الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النخبة والفريق السيسى: العاجزون ينتظرون «المخلص»!




الفريق أول عبدالفتاح السيسى اصبح «مالئ الدنيا وشاغل الناس» - بتعبير العظيم «أبوالطيب المتنبى»  - وإذا كان شعب بأكمله قد اتفق على محبة و تقدير رجل باستثناء قلة من متطرفى الإخوان وتابعيهم من المهووسين فهذا دليل على أن الرجل تجاوز حدود «الكفاءة المهنية» الى لعب دور فى المجال العام قادر على «الإلهام» بالنسبة لجماهير عاشت سنوات طويلة فى ظل عجز خيال دولة مبارك وفساد إدارته وعاشت عاما من الجنون الكلى فى عصر مرسى، السيسى لم يحتفل بعيد ميلاده التاسع والخمسين  وهى سنوات مليئة بالخبرات  والكفاح الحقيقى من أجل أن يكون «هو نفسه» لا أحد آخر، فخلال هذه السنوات لن تجد أياما للبطالة أو القفز على أكتاف آخرين أو الاستغراق فى صغائر الأمور مما انتشر حتى أصبح قاعدة خلال العقود الماضية فقط «العمل»، أعرف بعض من يعرفون السيسى عن قرب وكانت شهاداتهم متطابقة «الرجل نظيف اليد جدا» متدين ومثقف فهو لا يجد أى تعارض بين أن يصلى لله خمس مرات يوميا بخشوع وبين أن يحمل فى يده روايات نجيب محفوظ عندما كان ضابطا شابا لـ«يفهم مصر أكثر»، الروايات تقول أيضا «أن السيسى سار على خطى قادة عظام فى الجيش المصرى بالاعتماد على العلم بصورة صارمة فى كل ما يتعلق بالجيش والقرارات الحاسمة فيما يخص الأمن القومى المصرى».
هذا الرجل الذى يبدأ عامه الستين  ربما يعطى تأمل حياته  بكل غموضها وجديتها والدراما فيها التى جعلته يتخذ قرارات «تاريخية» فى وقت يخشى فيه الجميع تقريبا من أى خطوات «كبيرة» ويرتضى باللعب فى المساحات الآمنة وربما المريحة و«المربحة» درسا للكثيرين فى «النخبة المصرية» المطالبة بأن تكون على قدر اللحظة التاريخية الحاسمة، فنحن نرى «تهريجا» فى الأحزاب المدنية المفتتة و«رخاوة» فى خطاب رجال الدين وهم يواجهون «الإرهاب» ومناخا من الاستسهال فى منابر الإعلام وتراجع فى قدرة المسئولين التنفيذيين عن التحرك بقوة للإنجاز على الأرض.
 السيسى فى رأيى – غير المتواضع – مواطن مصرى فذ لكن لا يمكن لبلد أن يعتمد وينتظر ويترقب رجلا واحدا فقط ليفعل كل شىء، أن غالبية المصريين قد سمعوا  عن المثل الشهير «الجيش قال لك.. اتصرف» ومع ذلك فالجميع ينتظرون من الجيش وقائده كل شىء ولا يتصرفون ابدا على قدر خطورة هذه اللحظة!