الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

النصب التذكارى بميدان التحرير يفجر غضب المتخصصين والتشكيليين




كتبت- سوزى شكرى
بعد قرار الدكتور جلال سعيد محافظ القاهرة، بوضع «حجر الأساس» فى ميدان التحرير والذى اعلن انه سوف يتم الاعلان عن البدء فى تنفيذ النصب التذكارى لشهداء ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وتم ذلك بموافقة من وزير الثقافة مع رئيس الوزراء حازم الببلاوى اعتبره المتخصصون قرارا مفاجئاً لكل الجهات المعنية. اعتبر المتخصصون ان هذا القرار تجاهل وتهميش، وربما يكون قرارا سياسيا، وبدون إعداد مسبق مع المتخصصين، وترتب على هذا اصدار بيان من الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وطرح عده تساؤلات فى مقدمتها كيف لشركة مقاولات تنفيذ حجر اساس لعمل فنى مجهول، وما وجه الاستعجال فى وضع حجر اساس بدون معرفة طبيعيه العمل الفنى، كما رفض شباب الإئتلافات وجود «النصب» دون حصول الشهداء على حقوقهم.
 

وبخصوص هذا القرار يعقد مؤتمرا صحفية بنقابة التشكيليين يوم الاثنين القادم 25 نوفمبر بحضور كل اللجان المشكلة من عامين والمنوطة بما يخص تنسيق ميدان التحرير، وهما لجان متخصصة ومعنية بالفن وبالتخطيط العمرانى والتنسيق الحضارى وزارة الاسكان، ويضم اللجان مجموعة من الفنانين التشكيليين والنحاتين والذين تقدموا للمسابقة بمشروعات وافكار للنصب التذكارى تناسب قيمة الثورة المصرية.

اعترض الدكتور سمير غريب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بقوله: كيف يتم وضع حجر اساس لعمل فنى غير موجود اساساً، ولاول مرة اسمع ان نصبا تذكاريا له حجر اساس، هناك شروط ومواصفات فنية تخص العمل الفنى الفائز فى المسابقة قد يكون العمل الفائز لايحتاج الى هذه القاعدة قد يتعامل الفنان مع المحيط والفراغ والاطوال والحجم واعتبارات اخرى، غير هذا الحجر الذى وضع فى التحرير، إليس هذا يعد اهدار مال ، ان تكلف وتصرف على هذا الحجر ثم يأتى من يقرر ازالتها، للاسف ما وضه فى التحرير لايليق بمصر ولا بالشهداء، المسابقة جاهزة منذ عامين وقد أعد جهاز التنسيق الحضارى كراسة خاصة بالعمل الفنى لشهداء 25 يناير، وبعد ثورة 30 يونيو قد تم وضع شهداء يونيو فى الكراسة الخاصة بتجميل المكان، وحين صرح محافظ القاهرة عن المسابقة، لم يأت ذكر ان التنسيق الحضارى أعد لها منذ عامين، وتأخر العمل بسبب ظروف الدولة وتجمد الموقف أكثر من مرة لظروف عامة.

وأضاف غريب: لم يأخذ أحد رأي الجهاز وهذا مخالف للقانون 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية الذي ينص على الحصول على موافقة الجهاز فى أي مشروع يتم فى المناطق التراثية، ومنطقة القاهرة الخديوية التي تضم ميدان التحرير صدر لها دليل لأسس ومعايير الحفاظ عليها معتمد من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية واجب التنفيذ طبقا للقانون ويجب احترام القانون.

وأكمل: الجهاز يتواصل مع مجلس الوزراء والوزراء المعنيين ومحافظي القاهرة المتعاقبين منذ العام قبل الماضي لطرح المسابقه المعمارية وقد اشترك فى إعداد هذه المسابقة لأول مرة فى تاريخ مصر النقابات والجمعيات الأهلية مع الجهات الحكومية المعنية وشباب من المهندسين، وهناك مراسلات مكتوبة فى هذا الصدد كيف يتم القفز على كل هذا وتجاهله، كيف تم تكليف شركات المقاولات بتنفيذ نصب لا نعرف من صممه، وهل يمكن التعامل بمثل هذا الاستسهال فى أمور قومية مهمة مثل تخليد ثورتين قام بهما الشعب المصري غيرا نظامين للحكم فى غضون ثلاث سنوات فقط.

