إبريل وجبهة طريق الثورة ومجموعة الشهيد كريستى ومجموعة الشهيد جيكا، والهدف من تلك المظاهرات هو أن تكون جزءا من مقاومتنا ضد قوانين كالتظاهر والجرافيتى وغيرها، ورسالة اننا لن نتنازل عن مكتسبات ثورة 25 يناير وربما يتطور الامر لاعتصامات واضرابات.
 ورأى هيثم الشواف المتحدث الاعلامى لتحالف القوى الثورية أنه من غير المقبول أن يسعى الإخوان المسلمين للتظاهر خلال أحداث محمد محمود التى كانوا وقتها يعقدون الصفقات مع المجلس العسكرى، ورفض التحالف التظاهر خلال الذكرى حتى لا يتم استغلالها من أجل مزيد من الدماء والضحايا، ولهذا رأى التحالف ضرورة وقف سيل الدم الذى ملأ شوارع البلاد على مدار الــثلاث سنوات الماضية، ورفض وبكل شدة النزول يوم الذكرى للتظاهر لأى فصيل سواء من قبل الثوار أو من قبل صفحات الإخوان أو من قبل أيضا صفحة وزارة الداخلية.. مقترحا إحياء الذكرى بعيدا عن شارع محمد محمود وميدان التحرير.
واتفق معه نبيل زكى مؤكدا أنه ضد النزول والاحتشاد فى ذكرى أحداث محمد محمود، وطالب بأن يقتصر إحياء الذكرى على مقرات الأحزاب السياسية، وأن الشعب لم يعد يرحب بالمظاهرات ويرغب فى عودة الأمور لنصابها السليم وأن يصبح للبلاد دستور وبرلمان ورئيس دائم للبلاد، والتخلص من العنف والإرهاب.
وعلق عبد الله المغازى عضو البرلمان السابق على أن فكرة تظاهر الإخوان خلال ذكرى محمد محمود دعوة صريحة من أجل العنف والدماء ومحاولة ثانية لاستغلال الثورة والوقوف بالصف الثورى بدعوى محاربة العسكر، وهو ما لا يقبله الثوار ولا الشارع المصري وطالب «المغازى» القوى السياسية بأن تدرك حجم الموقف والعواقب التى تقع عند النزول للاحتفال بذكرى أحداث محمد محمود، وعليها أن تناشد شبابها بعدم النزول.
وانتقدت إسلام الكتاتنى القيادى الإخوانى المنشق، وقوف حركة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين فى وجه القيادة العسكرية وتحقيق مصالح للصف الإخوانى، واكد أن الجماعة انكشفت أمام الشعب، ولم يعد لها طابور شعبى، والشعب الآن أصبح مدركا ورؤيته أوضح وأصبح يدرك أن كل من يؤيد الإخوان صاحب أجندة أجنبية وطابور خامس، ولا يقبل الشعب الآن أى مساس بالجيش.