السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجيش والإخوان» التطور الطبيعى لـ «عسكر وحرامية»




كتبت - هبة حسني
انقسمت آراء الآباء والأمهات حول مشاركة الأطفال فى المشهد السياسى والتى بدأت بوقفتهم كدروع بشرية فى شوارع مصر ضمن حملة تأييد مرشح الإخوان للرئاسة ولم تنته بحملهم لأكفانهم لاستعطاف الرأى العام.

فى البداية رفض أشرف حلمى -تاجر- استغلال الطفولة فى اللعبة السياسية خاصة مع زيادة احتمالية تعرضهم لأذى فى الاشتباكات الحتمية التى تحدث بين الفريقين اللذين انقسم لهما الشعب المصرى ويؤكد أنه يخاف من مجرد إبداء أى فرد فى العائلة لآرائه السياسية أمام أطفاله الثلاثة صغار السن كما يجنبهم مشاهدة صراعات الشارع المصرى منذ ثورة 25 يناير وتساعده فى ذلك زوجته التى درست علم النفس وتدرك مسئوليتها تجاه الأطفال فى تشكيل وعيهم.

توافقهم الرأى وفاء عوض - إدارية - حيث ترى أن ذلك لا يتناسب وتفكير الأطفال البكر وتتعجب ممن يتركون أبناءهم يتقدمون الحشود ويعرضونهم للمخاطر وتضيف خيمت السياسة على كل شىء وأثرت على عقلية أطفالى إذ اكتشفت أن أبنائى وزملاءهم فى المدارس قد طوروا فى اللعبة القديمة المعروفة «عسكر وحرامية» لتصبح «الجيش والإخوان» وتأثروا بفكرى وفكر أبيهم تشبثوا بدور قادة الجيش فى اللعبة ليطاردوا الإرهابيين كما ازدادت المصطلحات الجديدة لديهم لتتضمن مصطلح الفلول، الثورة، الشهداء والطابور الخامس والمؤامرة والمتآمرين والثوار وتسليم السلطة وشعارات «كأمن الوطن وليس أمن النظام» و«يسقط كل من خان» و«القصاص لكل شهيد» وبالرغم من الرفض القاطع لذلك العبث إلا أننى لم استطع التحكم فى تفكيرهم فحتى قنوات الأطفال تضخ مضامين تزعم أنها تخاطب عقول الأطفال وهى تسبب ضررا نفسيا فادحا لهم وفى المقابل وافق آخرون على ذلك.

يقول شريف هانى - مدرس- لدى طفلان الأول فى المرحلة الإعدادية والثانى فى الابتدائية وكنت أصطحبهما فى المظاهرات التى أخرج فيها كما رافقانى فى اعتصام دام لمدة 3 أيام فهذا الجيل يجب أن يتربى على ألا يترك حقه وأن يدافع عن مبادئه وأفكاره حتى وإن ضحى بنفسه فى سبيلها.

ويضيف سعيد منصور - محامى- مخيلة الأطفال تتعرض يوما بعد آخر للعبث سواء من الأحداث السياسية اليومية أو من تعديات الفضائيات العربية المتواصلة لذا فبدلا من أن يتم زج أفكار مسمومة داخل رءوسهم من الأفضل أن يعيشوا التجربة بأنفسهم ليقرروا ما يعتنقونه لذلك نجتمع اسبوعيا فى منزل والدى ليخطب فى الأطفال ويدعم خطبته بقصص الشهداء من الأبطال الذين دافعوا عن آرائهم وفازوا بالجنة.

أما عبدالله بيومى - عامل نظافة- فيؤكد أن ما يتقاضاه لا يسد احتياجات أطفاله الخمسة وحينما علم بأمر الـ100 جنيه التى يأخذها الفرد مقابل نزوله فى المظاهرات سلمتهم 4 من أبنائى ولم أكن خائفا لأنهم «بتوع ربنا» لذلك كان أبنائى يداومون على الخروج فى المظاهرات التى جاءنا فيها الخير الكثير حتى بعد أن انخفض المقابل لـ50 جنيها كانوا يجمعون فى يوم واحد ما اتقاضاه نظير عملى فى الشهر.