الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مؤسس «مكافحة الإرهاب الدولى» اللواء رضا يعقوب لـ«روزاليوسف»: الإخوان إلى زوال وبأيد أمريكية ولا يرتبطون بالشرعية أو الشريعة




حوار - بشير عبد الرءوف
عرف الإرهاب طريقه إلى مصر منذ زمن نشأة جماعة الإخوانن المحظورة فيها، التى انتهجت منذ تلك البداية أفكارا لم ترتبط بالوطنية ولا بالمسألة الدينية التى خرجت تحت مسماها، وكانت خدعة لكل المصريين الذين انخدعوا بها خلال 80 عاما.

وشهدت الجماعة فى داخلها الجرائم الإرهابية التى انتقلت كالنار فى الهشيم إلى الشارع المصرى، لتقتل كل من عارضها واستباحت الدماء وخرجت الفتاوى من شيوخها بما يخدم أهواءهم ويعضد من تعطشهم للدماء أو استخدام الدين وسيلة للتأثير فى المجتمع، وكذلك الافتاء بما يتفق وتلك الأهواء حتى وإن اختلفت تلك الفتاوى بين الحين والآخر، إذا كان هناك ما يتعارض مع أهدافهم ويتفق مع فتاوى سابقة لتصدر الفتاوى المضللة التى تتناقض مع بعضها.

لذلك.. كان لابد أن تلتقى «روزاليوسف» اللواء رضا يعقوب الخبير الأمنى.. ومؤسس مجموعة مكافحة الإرهاب الدولى والمدير السابق لإدارة التدريب والحراسات بوزارة الداخلية لنسجل شهادته على ما يجرى، وليكشف لنا أسراراً جديدة من حياة وفكر الإخوان معلقا على ما يدور على أرض مصر من إرهاب وتقتيل للمصريين واستباحة لدمائهم بفتاوى تحمل شعار الدين، وما تأثرت به الجماعة خلال مشوارها وأسرار من حياة سيد قطب، وكيف وصل به الحال أن يكون دمويا ويأمر بالقتل وهو ما ينتهجه الإخوان القطبيون فى العالم، حتى تم اغتيال مؤسسها عندما عارضهم، كما دعت الجماعة إلى إرهاب دولى واستغلتها أمريكا أيضا لتنفيذ مخططات إرهابية من شأنها زعزعة استقرار العالم، ليكونوا بعد ذلك وسيلة أمريكا للتدخل فى شئون دول، والقضاء عليها.

كما يكشف يعقوب الإرتباط الوثيق بين سيد قطب والشيوعية التى أظهرت الجماعة ومازالت تعيش على ذكرى محاربتها لها، وأن هناك ما يؤكد شيوعية سيد قطب، وانضمام عدد غير قليل من الإخوان إلى الماسونية.

ويورد يعقوب فى حواره كيف أن أمريكا بغوغائيتها خسرت كثيرا من قرارها بإلغاء التدريب العسكرية ردا على العمليات العسكرية التى تقوم بها مصر لتطهير سيناء من الإرهاب الذى تدعمه قيادات الإخوان، وأن التدريبات تكون بمثابة الخبرة لها نظرا لما تتمتع به مصر من مساحات يتم فيها تلك التدريبات. وإلى نصر الحوار:

■ من الخاسر من إلغاء المناورات العسكرية مع أمريكاً؟
- الخاسر أمريكا وليست لمصر، فمصر تمتلك الموقع، ويمكن أن تجرى المناورات بين أسلحتها المختلفة، ولكن أمريكا لا تمتلك الأرض والأجواء المصرية، فلا يتحقق لها هذا الامتياز العسكرى، ولا تستطيع أن تضع قواتها فى هذه الأجواء التى تؤدى إلى نجاح عملياتها مستقبلا.

■ إذن ما فائدتها؟
- التدريبات المشتركة التى تمت لمكافحة الإرهاب الدولى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية التى عقدت بأمريكا كانت مفيدة لكلا الجانبين، كذلك التدريبات المشتركة بين المملكة المتحدة ومصر التى عقدت بمصر لمكافحة الإرهاب الدولى استفاد منها كلا الجانبين، وقد حضر المشروع الختامى رئيس الأركان الإنجليزى آنذاك وأشاد بالمستوى المتقدم لمصر، لأن هذه التدريبات تضع المجموعة أمام سيناريو متكامل للعملية.

