الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المصريون يثقون بعودة الاستقرار بعد انتخابات الرئاسة




 

 
 

نشرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» تقريرا بعنوان «مرشحو الرئاسة فكرة جديدة في مصر»أشارت فيه إلي أن المصريين انحرفوا عن الثورة، ويتابعون بافتتان ما يحدث علي المسرح السياسي المشهد الجديد عليهم وهو مرشحو الرئاسة.

 

ووصفت الصحيفة الأجواء التي استقبلت بها شمال الدلتا المرشح الرئاسي عمرو موسي، بـ«صبية حفاة الأرجل وفلاحين فقراء سلموا عليه ودقت الطبول ونفخت الأبواق ورقصت خيول».

 

وأضافت: وصل عمرو موسي إلي تلك القرية وبداخله إحساس بالاستثارة والجدية، الدبلوماسي السابق الذي تفاوض مع زعماء العالم يمشي في طرق تتناثر فيها القش والروث، يلقي خطبة في الكرامة، ويتبادل الحديث مع بعض الوجهاء قرب قطعان من الأغنام وحظائر كاملة من المعدات الزراعية المكسورة.

 

قدم له عمال وفلاحون قصاصات من الورق فيها طلبات توظيف لأولادهم، أو رخصة بناء، أو إنشاء مجار، ترددت الشعارات في كل مكان وألقيت الحلوي وانسلت الحافلة بعيدا عن أجواء الاحتفال.

 

ونقلت الصحيفة عن محمد شعيب عامل الصرف الصحي يقبع في زاوية منتظرا أن يلقي نظرة علي عمرو موسي: «إنه شعور غريب أن نري مرشحا للرئاسة» ويضيف «لا أستطيع أن أصف ذلك حقا».

 

الأمهات يمسكن بأطفالهن، والفتيات الصغيرات اللاتي يرتدين الترتر، يقفن مبتسمات في الغبار، ولايعرفن تماما ماذا يحدث، والفأس علي أكتاف المزارعين والعمال يحملون كيسا من الأسمنت المختلط بالتراب ونساء تزغرد.

 

وتعلق الصحيفة علي هذه المشاهد التي تتكرر كثيرا في ربوع مصر مدنها وقراها أن كثيرًا من هذا الشعب مفتون بمشهد المرشحين الذين يسافرون علي طول ساحل البحر الأبيض المتوسط حتي الصحاري في الجنوب، فعلي مدي عقود كان الرئيس المخلوع حسني مبارك هو الخيار الوحيد الحقيقي المطروح علي النقيض مما يحدث الآن حيث يترشح قاض وإسلاميون وليبراليون.

 

تقول الصحيفة إن كثيرا من المصريين يرون أن موسي يمكن أن يعيد الاستقرار، ويزيد الاستثمارات الاجنبية ويعيد إلي مصر مكانتها في المنطقة، عمرو موسي يحب الحديث عن إحياء العظمة لمصر في الماضي البعيد، أما منتقدوه تقول الصحيفة أنهم ينظرون إليه علي أنه مرشح المؤسسة الذي خدم فيها لأكثر من عشر سنوات مضت، والذي فشل في تجسيد مبادئ الثورة التي ساعدت علي إلهام الربيع العربي.

 

يقول المحلل الاستراتيجي للحملة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «الناس لاتفهم العملية السياسية بشكل كامل» ويضيف لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» عقولهم لم تتهيأ لانتخابات الرئاسة حتي الآن، يعتقدون أن الرئيس يحل مشاكلهم الشخصية، مدير مصنع يأتي ويريد من موسي أن يأتي ويتحدث إلي عماله».

 

تقول الصحيفة أن موسي لايتحدث بكاريزما، ولكنه متسق مع جمهوره يقول «الفلاح المصري هو العمود الفقري» يقول «نحن بحاجة إلي تحقيق العدالة مرة أخري إلي الفلاحين».

 

وتقول الصحيفة إن مثل هذا الخطاب يجد صدي في المناطق المبنية بالطوب والحقول الممتدة إلي الإسكندرية، ورغم وجودهم في قلب الوطن إلا أنهم يذكرون بالسياسات الزراعية الفاشلة، حيث تنتظر القري تلو القري والمنازل عودة أبنائهم وأزواجهم من الدول الأخري وفي جيوبهم أجور ماعملوا من أجله.

 

قال شعيب للصحيفة «موسي هو الوحيد الذي يمكن أن ينقذ مصر» وأضاف «إننا نفتقر إلي الأمن والوظائف ولا نملك إلا القليل، وشبابنا تسللوا إلي إيطاليا علي متن قوارب للبحث عن عمل».

 

وتشير الصحيفة إلي أن الإحباط يتردد في أزقة القاهرة وفي القري النوبية من الجنوب، والثورة لم تمس حياة معظم المصريين، وإحساس الغضب وخيبة الأمل يشوبه شعور بالتقدم ويقول مايقرب من 40% من الناخبين أنهم لم يقرروا بعد مرشحهم.

 

يقول محمد إبراهيم الذي يعمل في مصنع للملابس «موسي لا ينتمي إلي التيار الإسلامي»ويضيف «فاز الإسلاميون في البرلمان ولم يفعلوا أي شيء، والناس هنا لايمكنهم تمويل مزارعهم، وموسي وعدنا بالقيام بذلك».