من جانب نقابة التشكيليين اعترض نقيب التشكيليين الدكتور حمدى ابوالمعاطى وقال : غريب جدا ان شركة مقالاوت تنفذ حجر اساس لعمل مجهول بالامر المباشر فى 28 ساعة هذا غير واضح المعالم ، قرار فردى وتجاهل وتهميش وتعد واستهانة بكل الجهات المعنية، موجود لجان متخصصة من عام 2011 واعدنا عده لقاءات وكان آخر الاجتماعات قبل انتهاء حكم الاخوان 2012، ويجب الاخذ باللجان نحن دولة مؤسسات، اعضاء اللجنة من نقابة الفنانين التشكيليين والجهاز القومى للتنسيق الحضارى والمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية وزارة الاسكان ونقابة المهندسين وزارة الثقافة، وطرحت المسابقة للفنانين للمشاركة كما طرح إعادة تطوير ميدان التحرير بالكامل قبل تنفيذ النصب التذكارى، وإعادة تطوير التحرير مراعاة للتنسيق المكان ومواصفات المكان تاريخيا، وقد اتصلت بوزير الثقافة الدكتور صابر عرب وعلمت أنه علم من رئيس مجلس الوزراء أن ماتم هو وضع حجر أساس ثم يتم الإعلان عن مسابقة، كيف يتم تدشين قبل المسابقة، المفروض إجراء المسابقة اولاً، وقد قررنا نحن كنقابه عقد مؤتمر صحفى يوم الاثنين 25 نوفمبر بالاتفاق مع كل اللجان المتخصصة لهذا الامر والموجوده منذ فترة المجلس العسكرى وحتى اليوم والمسئولة عن التخطيط لجنة التنسيق الحضارى والتخطيط العمرانى ووزارة الاسكان ووزارة الثقافة.

 الفنان التشكيلى الدكتور أشرف رضا هو أحد المتقدمين للمشروع النصب التذكارى واحد المنظمين للمسابقة لنفس الصدد قال: شىء غريب هذا التجاهل والتهميش للفن والفنانين واصدار قرار عشوائى فردى غير محسوب وليس له استيراتيجية فكرية، لقد تكونت لجنه متخصصة من عده جهات جميعه المعمارين جهاز التنسيق الحضارى محافظ القاهرة السابق ومجموعة من الفنانين الكبار والشباب وهذا اللجنة وضعت مسابقة دولية للتصميم نصب تذكارى 2011 اثناء فترة المجلس العسكرى ثم توقفت اللجنة بسبب قرار باعادة تخطيط ميدان التحريربشكل عام ثم تحديد المكان المناسب، واثناء وجودى كرئيس قطاع الفنون التشكيلية اعدت مسابقه آخرى مصغرة بين الفنانين المصريين والنحاتين ثم بعد فترة اعلن المجلس العسكرى عن مسابقه عام 2012 لتصميم وشاركت فيها كفنان وشارك معى مجموعة من فنانين كليات الفنون الجميلة ولكن لللاسف لم يعلن حتى الان عن نتائج المسابقة.

وأكمل: من غير المعقول أن توضع قاعدة كحجر أساس للنصب تذكارى بدون وجود أحد من المتخصصين من أهل الخبرة الفنية والاستعانة بالدراسات السابقة وأعمال الفنانين والشباب الذين قدموا بالفعل أفكارهم من حقهم أن يشاركوا وينالوا شرف المشاركة مثلهم مثل مؤسسات الدولة، ولا نعرف كيف بدأ هذا العمل بهذه السرعة وبشكل مفاجئ غير مفهوم.. هل هو قرار سياسى؟!.