■ هل ترى ارتباطا بين أتباع سيد قطب والشيوعية؟
- الإرهاب أصبح يهدد جميع دول العالم، حتى أمريكا وما أصابها بأحداث انهيار البرجين بنيويورك، يأتى بعد زراعتها لتنظيم القاعدة بافغانستان لتمزيق الاتحاد السوفيتى ونظرا لأن النظرية الشيوعية لا تنظر إلى الأفراد انتهت روسيا، ومن الطريف أن الأديب الراحل عباس محمود العقاد تنبأ بانهيار النظرية الشيوعية فى مهدها لأنها ألغت العلاقة الروحية وألغت المعتقد الدينى فى الحياة ولم ترتبط بالخالق لذلك نشأ التطرف الدينى والمعتقدات التى تخرج عن طبيعة العلاقة بين الخالق سبحانه وتعالى والخلق، والمتطرفون أمثال سيد قطب وجماعته أبعدوا تابعيهم عن لجوء البشر إلى الطبيعة السمحة للدين.

■ هل يوجد نوع محدد لإرهاب الإخوان فى مصر؟
- إن محاربة الإرهاب فى كل بقعة بالأرض قضاء على الإرهاب على سطح الأرض بالكامل، فالإرهاب ليس لديه موقع أو محصور لبشر محددين، فهو إما إرهاب استراتيجى لاجبار شعب على تغيير معتقدات وأفكاره ونظمه فى الحياة باستخدام القوة أو التهديد بها، فمثلا فى مصر قام الشعب بثورته انصاع الجيش للشعب، استخدمت الجماعة الإرهاب الاستراتيجى والاستناد والاستقواء بالخارج والجماعة الدولية لعودة مرسى للحكم، فى مقابل ذلك كان إصرار أهل مصر على رفض عودة مرسى.

■ وماذا بعد فشلهم فى تحقيق عودة مرسى؟
- تحول إرهاب الجماعة إلى إرهاب تكتيكى، تقتيل عشوائى للمصريين اتلاف ممتلكاتهم، انشاء البؤر الإرهابية لترويع أمن المواطن المصرى، كذلك ما تزعمه الجماعة من تسربيات للوقيعة بين القوات المسلمة لإخلال الثقة بين الشعب ودرعه الحامى فالإرهاب التكتيكى جاء بعد أن فقدت الجماعة علاقتها بالمجتمع، وقد تجلى هذا الاسلوب فى سياق كلمات صدرت من الجماعة «حماية الخاطفين والمخطوفين» استدعاء القرضاوى المرتزقة من الخارج لتقتيل المصريين، «الإرهاب فى سيناء سينتهى بعودة مرسى للحكم، بذلك تصدى شعب مصر لإرهاب معنوى تارة وأخرى لإرهاب لفظى، ثم أخيراً لإرهاب مادى، فهذا شعب يتصدى للأزمات.


■ ما تعليقك على من يربطون الإسلام بشخص مرسى؟
- شعب مصر شعب يرتبط بالأديان على مر العصور، أبو الأنبياء إبراهيم - عليه السلام - قدم إلى مصر واقترن بمصرية، آمن به شعب مصر، نبى الله يوسف - عليه السلام - قدم أيضا إلى مصر وأقام نهضة اقتصادية وآمن به شعب مصر نبيا الله موسى وهارون - عليهما السلام - كانا بمصر، وعلى الرغم من أن رسالتهما لبنى إسرائيل آمن بهما شعب مصر، حتى السحرة آمنوا بهما، المسيح - عليه السلام - والبتول الطاهرة مريم وجدا الأمن بمصر، فشعب مصر آمن بالرسالة السمحة، الإسلام انتشر بربوع العالم بالمعاملات السمحة، والأمانة، لذلك لا يستطيع فصيل أن يزعم أنه هو الراعى راعى استنادا إلى مرجعية الإسلام، فهذا موكول إلى شعب مصر الذى مرجعيته الفقهية الأزهر.

