الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تاريخ الصراع بين عالم المسيحية وعالم الإسلام




كتب- مجدى الكفراوى

صدرت حديثًا عن المركز القومى للترجمة، النسخة العربية من كتاب (الكفار.. تاريخ الصراع بين عالم المسيحية وعالم الإسلام) من تأليف أندرو هويتكروفت ومن ترجمة قاسم عبده قاسم.

يناقش الكتاب قضية مهمة تتعلق بموضوع الساعة فى الثقافة الغربية عموما وتتصل بمشكلة علاقة العالم المسلم بالغرب الأوروبى والأمريكى بصفة عامة، ويكشف الكتاب عن سعة علم المؤلف بالموضوعات الكثيرة التى ناقشها الكتاب عبر مسافة زمنية هائلة تمتد من العصور الوسطى حتى الوقت الراهن، ولذلك تنوعت مصادرة واكتبست حيوية أضفت على صحفات الكتاب جاذبية، حيث يغطى مساحة شائعة فى الزمان والمكان على السواء، فهو يبدأ فى القرن السابع الميلادى ويمتد إلى القرن الحادى والعشرين وحدوده جنوب الجزائر، وفيينا فى الشمال والمحيط الأطلنطى غربًا، وبحر العرب والمحيط الهندى فى الشرق.ويخرج أحيانًا عن تلك الحدود، ولكن مركزه عالم البحر المتوسط.

يتعرض الكتاب لمشكلة «الاّخر» بكل تفاصيلها وتعقيداتها، ويبدأ من معركة أنتصر فيها اسطول الغرب مجتمعًا على الأسطول العثمانى فى ليبانتو سنة 1517 وهو ما يكشف عن أمرين غاية فى الأهمية بالنسبة للمنهج الذى اتبعه المؤلف فى هذا الكتاب وهم، أن المؤلف لم يحبس نفسه فى إطار التتابع الزمنى الكرونولوجى وإنما اختار أن يتناول موضوعات متنوعة و إن كانت غير متفرقة داخل الإطار العام و موضوعه أما الأمر الثانى فيتعلق أنه اختار نقاط مناقشة موضوعة على أسس تاريخية وجغرافية فى آن  واحد ، فبعد مقدمته الحافلة والممتده ناقش العلاقات العثمانية الأوروبية فى لحظة تاريخية فاصلة»؛ محاولًا من أن يبين من خلالها كيف كانت تبدو صورة «الاّخر الكافر» فى عيون المسلمين وفى عيون المسيحيين فى القرن السادس عشرة .

من خلال 14 فصلا،  و633 صفحة من القطع الكبير، يتناول الكتاب، مسائل الفتوح الإسلامية الباكرة، ثم ما جرى فى الأندلس منذ الفتح الاسلامى حتى نهاية الوجود السياسى للمسلمين فى شبه جزيرة إيبريا، مصورًا فظاعة التعصب الكاثوليكي، وبشاعة رجال الدين ومحاكم التفتيش وكيفية رسم صورة «للاّخر» تبرر هذه البشاعة وتناسبها، أما الجزء الثالث من الكتاب فيناقش قضية الحروب الصليبية؛ ثم مشكلات البلقان،  منذ الاحتلال العثماني، حتى مذابح التطهير العرقى التى شهدتها المنطقة بعد انهيار يوجوسلافيا فى السنوات الأخيرة من القرن العشرين، حيث يحسب للمؤلف نقله للصورة بعيدا عن الانحياز والعمى السياسي، كما يواصل مناقشة تأثيرات مشكلات البلقان على منظور كل من المسيحين  والمسلمين فى هذه المنطقة من العالم الاّخر، وكيف غرست الكراهية فى نفوس كل من الجانبين تجاه الاّخر والمذابح البشعة التى حدثت هناك.

يتحدث قاسم عبده قاسم ، فى مقدمة الكتاب عن مدى التنوع الذى يتميز به هذا الكتاب، ومدى سعة إطلاع مؤلفه، فالكتاب حافل بالتفاصيل الفرعية والمعلومات المفيدة، كما يميزه انتقاله من مسرح جغرافى إلى مسرح اّخر، ومن فترة تاريخية إلى فترة تاريخية أخرى سعيًا وراء صورة (الاّخر الكافر) كما رسمها المسلمون للأوربيين فى العصور الوسطى وفى العصور الحديثة، وكما رسمها الغرب للعالم المسلم منذ العصور الوسطى وتطورها حتى الاّن حيث ينتقل الكتاب بنا من العصور الوسطى إلى اللحظة الراهنة، ومن الفتوح الإسلامية فى النصف الأول من القرن السابع الميلادى، ومن أقوال القساوسة والرهبان الذين كتبوا عن المسلمين الأوائل حتى ما قاله جورج بوش والكتاب والصحفيون الغربيون عن الإسلام والمسلمين حاليًا.هذا الكتاب يأخذنا أيضًا من شبه الجزيرة العربية حتى بلاد الشام ومصر والمغرب العربى عبر مضيق جبل طارق فى إسبانيا ويسافر بنا على البلقان لينهى رحلته فى الولايات المتحدة الأمريكية.