الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الهروب من «جنون الإخوان» يضرب «تحالف دعم الشرعية»




تحقيق - محمد فؤاد
الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية باتا أكبر حليف للإخوان بعد أن استخدمهم التحالف الوطنى لدعم المعزول لترهيب المصريين الآمنين مستغلين تاريخ الجماعة الأسود فى صدام فترة التسعينيات والصراعات مع الأجهزة الأمنية ثم انشق عنها اليوم فصيل كبير من عناصرها ليعيد العملية الإصلاحية داخل التنظيم بمراجعات فكرية جديدة تضمن عدم عودتهم إلى السجون مرة أخرى ما تسبب فى صراع دائم على منصب القيادة داخل الجماعة الإسلامية.

فى البداية يقول الدكتور أحمد بان الباحث فى شئون الحركات الإسلامية لـ«روزاليوسف» أن الانشقاقات التى تجرى فى عروق الحركات الإسلامية الآن بدأت بالتحالف الوطنى لدعم المعزول وباقى حلفائها والشريك الأكبر والأخطر والأهم وهو حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية الذى خرجت منه مجموعة لا تريد أن تكرر نفس تجربة التسعينيات فى الصراع مع الدولة المصرية بعد ثورة يناير خصوصا استخدام الإخوان للقيادات الحالية للجماعة بحيث تكون ذراع عسكرية لهم لإرهاب المجتمع بتاريخهم الذى يجب المعاملة معهم ضمن الفصيل الإرهابى والإجرامى بسيف القانون.

وأضاف بان: بأن المجموعة المنشقة عن الجماعة تريد عدم دفع فاتورة جرائم الإخوان ولا تبغى استكمال حياتهم داخل السجون واقحامهم فى صراعات سياسية على الكرسى والمناصب مرة أخرى واعتقد أن الإخوة المنشقين عليهم أن يعزفوا عن العمل السياسى والمشهد كله والعودة إلى العمل الدعوى مرة أخرى تحت مظلة الدولة والعمل المؤسسى المخول بالأزهر الشريف وعلمائه.

ومن جانبه قال وليد البرش القيادى السابق بالجماعة الإسلامية ومنسق حركة تمرد الجماعة إن أسباب انشقاقنا وصراعنا مع الجماعة الإسلامية هو تخلى القيادة الحالية للجماعة عن مبادرة وقف العنف وسيطرة تيار الأفغنة وقتلة المحجوب على الجماعة وتحالف الجماعة مع الإخوان ضد مصلحة البلاد وتعريضهم الأمن القومى المصرى للخطر حيث يرتبط القادة الأفغان فى الجماعة بمخابرات أجنبية.

وأوضح البرش أن الإقبال على الانشقاق أصبح واضحا فى صفوف الجماعة بعد تكرار فشل مبادرات الزمر الأخيرة والتى تهدف لإنقاذ رءوسهم من الوقوع تحت المقصلة بعد اكتشافهم أن الإخوان كانت تستخدمهم كبلطجية لتخويف مخالفيهم وأن وعود الإخوان تبخرت وأن دعم أمريكا لهم لم يصمد فى مواجهة إرادة الشعب المصرى وأن القيادة الحالية للجماعة لم تجد بينها وجها مقبولا ليعلن مبادرة سوى عبود الذى يتمسك بانتمائه يوما للجيش.

ومن جانب آخر قال الشيخ عوض الحطاب، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بدمياط إن الخطاب الحربى فى رباعة العدوية كان بداية الانشقاق لتفريق المصريين وليس للم شملهم.

أوضح الحطاب أنه فوجئ بكلام قيادات الجماعة الإسلامية طارق الزمر وعاصم عبدالماجد عن العنف فى أحداث رابعة العدوية الذى عاد بالجماعة الإسلامية إلى عصور ما قبل مبادرة نبذ العنف التى كانت تهدف إلى إخراج أبناء الجماعة الإسلامية من فكرة السمع والطاعة إلى اختيار طريقهم بأنفسهم.

وفى سياق متصل حمل هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية «الدكتور صفوت عبدالغنى والدكتور عصام دربالة وغيره من القيادة الحالية للجماعة الإسلامية المسئولة عن انشقاق الصف فى الجماعة بعد أن تأخر الوقت كثيرًا جد فى الخروج من الأزمة، لكن ينبغى التعلم من أخطاء الماضى وعدم المكابرة ومباشرة الإصلاح بتواضع وقبول للنصح وتقديم للمصلحة العامة.

واستبعد النجار عودة القيادات الإصلاحية مثل الشيخ كرم زهدى رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق والدكتور ناجح إبرهيم مؤسس الجماعة للعمل التنظيمى مرة أخرى حتى لو طالب البعض بعودتهم لعدة اعتبارات، منها وضع الجماعة الحالى بما يمثله من تركة ثقيلة، فقد سلمت القيادات الإصلاحية الجماعة موحدة وقد عاد أبناؤها إلى الحرية وإلى عائلاتهم بعد محنة طويلة.

وأضاف النجار والآن لم تعد الجماعة كذلك وتحتاج إلى جهود كبيرة ومضاعفة لإصلاحها لأن القيادات التاريخية الإصلاحية زهدت المناصب وأظن أن مكانتها المجتمعية الآن لا يناسبها مناخ الصراعات فى مثل هذا المناخ المشحون. وهذا التحرك الذى قامت به مجموعة فى دمياط ينقصه النبل فهو ليس مجرد استقالة لقيادى أو لفرد لاختلاف وجهات النظر كما حدث مع كثيرين من قبل، لكنه تحرك جماعى غرضه شق الصف وقلب الأوضاع، فى وقت ضعف الجماعة ومحنة قياداتها الملاحقة أمنيًا وليس من النبل ولا الرجولة مصارعة جريح وقت ضعفه، إنما المقبول هو النصح والنقد البناء والسعى لرأب الصدع.

وأشار النجار إلى أن ما فعلوه ليس هو الطريقة المثلى للإصلاح والتغيير داخل الجماعة، إنما يؤدى إلى مزيد من التشرذم وربما فقط يحظون بجماعتين إسلاميتين فى الوجه البحرى الأولى معهم والأخرى مع الطرف الآخر مع بقاء الصعيد أو معظمه خالصًا للقيادة القائمة. والجماعة الإسلامية لن تتغير بانشقاق مجموعة فى هذه المحافظة أو تلك حتى لو كان فى طرحهم وجاهة ومعهم الحق فيما ينتقدون به القيادة الحالية من مواقف سياسية غير موفقة وخطاب اتفق الكثيرون على ضرورة ضبطه.

وقال النجار إنها تحتاج إلى وقت طويل تصالح فيه نفسها وأبناءها ورموزها وتعتنى بأفرادها فكريًا واجتماعيًا وعلميًا وثقافيًا، وتراجع فيه مواقفها على ضوء ما تم إنجازه من مشروعات فكرية راقية أشاد بها كبار العلماء والمفكرين، وبالبحث عن زعامات من جهة أخرى أن تضيع وتسحب سيزيد الوضع سوءًا؛ لأن الذى تسبب فى التخبط والاضطراب وصولاً إلى المشهد الذى نراه اليوم هو البحث والسعى للزعامة منذ البداية، ثم العيش فى وهم أن الزعامة مهددة بسبب الأوضاع المتردية وسوء الإدارة والبطء الشديد وعدم الحسم فى القرارات.