■ ماهى آلية التوعية الدينية الواجبة فى القرى؟
- ينبغى أن تغلق المساجد التى لا يؤمها أزهرى، فقد اعتلى المنابر من لا يملك أسلوب الاجتهاد أو على دراية كاملة بالفقه، وخطبة الجمعة هى للتدارس بين أحوال المجتمع، وتقريب وجهات النظر وتبصير القوم بالوضع الدينى، فإذا كان بالقرية مسجد فيتولى الخطبة أقدر الأئمة، ويجتمع الكافة لسماع أفضل إمام، فموسم الحج واحد فى العام ويجتمع المسلم للتقرب لله سبحانه وتعالى وتدارس أوضاع المسلمين فى جميع بقاع الأرض، هكذا تصبح خطبة الجمعة كل أسبوع داخل القرية.

■ هل ارتبط مرسى بالشريعة أو الشرعية؟
- مرسى خالف الشريعة فمقاصد الشريعة الإسلامية حماية الأرواح والنسل لم يراع حق المصريين فى الحياة وقتل أبناءهم ثم المقصد الثانى حماية الجسد والمال الإصابات وإتلاف الأملاك بلغ ذروته حفظ العقل وقد حارب المبدعين والإعلام ثم ذهب يبيح استيراد الخمور والإباحة للملاهى الليلية فعلى الجماعة ألا تتحدث عن الشريعة كذلك مرسى وجماعته خالف الشرعية فالشرعية إما كاريزما فى شخص يثق به شعبه ومجرد ظهوره ينسجم معه شعبه حتى فى أقوى الأزمات والمثل لذلك عبدالناصر أو شرعية ثورية تتمثل فى قيام الزعيم بانتصار خارق فيوليه شعبه المسئولية مثل تشرشل وديجول وشرعية واقعية كأن يدرس الزعيم مطالب شعبه وأسلوب تنفيذها والمثل لذلك لولا دا سيلفا بالبرازيل ثم شرعية دستورية أن يختار الشعب رئيسه بشروط تنفيذ المطالب الدستورية للشعب وهذا ما اختار عليه شعب مصر مرسى ولكن الأخير خالف مطالب الشعب فأقصاه الشعب ولكن فى الإسلام يوجد أهل عقد اجتماع حكماء الأمة لاختيار الحاكم وكذلك يوجد أهل حل إذا خالف الحاكم الجماعة يتم نزعه من البيعة ومرسى جاء بأسلوب ديمقراطى ورحل بأسلوب ديمقراطى.


■  ما الفعل الواجب ردا على إرهاب الجماعة؟
- على ضوء الواقع المصرى والإرهاب الذى يعانيه الشعب من الجماعة على الحكام العمل على إدراج الجماعة ضمن المنظمات الإرهابية الدولية بلجنة مكافحة الإرهاب الدولى بمجلس الأمن خاصة أنه يرأسها حاليا السفير محمد لوليشكى من المملكة المغربية.

■  أين الإخوان من الدين والسياسة واستخدامها بما يخدم أهواءهم؟
- تعجبت من معاداة الإخوان للدكتور الشيخ على جمعة المفتى السابق للديار المصرية عندما طالب القادة بحماية جنودهم من الاعتداءات المسلحة من جانب الميليشيات التى تقتلهم وإن كان ذلك يعد دفاعا شرعا فهذا يوافق الشريعة الإسلامية وزعموا أن ذلك خلط السياسة بالدين ولكن أذكرهم بموقف حسن البنا عندما رغب الملك فى إزاحة النحاس باشا سياسيا لرغبة الاستعمار الإنجليزى ضد رغبة الشعب الذى ثار وطالب ببقائه عندئذ قال حسن البنا قولته الشهيرة إن الله مع الملك ذلك الخلط الكاذب بين الدين السمح والسياسة كذلك مقولة المرشد لشباب الإخوان سلم نفسك للمرشد كتسليمك للمغسل عقب الموت كذلك موقف الجماعة يتركز الآن مع تنظيمهم الدولى بالتسلح لإفساد الحركة بقناة السويس باستخدام السلاح الثقيل.

