الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أعزل يحارب الارهاب !




حديثى ليس عن ضابط أمن دولة ظل حصناً لوطنه من مؤامرات الخونة حتى آخر انفاسه لتتجلط دماءه فى شوارع مدينة نصر بعد أن أباحتها يد الأرهاب دون حام أو رادع .. ولا عن جنود تفتت اجسادهم التى روت رمال سيناء عرقاً ودماءً لتصل جثامينهم الى قراهم فى موعد اجازتهم أشلاء بلا ذنب أو ثأر.
مقالى ايضاً يبعد تماماً عن طفلة مزقت عجلات قطار دهشور ضفائرها التى كانت تتمايل لتوها فى حفل زفاف لتعود روحها الى بارئها بصحبة والديها اللذين لاقى نفس المصير فى ذات اللحظة لتحيى دماءهم ذكرى  50 تلميذاً قتلوا قبل عام مضى على القضبان نفسها فى اسيوط بلا دية أو قاتل .. ولا يتطرق كذلك الى صبى سويسى يخطو فى عامه الحادى عشر راجياً أمه ان تصطحبه الى حديقة الجيش بالكورنيش لتقف خطواته برصاصة إخوانية غادرة استقرت فى رأسه لتستقر الاخيرة فى حضن أم ثكلى تصرخ بحثاً عن منقذ أو مقتص.
لن أتحدث عن ذاك أو ذلك أو هذا و و .. قل هؤلاء .. ولا عن علم مصر الذى قضينا أعمارنا أمامه نتأمله ونحييه لتدمع أعيننا فى النهاية عندما نراه فتاتاً تلتهمه النيران فى قلب ميدان الوطنية
دون رقيب أو متهم .. ولن أتحدث ايضاً عن الأزهر الذى ظل قروناً حامياً للإسلام والمسلمين ليحاصر من متأسلمين متمصرين وجدوا منه وسيلة لتشويه القاهرة الثائرة ضد تطرفهم ودمويتهم.
هنا اتساءل فقط عن حال مواطن مصرى يعيش وسط كل هذه الاحداث أعزل جالساً فى بيته ممسكاً بـ"ريموت كنترول" يجوب الفضائيات متوتراً بحثاً عن حادثةأو كارثة جديدة .. هذا الأعزل هو الهدف الأول للإرهاب .. فالفكر المتطرف ليس هدفه الرئيسى الثأر لنفسه من العسكريين بل زعزعة الشعوب بزرع "الرهبة" فى ابنائها.. هم يتعاملون بمنطق "إضرب المربوط يخاف السايب" .. يخربون ويحرقون ويقتلون لهدف واحد ..أن اصبح لون الدم سيد الموقف بلا منازع فى الشوارع والميادين والطرق  .. ليتحول نبأ سقوط قتلى أو مصابين الى أمر عادى يمر على المسامع بإكتراث لحظى لا يدم طويلاً فى انتظار الخبر التالى المشابه .. وهذا ما نجح العدو الارهابى فى ترسيخه بداخلنا .. أن يصبح مشهد الدم عادياً .. وبذلك فهذا الاعزل سيكون فى رهبة مستمرة !
يا سادة .. الارهاب ليس تدميراً أو تفجيراً .. هو حالة يزرعها المتطرفون فى نفوسنا .. وبقدر تضائل شعورنا بالآمان .. يزداد نجاح هؤلاء القتلة فى الوصول للهدف .. إلا ان المصريين لن يمحوا هذه "الرهبة" بأنفسهم .. يحتاجون الى رؤية قوة رادعة على الأرض .. تقف أمام كل من يحاولون إرهابهم .. هم فى حاجة الى قرارات حاسمة فى مواجهة كل أطراف المؤامرة .. خارجياً وداخلياً ..  ليعلم المخربون أن لهذا الوطن سيفاً قادراً على نحرهم.
المصريون يريدون أن يروا قصاصاً سريعاً يريح أرواح الشهداء .. يتمنون ايضاً أن يختفى كل اذناب الإخوان من الساحة .. فلا يروهم فى مؤتمر أو تظاهرة .. ينتظرون كذلك أن تعيد مصر رسم خريطة سياستها الخارجية بعد أن تمحو منها دولاً دعمت الخونة بالمال والسلاح .. يحلمون بأن يلقى المعزول محمد مرسى ذات المعاملة التى يلقاها أى مجرم داخل زنزانته .. هم لا يريدون إلا "العدل الرادع" .. وإنا لمنتظرون.