وتساءل: هل قامت المحافظة بعمل الدراسات الهندسية والمعمارية اللازمة وقياس الأحمال المتوقع إقامتها؟ المكان به الكثير من المشاكل لابد من طرحها قبل الاختيار، ميدان التحرير جزء من القاهرة الخديوية لابد وان يراعى هذا فى العمل الفنى، التحرير به المتحف المصرى وفنادق ومجمع التحرير، منطقة ذات طراز معمارى مختلف، كل هذا يضعه المصمم فى الاعتبار وليس مجرد شكل جمالى بدون مضمون وقيمة، بالإضافة إلى أن أسفل المكان المحدد يمر مترو الانفاق، ولابد من توزيع الأحمال أعلى السطح، غير مفهوم شكل الاساس هل تم اختيار تمثال يحتاج الى قاعدة أم قطعه نحتية معبرة عن الثورات، اقترح أن تعرض كل المشاركات التى قدموها الفنانين فى المسابقات السابقة الخاصة بالنصب التذكارى فى الميدان واعطاء الرأى النهائى والاختيار للشعب، وكأنه استفتاء على الأجمل من وجهة نظر الشعب، وفرصة لزيادة الوعى الفنى والتذوق عن الشعب، حين نفذ نصب الجندى المجهول عن حرب اكتوبر، الذى نفذه الفنان هانى رافع أخذت المسابقة كل الإجراءات القانونية لمدة شهور واشترك فيها المتخصصون ولجنه اختارالعمل واعلان اسم الفائز فيها.

وأشار إلى أن نفس الخطأ الذى يحدث الآن فى ميدان التحرير حدث فى ميدان رابعة العدوية، لا نعرف كمتخصصين كيف تم ومع من؟ إلى متى نعيش فى حياة مؤقتة كل شىء يتم يقال وصفه بالمؤقت، هذا الزعم بأن العمل مؤقت يكلف الدولة الكثير من الأموال.

أما الفنان التتشكيلى محمد الطراوى فاعتبر أن قرار المحافظ عشوائيا وقال: قرار غير مدروس وعشوائية فى التفكير، إقامة نصب تذكارى فى ميدان التحرير بشكل مفاجئ أمر غريب وفكرة سطحية وساذجة، يجب ألا يمر هذا القرار بتساهل وببساطة ويحاسب من قاموا بتشويه المكان بهذا الفعل العبثى، لابد من مراجعة القرارات قبل إصدارها، قرار مثل هذا يعوق خريطة الطريق ويشعرنا بأننا لا نتقدم، فلمصلحة من تجاهل قطاع كبير من الشعب المصرى وهم الفنانون التشكيليون والنحاتون، أثق فى إدراك الشعب المصرى الذي يفهم بالإشارة كل السيناريوهات على شاكلة هذا القرار وكأننا دولة عشوائية، الفنانون المصريون تستعين بهم بعض دول العالم لعمل نصب تذكارية، حتى المثقفين والمفكرين والأدباء من حقهم المشاركة فى وضع رؤيه معاصرة وتاريخية لشكل الميدان.

 هذا القرارهو محاولة لغسل سمعة الطابور الخامس الذى توغل فى حكومة الببلاوى، الذين يحاولو ايهام الشعب انهم مع ثورة 25 يناير واحداثها ولم يعترفوا بثورة 30 يونيو، الثورتان فى احتياج الى ملحمة فنية تعبر عن معالم الوطنية والانتماء مع الاخذ فى الاعتبار الرصد التاريخى لمصر خلال الثورتين، وطرح المسابقات هو الشكل المناسب لتنفىذ هذا المشروع وبالفعل موجودة ـفكار للفنانين تقدموا بها العامين السابقين ويتم الاختيار أفضل الأعمال التى تتناسب معماريا جغرافيا وسياحياً خصوصا من جانب الاطوال، لأن النصب سوف يرى من جميع الجهات ويشاهد من على بعد ومن مسافات محتلفة، لكن مستغرب جدا من القاعدة التى وضعتها المحافظة بدون معرفة هل تصلح للعمل الفنى أم لا؟ فهناك ضرورة لمشاركة الفنانين والنقابة وجهاز التنسيق الحضارى المسئول عن الجانب المعمارى للقاهرة الخديوية، لأن النصب سوف يوضع ضمن البرنامج السياحى للأفواج السياحية التي تزور موقع الحدث ومكان الثورة.