■ هل يزيد ذلك من مسئوليات القوات المسلحة؟
- يتطلب ذلك من القوات المسلحة مجهودا شاقا لحماية الممر الحيوى بالإضافة إلى تطهير سيناء والنظر إلى أمن منطقة حلايب وشلاتين إلى ساسة مصر وخارجيتها متى تتخذ الإجراءات الخاصة بإدراج الجماعة منظمة إرهابية العالم أجمع بما فيه أمريكا يدرك أن الجماعة الأم الشرعى لمنظمة القاعدة الإرهابية والتعاون بينهما على قدم وساق إذا كان الوليد أدرج ينبغى للأم  الجماعة التأخر فى هذا الشق سوف يقود مصر إلى نتائج ضارة.

■ هل تغيرت سياسة جماعة الإخوان بمرور السنوات؟
- نمت شوكة ميليشيات الإخوان بزعزعة وقلقلة نظام الحكم بمصر إلى الحد الذى دفع محمود فمهى النقراشى باشا رئيس الوزراء المصرى ورئيس حزب الأحرار الدستوريين ويمتلك الأغلبية البرلمانية فى الثانى من أغسطس 1948 إلى حل الجماعة وفى 28 ديسمبر 1948 قاموا باغتيال رئيس الوزراء أصدر القاضى أحمد بك الخازندار وكيل محكمة استئناف القاهرة الحكم على القتلة فقاموا باغتياله ثم حرقوا المحكمة وهو الحدث المماثل لأسلوبهم إذا تمت المقارنة بحرق محكمة جنوب القاهرة هذا العام التى كانت تحتوى قضايا تخص الإخوان وعندما أصدر حسن البنا تصريحا بأن حملة السلاح ليسوا إخوانا ولا مسلمين فإغتالوه على الفور من صدور هذه المقولة.

■ ما مستقبل الإخوان مع أمريكا؟
- اشتد ساعد طالبان وتنظيم القاعدة أوحى لها بالاعتماد على الذات ونقد الجماعة وتوجيهها إلى القصور وحثها على القيام بالعمليات الإرهابية ضد أنظمة الحكم مستندة إلى الفكر القطبى وبلغ الأمر ذروته بقيام تنظيم القاعدة بإنشاء عدة قواعد خارج أفغانستان خاصة بجنوب اليمن والسودان وخلال زيارة أسامة بن لادن للسودان شرعت الولايات المتحدة لتصفيته جسديا وقامت بقتل حراسته الخارجية لكن كان بجانب ذلك حراسة داخلية تعاملت مع القوة المخابراتية بالعقار المواجه لمقر إقامة بن لادن وفتكت بمجموعة المخابرات الأمريكية المنفذة للعملية.

ساعد التفكك المجتمعى بروسيا فى القضاء على الدولة الروسية وليس قوة القاعدة وبانتهاء وتفكك الاتحاد السوفيتى انتهى دور المنظمة الإرهابية داخل المجتمع الأمريكى ونتذكر تدمير برجى نيويورك إلى أن قامت أمريكا بقتل أسامة بن لادن الطاعن فى العمر زمن تولى أوباما الحكم وقد أشرف الرئيس الأمريكى داخل غرفة العمليات على هذه الواقعة.

■ هل يؤدى القرضاوى دور المحلل للإرهاب الأمريكى؟
- القرضاوى أصدر فتوى للجنود الأمريكان بتنفيذ قرارات قادتهم للفتك بالمسلمين بالعراق كذلك أصدر فتوى للأمريكان باجتياح ليبيا وتقتيل السوريين واستدعاء المرتزقة لتقتيل المصريين بما يتضمن ذلك تقديم المأوى والسلاح والرواتب والمعاشات لذويهم وقام طبقا لرصد المخابرات الليبية بدفع عشرة ملايين دولار لشراء سلاح استخدمت شركة الطيران السودانية لنقله بمطارات بجوار الحدود المصرية لإمداد جماعته لتقتيل المصريين وهو صاحب الأدعية الشهيرة ضد مصر وجيشها فى خطبة كل جمعة ويستخدم منابر المساجد بقطر لغير الدعوة الإسلامية.

كذلك سبق له توجيه الشكر لأمريكا لأنها تجاهد فى سبيل الله وحرضها على ضرب سوريا وتعهد بعدم محاربة إسرائيل  وساند الولايات المتحدة الأمريكية فى غزوها للشرق الأوسط ولكن عقب أن فاجأ شعب مصر وجيشها الجميع بموقفهم الذى حطم الغزو الأمريكى انتهى دور القرضاوى وسعت لإنهاء موقفه ودوره فى المنطقة كما فعلت مع تنظيم القاعدة وشاه إيران وصدام حسين وحسنى مبارك.

 ■  كيف رأته عيون الغرب؟
- تناول الباحث الأمريكى «إنستيوت ديفيد شنكر» بمعهد واشنطن التحول المفاجئ فى وجهة نظرالقرضاوى من الاعتدال إلى التشدد ضد مصر وسوريا، وكيف قاد ذلك إلى فتنة طائفية بين السنة والشيعة.

■ حدث الارتباط بين الإخوان والإرهاب ومصدره وظروف تكوينه؟
- خلال المرحلة الراهنة ظهر على السطح إرهاب الإخوان المنتمين إلى الفكر القطبى، وبرز الجهد المضنى الذى يبذله القرضاوى لتقتيل المصريين، عليه نبحث فى جانب كل شخصية للتعرف على مصادر الانحراف بها، وهو سيد قطب إبراهيم حسن الشاذلى ولد بقرية موشه محافظة أسيوط 9 أكتوبر عام 1906، نال شهادة الكفاءة من مدرسة المعلمين الأولية بالقاهرة، حصل عام 1932، على البكالوريوس من كلية دار العلوم، عمل بالتدريس لمدة 6 سنوات، ثم موظفا بالحكومة ثم سنتين بوزارة المعارف فى عهد إسماعيل القبانى ثم تقدم باستقالته، وفى عام 1965 اعتقل لمحاولته اغتيال جمال عبدالناصر، ثم أعدم فى 21 أغسطس عام 1966، واعترف أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه العقائدى وهى الشك الإيمانى وفى عام 1934 نشر دعوته للعرى التام، التى دعا فيها إلى أن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وكانت هذه الأفكار منتشرة بأوروبا آنذاك، وكان يعتنق الماسونية ويكتب بعض مقالاته بجريدة ماسونية اسمها «التاج المصرى» ولم تكن الصحف الماسونية تسمح لغير الماسونى بالكتابة بها، ولم يكن سيد قطب وحده منتميا للماسونية، بل كانت هناك مجموعة من الإخوان انتموا إليها.

فى عام 1948 صدر أمر باعارته ببعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، دون أن يكون مقيدا بهذه البعثة بجامعة معينة أو مواد خاصة للدراسة أو ضرورة الحصول على شهادة عليا كل ما تتطلبه منه دراسة اللغة الإنجليزية واتقانها والغريب أن هذه البعثة جاءت فجائية وشخصية، وعند تخصيصها له نقل مراقب مساعد بمكتب الوزير، زار خلال الرحلة نيويورك، وواشنطن، وكولورادو وسان فرانسيسكو وقد سجل ذكرياته فى كتابه «أمريكا التى رأيت»، حيث أورد فيه أنه قبل أن تلقى الباخرة مراسيها فى طرف البحر الأمريكى تعرض لمحاولة إغراء وإغواء من قبل إحدى الساقطات التى طرقت باب غرفته التى ليس بها سوى سرير واحد وهمت أن تلقى بنفسها وهى فى قمة التبرج، وغاية السكر فوقه وقال إن الفتيات لاحقنه من جامعة لأخري، كذلك عامل الفندق الذى عرض عليه تلبية ما يريد من نزوات جنسية، فكانت هذه هى العين  التى رأت أمريكا.
بعد العودة أصدر كتاب «معالم فى الطريق» صدر به الإرهاب للعالم، واتهم العالم بالجاهلية، وطلب مقاتلة حكام العالم ثم هاجم أمير الشعراء أحمد شوقى، ارتدى البدلة والكرافت، لم يطلق لحيته، فشل فى عشقه الأول حيث اقترنت حبيبته بآخر، وأصدر قصيدة «الكأس المسموم» ورواية «الأشواك» على الرغم من أن الأنثى كان لها عشق خالص لديه، فإنه فشل فى عشقه.

سيد قطب أول من أطلق لفظ الثورة على «ثورة يوليو» وكان يكتب أول خطب عبدالناصر، إلا أنه شرع فى اغتياله، ذلك يمثل التناقض الفكرى والعقلى لدى هذه الشخصية التى خرجت عن شرع الله وأثارت جدلا وصدرت الإرهاب الفكرى للعالم حتى الآن، قبلة الإرهاب، منبت الشر، ملاذا للتطرف الدينى، تاجرت بالإسلام.

■ كيف تتبين ضلال فتاواهم؟
- بأن تعقد مقارنة بين الفتاوى السمحة التى جمعت شعب مصر وجميع المسلمين لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى بخواطره الإيمانية، وفتاوى الضلال المبين، لشيوخ ضللوا عقليات الشباب.

 ■ ما موقفك من المصالحة معهم؟
- لا تفاوض إلا بعد الانتهاء من محاكمة من تلطخت يده بالدماء فالإخوان لم تتقدم للتفاوض إلا بعد فشل الاستقواء بالخارج، واكتشف الخارج أنهم لا يمثلون الأغلبية بين المجتمع المصرى، فهذا اعتقاد خاطئ فى المخيلة المريضة للإخوان، كما أن التفاوض يتم بين طرفين شبه متساويين يتنازعان على حق، أما الوضع بمصر فأغلبية متمثلة فى الشعب تدعمه قواته المسلحة ترغب فى احتواء الجميع وأقلية باهتة تتاجر بالدين ترغب فى السيطرة على الحكم.


■ ما هدف الإخوان من العنف؟
- إن الإخوان تسعى لتدمير الأمن المصرى لاستعادة مكانتها التى لن تحصل عليها بعد الآن فخلال الآونة الأخيرة يتداول بين المجتمع المغلق للإخوان مسميات «نحن» و«الجيش» و«الشعب»، إذا يضع كل طرف اصبعه تحت ضرس الآخر، ومن يتألم سوف يهزم، ولكن هذا المهزوم إن صبر فسوف ينطق الآخر الكلمة وينتصر هو، هذه هى المقولة الإخوانية التى تحتوى على مزيد من المغالطات، فالصراع ليس بين القوات المسلحة والإخوان، بل الصراع بين شعب مصر والإخوان، وإن كانت القوات  المسلحة تتألم لمقتل الشعب المصرى من الإخوان، فهذا رمز للوفاء من هذا الجيش، فى حين إن الإخوان سعت لتدمير الأمن المصرى بتقتيل وتعريض الشرطة والجيش للمخاطر، ولكنها فشلت ثم سعت للاستقواء بالخارج ولم يفلح هذا الأسلوب سوى مع قطر وتركيا، وأرى أن رئيس مجلس الوزراء فى صراع مع وزارته التى انقسمت بين مؤيد لحل أمنى، ويسير على قدم وساق للقضاء على الإرهاب بسيناء وبؤر الإرهاب والتضحية بالأنفس والعتاد من أجل بتر الإرهاب وأخرى تبحث عن الحل السلمى والتصالح دون أن تتخذ إجراء من أجل ذلك لعلمها أن الإخوان والإرهاب فى تعاون تام، لا ترضى بغير ضياع الثورة فكان من المفترض أن ينسق مجلس الوزراء، فلم يقم بزيارة المحافظات، وابتعد عن مطالب القرى والواقع المصرى، فمصر لا تنتظر تويتات البرادعى الذى لم يقدم الأسلوب الأمثل لحل  المعضلات، مصر تنتظر قرارات ونظم لحل المشكلات، متى تتخذ رئاسة مجلس الوزراء والخارجية المصرية الإجراء القانونى لإدراج الجماعة منظمة إرهابية؟ لن يرهق هذا الإجراء مصر، مخاطبة منظمة مكافحة الإرهاب الدولى بمجلس الأمن بخطاب صادر من الخارجية المصرية لمندوبنا بالأمم المتحدة يسلمه لرئيس المنظمة الذى ينتمى إلى المملكة المغربية، التقاعس ليس فى صالح مصر، الجماعة الدولية تدعم الإرهاب بمصر بالمادة والمرتزقة، وتتحرك على المستوى الدولى بمعاونة قطر وتركيا، إن لم تتخذ المبادرة سوف تصبح العواقب كارثية.